أين تقف مصلحة نتنياهو؟

أين تقف مصلحة نتنياهو؟
نتنياهو وسارة

د. محمد خليل مصلح

هذا السؤال يفتح أمامنا كل الاحتمالات والسيناريوهات كثير من المحللين والمتابعين للشأن الإسرائيلي وضعوا السيناريوهات في حالة تم اسقط حكومة بينت بناء على العوامل الداخلية والتي لم يخف نتنياهو وعصابته في الليكود من العمل عليها اغراء أعضاء في الأحزاب اليمينية الصغيرة كحزب بينت بالخصوص وحزب ساعر بالانشقاقات خاصة اذا عرفنا مفتاح السر فقط عضوين من أي حزب ينشق عن حزبه ويتحول أي المعارضة يمنح نتنياهو الفرصة للعودة الى رئاسة الحكومة الانتخابات او حجب الثقة سوف تمنح الكنيست اختيار عضو كنيست لتشكيل حكومة جديدة، طريق نتنياهو للعودة لصناعة القرار السياسي محفوفة بالمخاطر والمنزلقات الخطيرة على مستقبل الكيان ولكنه لا يلتفت لذلك ولا يعطيها أي اهتمام فقط مصلحته هي المحفز لذلك.

اسقاط حكومة بينت لبيد لم يترك نتنياهو أي فرصة دون ان يقنصها لينقض على حكومة بينت ويتهمها بكل الاوصاف الضعيفة الخطيرة على الدولة وعلى هويتها الخاضعة لإدارة بايدن الامريكية والتخلي عن ثوابت السياسة الإسرائيلية وعن الامن امام هجمات الفلسطينيين والتساهل في الإجراءات القمعية وخيانة المبادئ اليمنية باستغلال أصوات اليمين في الانتخابات كل ذلك للضغط على أعضاء حزب بينت للانشقاق من احزابهم وهذا ما حدث مع عضو الكنيست من يمينا عوديت سليمان في الوقت القريب وبانتظار عضو اخر لتسقط الحكومة التي يقودها بينت بفقدان الأغلبية بمقعد واحد.

في حال فشل نتنياهو في هذه الخطة سوف يلجأ الى اقتناص فرصة التصعيد الأمني في القدس واعياد المتطرفين من اليمين الصهيوني لافتحام الأقصى وإقامة الشعائر الدينية طقوس الذبح في داخل الأقصى ما يعني انفجار الأوضاع الأمنية وانفلات الوضع الأمني والذهاب الى معركة مفتوحة متعددة الجبهات برغم خطورة الخطة والنتائج نتنياهو يخاطر في سبيل مصلحته الشخصية ويدفع باتجاه الحرب لإسقاط الحكومة والقضاء على مستقبل بينت وساعر وغانتس الذي يعتبر اليوم المنافس الوحيد من خارج الليكود والذي يملك أوراقا كثيرة للمنافسة امام نتنياهو؛ خاصة وان غانتس ينفذ تكتيك ويتصرف كزعيم سياسي، وثانيا رؤية سياسية استعرضها في لقاء مع موقع واللا العبرية وصفها بكيان يتمتع بالاستقلال السياسي دون جغرافيا وبدون سيادة امنية “كيان اكثر من حكم ذاتي واقل من دولة” يتفق بذلك مع طرح نتنياهو وهذا ما يقد يمنحه كسب أصوات بعض اليمين، ودعم دولي امريكي ويمنحه هامش للتفاوض و النقاش مع المجتمع الدولي.

التحريض المستمر

التحريض على حزب راعام والشراكة السياسية مع بينت احدى الأوراق التي تمثل نقطة ضعف في حكومة بينت والتي لم ينجح في الاستفادة منها نتنياهو في تشكيل حكومته عندما احتاج أصوات راعام امام رفض سموتريتس الحركة الصهيونية أي حكومة يشارك فيها حزب عربي وشن حملة على نتنياهو ما وقف دون رغبة نتنياهو في تحقيق حلمه حيث رفض سموتريتس الانضمام للحكومة بوجود راعام فيها. ومع ذلك نتنياهو يراهن على اسقاط حكومة بينت لبيد من الداخل وتفتيت حزبه أي بينت، وإعادة بعض الأعضاء الي اليمين وفي صفوف الليكود بالإغراءات بمنحهم حقائب وزارية في حال نجاحه في الانتخابات. وهذا لن يمنع نتنياهو اللجوء الى أي خطة مهما كانت المخاطر التي تحملها على الكيان المغتصب.

