إيكونوميست: الطائرات المسيرة التركية أمام اختبار روسي جديد في أوكرانيا

إيكونوميست: الطائرات المسيرة التركية أمام اختبار روسي جديد في أوكرانيا
إيكونوميست: الطائرات المسيرة التركية أمام اختبار روسي جديد في أوكرانيا

“ستكون الحرب الروسية مع أوكرانيا اختبارًا أصعب إلى حد كبير”.. هكذا قدمت مجلة (إيكونوميست) البريطانية خلاصة التوقعات بشأن مواجهة جديدة محتملة بين الطائرات المسيرة، تركية الصنع، وبين الدبابات والشاحنات والمدفعية، روسية الصنع، حال اندلاع مواجهة عسكرية في أوكرانيا.

وذكرت المجلة البريطانية، في تقرير نشرته السبت، أن الجدارة التي أثبتتها المسيرات التركية من طراز TB2 ضد الأسلحة الروسية في حروب سوريا وليبيا وإقليم “ناجورنو قره باغ” في أذربيجان مرشحة للتكرار في أوكرانيا، التي اشترت العشرات منها على مدار العامين الماضيين، وتستعد الآن لغزو روسي.

وأضافت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وقعا في 3 فبراير/شباط الجاري، اتفاقًا لصناعة المزيد من طائرات TB2 بشكل مشترك.

ويعتبر “أردوغان” الطائرات التركية المسيرة بمثابة “ثورة عسكرية”، إذ يريد القضاء على اعتماد تركيا على الموردين الأجانب وتحويل البلاد إلى مصدّر كبير للأسلحة.

ورغم أن المجلة البريطانية تصف بعض خطط الرئيس التركي بأنها “خيالية”، إلا أنها تؤكد أنه “حقق بالفعل تقدمًا كبيرًا”، إذ تتوقع تركيا، في العام المقبل، تسليم طرادين إلى أوكرانيا، من طراز يستخدمه أسطولها البحري.

فصناعة الأسلحة في تركيا أصبحت أكبر وأكثر اكتفاءً ذاتيًا من أي وقت مضى، وارتفع حجم مبيعاتها من مليار دولار في عام 2002 إلى 11 مليار دولار في عام 2020، بعدما كان جيشها ثاني أكبر جيوش حلف شمال الأطلسي (الناتو) اعتمادا على الموردين الأجانب بنسبة 70% من احتياجاته.

♦ واشنطن بوست: الطائرات المسيرة التركية قد تغير موازين الصراع بين روسيا وأوكرانيا

وهنا يشير تقرير الإيكونوميست إلى أن هذه النسبة انخفضت الآن إلى 30% فقط، وأن قيمة صادرات الأسلحة التركية بلغت، العام الماضي، نحو 3.2 مليار دولار، وهو رقم قياسي جديد.

وأشارت إلى أن خطط تطوير صناعة دفاعية محلية اكتسبت زخمها للمرة الأولى، في تركيا، بعد عام 1974، عندما قررت أمريكا حظر توريد الأسلحة إليها بعد تدخلها عسكريا في قبرص.

الضغط الأجنبي ذاته كان حافزا كبيرا في زيادة سرعة الاتجاه نحو التصنيع الدفاعي المحلي تحت قيادة أردوغان، بعدما طردت أمريكا تركيا من برنامج تصنيع مقاتلات “إف-35” وحظر حلفاء آخرون في الناتو بعض مبيعات الأسلحة إليها، على أثر شراء أنقرة نظام الدفاع الصاروخي “إس-“400 من روسيا عام 2017، حسبما نوهت المجلة البريطانية.

وأشارت إلى أن أردوغان قال، العام الماضي: “سنواصل، حتى نحرر بلدنا تمامًا من التبعية الأجنبية”، وكان برنامج صناعة الطائرات المسيرة هو سبيله نحو تحقيق ذلك.

♦ الغارديان: الطائرات المسيرة خطر جديد يواجه الدول الغربية

ولفتت (إيكونوميست) إلى أن رئيس برنامج تصنيع المسيرات التركية “سلجوق بيرقدار” تزوج من إحدى بنات أردوغان عام 2016.

وأصبحت بولندا، العام الماضي، أول عضو في الناتو يشتري طائرات TB2، التي باعتها تركيا إلى ما لا يقل عن 12 دولة أخرى، بما في ذلك قطر والمغرب وإثيوبيا.

لكن طموحات تركيا تتجاوز الطائرات المسيرة، إذ تخطط لتصنيع أول حاملة طائرات خفيفة من طراز TCG Anadolu، بحمولة 25 ألف طن، في وقت لاحق من هذا العام.

وجاء الشروع في تصميم حاملة الطائرات الحربية وقت استمرار برنامج تصنيع مقاتلات “إف-35″، لكن يتم إعادة تجهيزها الآن لتحمل الطائرة المسيرة “أقنجي”، الطراز الأحدث من مسيرات TB2.

ويمكن للطائرة الجديدة، المزودة بمحرك أوكراني، أن تضرب أهدافًا في الهواء وعلى الأرض.

♦ مواقف دول أوروبا من التصعيد العسكري على حدود روسيا

ومن المقرر أن تبدأ عمليات تسليم أول دبابة محلية الصنع في تركيا (ألتاي) عام 2023، ووعدت قطر، التي تمتلك 49.9% من شركة التصنيع، بشراء 100 دبابة.

وتخطط تركيا أيضًا لبناء غواصاتها الخاصة وطائرات هليكوبتر هجومية وطائرات مقاتلة، ما يعني أن الصناعة ينتظرها مستقبل مشرق، لكن حلم أردوغان بالاكتفاء الذاتي يظل “غير واقعي” حسبما نقل التقرير عن المحلل العسكري التركي أردا مولود أوغلو.

وفي هذا الصدد يشير مولود أوغلو، إلى أن تصميم وبناء مكونات، مثل الطائرات والمحركات البحرية وأجهزة الاستشعار المتقدمة والرقائق الإلكترونية الدقيقة، مكلف للغاية، كما أن العقوبات الأجنبية تعيق مشتريات المواد الداخلة في التصنيع الدفاعي.

وضرب المحلل العسكري التركي مثالا بمخطط تركيا لبيع 30 طائرة هليكوبتر هجومية إلى باكستان، بقيمة 1.5 مليار دولار، مشيرا إلى أن الصفقة تقترب من الانهيار لأن واشنطن رفضت منح أنقرة رخصة تصدير لمحرك المروحية، أمريكي الصنع.

♦ خبير روسي: تركيا تعيد الروح لصناعة السفن الحربية بأوكرانيا

♦ أردوغان: التعاون العسكري بين تركيا وأوكرانيا ليس موجها ضد بلد ثالث

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن