أين نحن من أم النكبات ؟؟؟

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

الكاتب /  نبيل عبد الرؤوف البطراوي

سبعة وستون عاما على النكبة.

سبعة وستون عاما على الخيمة.

سبعة وستون عاما على الإرهاب الصهيوني.

سبعة وستون عاما على الذبح والقتل والاعتقال

سبعة وستون عاما على الغناء والبكاء على فلسطين

سبعة وستون عاما على التوالد والموت في الشتات

سبعة وستون عاما ومازال الجرح يقطر دما.

حربان وهدنتان ضاعت بينهما فلسطين الأرض والكيان والشعب .

15/5/1948الأنظمة العربية تقرر دخول الحرب في فلسطين على عكس رغبة الشعب الفلسطيني ,الذي كان يرى أن الوسيلة المثلى للدفاع عن فلسطين تتلخص في اعتماد الفلسطينيين على أنفسهم وتسليحهم وتدريبهم وتزويدهم بالفنيين والخبراء لأنهم واثقون من قدرتهم على تحمل عبْ الدفاع وصيانة أرضهم وعروبتهم على أن تزودهم الدول العربية بالمساعدات المالية والمادية ولأنهم واثقون أيضا أن الدول العربية كانت مسلوبة القرار السياسي ولا تتمتع باستقلالية التحرك العملي أو القدرة التنظيمية والعددية والتسليحية ولا أدل على ذلك من شهادة رئيس الأركان المصري الفريق عثمان المهدي الذي قال بكل وضوح وصراحة” لم نكن مستعدين لذلك وعارضت دخول الجيش المصري الحرب لعدم وجود عتاد ولكنهم أرغمونا على ذلك” وشهادة اللواء أحمد المواوي أول قائد للقوات المصرية في فلسطين الذي قال أن “أن النقراش رئيس وزراء مصر في ذلك الوقت قال أن الاشتباكات ستكون مجرد مظاهرة” بالإضافة الى أن الجيش المصري والجيش العراقي كانا خاضعين لأحكام معاهدتين مع بريطانيا معاهدة الزعفران مع مصر عام 1936ومعاهدة صالح جبر – بيفن مع العراق عام 1936.

كما كان الجيش الأردني تحت قيادة الجنرال جون ياغوت غلوب (غلوب باشا) البريطاني في حين كانت معظم المراكز في القيادة العامة والتشكيلات العسكرية بأيدي الضباط البريطانيين .

أما الجيشين السوري واللبناني فقد كانا خارجين حديثا من حكم الانتداب ويعانيان من ضعف العدد والعدة والتدريب وأخيرا كان الجيش السعودي واليمني يمتلكان أسلحة بسيطة ,وهذا بالإضافة إلى صفقة الأسلحة الفاسدة التي زود بها الملك فاروق جيش مصر.

في ظل هذه الظروف جميعا كانت حرب الأنظمة العربية عام 1948ودخولهم المتأخر والمفاجئ إلى ساحة القتال كما قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام للرئيس السوري شكري القوتلي عندما سأله عن دخول مصر الحرب فقال “إن المعلومات التي لدي تقول إن الجيش المصري سيقف على الحدود في حالة استعداد ولكنه لن يدخل “وهذا ما قاله أيضا للملك الأردني عبد الله عندما سأله نفس السؤال.

كان هذا يحدث على الساحة العربية في الوقت التي كانت فيه العصابات الصهيونية وقبل إن تغادر القوات البريطانية فلسطين في 14/5/1948وقبل إن تدخل الجيوش العربية فلسطين في اليوم التالي تستولي على ما يلي :

في الأرض المخصصة للدولة العربية احتلال عكا ويافا والقرى العربية قزازه وسلمه والقسطل .

في الأرض المخصصة للدولة اليهودية طرد سكان المدن العربية طبرية وحيفا وصفد وبيسان ومئات من القرى العربية الأخرى .

– في منطقة القدس الدولية احتلال حي القطمون العربي.

– في مجمل الأرض المحتلة طرد حوالي 400 ألف عربي فلسطيني .

ولكن ورغم ذلك كله استطاعت الجيوش العربية أن تحقق تقدم على المسارات والجبهات الأولى من القتال التي امتدت من 15/5-10/6/1948)فقد وصل الجيش العراقي حتى مسافة 10كم جنوب تل أبيب ووصل الجيش الأردني الى القدس .كما إن الجيش السوري واللبناني حققا تقدما جيدا في الشمال والجليل ولكن فجأة تدخلت الولايات المتحدة وفرضت الهدنة الأولى التي استمرت من 11/6/-8/7/1948)

وعندما تجددت الحرب في الجولة القتالية الثانية 9/7/1948,كانت العصابات الصهيونية قد استكملت تسليحها وتدريبها وتعبئة كل الطاقات البشرية القادرة على حمل السلاح حتى وصل عدد المقاتلين اليهود( 106)ألف مقاتل والكثير منهم شارك في الحرب العالمية الثانية ويتمتع بقدرة عالية واستيعاب للعلوم العسكرية في مقابل (67)ألف جندي عربي نظامي وغير نظامي .

أمام هذا الاختلال في موازين القوى في العدد والعتاد والقدرة على الاستيعاب للعلوم العسكرية استطاعت المنظمات الصهيونية أن تستولي على 8% من مساحة فلسطين ,وهكذا فرضت الهدنة الثانية في 18/7/1948.

وبهذا انتهت الحرب التي صنعت مأساة فلسطين الوطن الذي ضاع والشعب الذي تشتت وهجر إلى كل بقاع الأرض ,تلك الحرب التي بدأت عربية شكلا ,من أجل سحب البساط من تحت أقدام الشعب الذي كان على استعداد بأن يقاتل من اجل وطنه ,ويضحي بالغالي والنفيس من اجل هذا ولكن خيانة هذه الأنظمة دفعته إلى أن يركن إليها لكي تعيد له وطنه وخير دليل على هذا الأمل أن خرج أهل فلسطين دون أن يحملوا شيء من المتاع والمال والمقتنيات لان الجيوش العربية سوف تعيدهم بعد أيام إلى بيوتهم التي حملوا مفاتيحها معهم ومازالوا إلى اليوم يحملونها ويحملون ذاكرة وذكرى وطن سيبقى خالدا في ضمائر أبناءه مهما طال الزمان ,وخير دليل على المعركة المفتوحة التي يخوضها شعبنا بشكل يومي من اجل إن تبقى القضية حية هي المعركة التي يخوضها أسرانا الأبطال في هذه الأيام.

نبيل عبد الرؤوف البطراوي

الأمانة العامة لشبكة كتاب

الرأي العرب

9-5-2015

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن