تُظهر خطابات الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصرالله أثناء وبعد العملية العسكرية في غزة (في 6 و9 أغسطس/آب) إدراكه لعواقب هذه العملية على لبنان، حيث اعتبر أن إسرائيل تهاجم في غزة لكنها ترسل رسائل إلى لبنان. وحذر نصرالله إسرائيل من أنها ستكون مخطئة إذا اعتقدت أنها تردع اللبنانيين، مؤكدا أن الهجمات في غزة لن تؤثر على موقف حزب الله.
وفي إشارة إلى نية إسرائيل في البدء في إنتاج الغاز في حقل كاريش، هدد نصرالله بأن “اليد التي تمتد على أي شئ من موارد لبنان ستقطع” وأن حزب الله أقوى من أي وقت مضى، وواثق من انتصاره، وعلى استعداد لـ “الذهاب إلى آخر الطريق”.
دلائل العملية
يكشف خطاب نصرالله والتهديدات المستمرة عن خيبة أمله وإحراجه من نتائج العملية، وفق ما يراه “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي”.
ويواصل المعهد قوله بأنه على الرغم من الاختلافات الموضوعية بين حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في غزة وحزب الله في لبنان، فإن العملية الأخيرة في غزة درس مهم لـ”نصرالله” أيضًا، ويعزز ردع إسرائيل ضد “حزب الله”.
ويبرر المعهد قوله بأن هذه العملية القصيرة أثبتت أن إسرائيل لا تتجنب البدء في تحرك عسكري؛ كما أظهرت قدرات الجيش الإسرائيلي خاصة في الاستخبارات الدقيقة، والدفاع (بنجاح 96% في اعتراض 1100 صاروخ)، وقدرات الهجوم (مع أضرار خطيرة على قيادة وقدرات حركة الجهاد الإسلامي).
ويرى المعهد أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أظهرت مرونة قوية (على عكس “نظرية بيت العنكبوت” التي يكررها نصرالله في خطبه فيما يتعلق بضعف المجتمع الإسرائيلي)؛ وأن إصرار وتماسك القيادة الإسرائيلية واضح حتى أثناء الحكومة الانتقالية، كما يتضح الافتقار لوجود ضغط من المجتمع الدولي على إسرائيل.
المواجهة غير مستبعدة
ومع ذلك، يرى المعهد أنه لا ينبغي استبعاد احتمال الانزلاق إلى مواجهة على الجبهة الشمالية لإسرائيل، واعتبر أن المشكلة ستظل قائمة بالنسبة لإسرائيل، وقد تتصاعد شدتها حتى في الشهر المقبل، بالتوازي مع جهود الوسيط الأمريكي “عاموس هوكشتاين” للوصول إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان في قضية الغاز.
وستستمر تهديدات وضغط نصرالله، الذي اعتبر بداية سبتمبر/أيلول نقطة اختبار، حيث من المفترض أن تبدأ شركة “إنيرجين” التي تعمل في حقل كاريش إنتاج الغاز. علاوة على ذلك، فحتى لو أثمرت جهود “هوكشتاين” للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين، قد يسعى “نصرالله” للحفاظ على التوتر من أجل مواصلة إظهار مساهمته في الحفاظ على المصالح اللبنانية.