أطلقت «وحدات الحماية الكرديّة» ومجموعات مسلحة صغيرة عربية تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية معركة جديدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لطرده من مدينة منبج، أحد أبرز معاقله في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الأربعاء.
وقد قتل، بحسب المرصد، 15 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال جراء غارات شنتها طائرات التحالف على مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي خلال الساعات الأخيرة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «بدأت معركة منبج غرب نهر الفرات الثلاثاء»، لافتا إلى أن مقاتلي تحالف سوريا الديمقراطية سيطروا على 16 قرية، وأنهم على بعد 15 كيلومترا من منبج.
من ناحية أخرى قال مسؤولون أمريكيون إن آلاف المقاتلين المدعومين بعدد صغير من أفراد القوات الخاصة الأمريكية شنوا هجوما للسيطرة على منطقة مهمة شمال سوريا كان تنظيم «الدولة الإسلامية»يستخدمها منذ فترة طويلة كقاعدة لوجيستية. وقد تستغرق العملية أسابيع.
وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب الكردية تمثل أغلب القوات المشاركة في هجوم تحالف قوات سوريا الديمقراطية بهدف مبدئي هو السيطرة على بلدة منبج، على عكس ما صرح به مسؤولون أمريكيون بأن أغلب هذه القوات من العرب.
وقال مسؤول أمريكي إن تركيا أيدت الهجوم. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي تحالف قوات سوريا الديمقراطية أو وحدة حماية الشعب.
الى ذلك قال مصدر عسكري تركي أمس الأربعاء إن تركيا لا تشارك في العملية العسكرية التي تدعمها الولايات المتحدة ضد تنظيم «الدولة» في سوريا.
وذكر المصدر أن واشنطن أبلغت أنقرة بشأن العملية في منبج التي تقع في منطقة على بعد نحو 40 كيلومترا من الحدود التركية، لكن أنقرة لا تستطيع دعم العملية بسبب مشاركة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية ولوقوع المنطقة خارج مرمى المدفعية التركية.
وقال المصدر «تركيا لا تساهم في الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لوحدات حماية الشعب في منطقة منبج السورية. أبلغت الولايات المتحدة تركيا بشأن العملية لكن أي مساهمة منا هي أمر غير وارد.»
وأضاف «هذه المنطقة تقع على بعد 40 كيلومترا من حدود تركيا وبالتالي من المستحيل أن تدعمها تركيا.
كما أنه من غير الوارد سياسيا لتركيا أن تقدم الدعم لإحدى عمليات وحدات حماية الشعب.»
وتشن جماعات معارضة سورية مسلحة يعتبرها الغرب معتدلة هجوما منفصلا آخر ضد تنظيم الدولة الإسلامية في المنطقة نفسها، ولكن تجاه الغرب بشكل أكبر قرب أعزاز. وثبتت صعوبة التقدم مع شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات مضادة بشكل متكرر.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين «إنها مهمة لأنها آخر مركز لهم» إلى أوروبا.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لا تمثل سوى ما يتراوح بين خمس أو سدس إجمالي القوة.
وقال المسؤلون الأمريكيون إن وحدات حماية الشعب الكردية ستقاتل فقط من أجل المساعدة في طرد «الدولة الإسلامية» من المنطقة المحيطة بمنبج. وأشارت خطط العمليات إلى أن المقاتلين السوريين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد «الدولة الإسلامية».
وقال المسؤولون «بعد أن يسيطروا على منبج، الاتفاق ألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية… ولذلك ستكون القوات العربية تسيطر على أراض عربية تقليدية.»
جاء ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية هدنة لمدة 48 ساعة اعتبارا من أمس بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة في مدينة داريا المحاصرة في جنوب غرب دمشق، بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع واشنطن والنظام السوري.
وصرح مدير المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف السوريين سيرغي كورالينكو في بيان أصدرته الوزارة «بدأت هدنة لمدة 48 ساعة في داريا اعتبارا من الأول من حزيران/يونيو، وذلك لضمان وصول المساعدات الإنسانية الى السكان بأمان».
وأوضح كورالينكو أن الهدنة بين القوات السورية ومقاتلي المعارضة أعلنت «بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والجانب الأمريكي».