ما هي فرص نتنياهو؟ هذا يتوقف على ما يلي:

من داخل الكيان

1
. انسحاب حزب راعام من الائتلاف اما التصعد في الأقصى واقتحام المتطرفون ساحات الأقصى والذبح وجر غزة الى الحرب وفي نفس الوقت انفجار الداخل على غرار ما حدث في المعركة السابقة حارس الاسوار كما يسميها العدو.

  1. انشقاق عضو اخر من حزب بينت يمينا.

  2. اقناع غانتس في خطة الاستيطان وبناء الوحدات الاستيطانية ما سوف يؤدي الى الخلاف بين الأحزاب والتصدعات فيها وانسحاب اليسار العمل او ميرتس وهذا احتمال ضعيف.

من خارج الكيان

  1. التصعيد المستمر وتصاعد العمل العسكري في الداخل العمق الأراضي المحتلة للهجوم على الحكومة وغانتس كوزير الجيش وحزبه ما يزيد من توتير الحكومة وعملية اتخاذ القرارات فيها.

  2. جر حماس لحرب على غرار الحرب الأخيرة واتهام حكومة بينت بالضعيفة التي انهزمت امام حماس.

ملخص الموقف

بناء على نقاط القوة والضعف لكل الطراف الحكومة والمعارضة، نقطة قوة نتنياهو والمعارضة وهي نقاط ضعف في حق حكومة بينت لبيد شهوة نتنياهو للسلطة ورغبة القتال لاخر نفس سوف تسمح له القيام بمهمته الأخيرة وفرصته الوحيدة للعودة الى الحكم بإسقاط حكومة بينت والذهاب الى الانتخابات المبكرة بتفجير الأوضاع الأمنية دون النظر للعواقب الأمنية والسياسية او من داخل الحكومة بسحب عضو كنيست منها لتحقيق ال 61عضو لإسقاطها والذهاب الى الانتخابات التحريض على حكومة بينت لبيد حتى لو أدى الى القتل كما حدث مع رئيس الوزراء الأسبق من حزب العمل رابين او باستمالة العضو شاكيد والقضاء على بينت سياسيا والاتفاق معها على تقاسم المكاسب في حالة استولت على الحزب او اعادت احياء حزب البيت اليهودي بزعامتها كما حدث في السابق.

تصاعد وتيرة العمل العسكري الفدائي المنطلقة من الضفة واراضي 48 المحتلة أي من العمق وفرض معركة استنزاف لا يستطيع تحملها في الداخل ما تثير الرأي العام ضد الحكومة والضغط عليها للانهيار والتفكك. حسابات المقاومة وقيادة حماس لخوض أي معركة وتداعياتها الداخلية على القطاع واستراتيجية المقاومة بنقل المعركة من الداخل بعناصر مقاومة من الأراضي المحتلة والضفة الغربية. نقاط الضعف في حق المعارضة ونتنياهو والقوة في حق حكومة بينت لبيد راعام غير المستعجلة على اسقاط الحكومة بعد ان ادرك صعوبة الشراكة مع حكومة بقيادة نتنياهو والليكود تراجع عباس عن تجميد عضويته من الائتلاف ام رغباته الشخصية واثباته لوجهة نظره بصحة الشراكة السياسية قد يعرقل خطة نتنياهو. نجاح بينت في منح عباس الأسباب الكافية للبقاء والتعهد بعدم تكرار الاقتحامات وهذا يعني التخلي عن الامن ما يعني توقع متاعب خلاف وتوتر داخل الحكومة بين الأحزاب وهي فرصة نتنياهو.

حرص أحزاب الائتلاف على بقاء الحكومة عامل مهم على عدم انهيارها واحتمال تصويت القائمة المشتركة لعدم اسقاطها والتردد في الذهاب الى الانتخابات، عدم تأكد الرأي العام الإسرائيلي من نتائج الانتخابات والخوف من العودة الى دوامة الانتخابات السابقة دون تشكيل حكومة بزعامة نتنياهو ازمة النظام السياسي، فرصة نتنياهو في تشكيل حكومة بعد الانتخابات ضئيلة بل التوقع عودة أزمة النظام السياسي بل إلى ما هو أسوء تصاعد التوتر في الداخل وانهيار العقد الاجتماعي و تغول اليمن على النظام ما سوف يؤدي إلى انهيار النظام الديمقراطي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن