الأسرى وادارة سليمه لقضيتهم

ثامر سباعنة
ثامر سباعنة

الكاتب / ثامر سباعنة

تعتبر قضية الأسرى جزءاً هاما من قضية فلسطين وقديم بقدم وجود الاحتلال الاسرائيلي للارض العربية ،ولم يمر يوم على قضيه فلسطين وقد خلت فيه سجون ومعتقلات الاحتلال من اسرى فلسطينيين او عرب، لكن مع كل هذا نجد ان قضية الاسرى لاتنعم بالحجم المناسب من التضامن والاهتمام سواء الرسمي الفلسطيني او حتى العربي ، .

قد يكون المطلوب الان هو تغيير النمط الذي يتناول قضيه الاسرى وعدم اعتبارهم مجرد ارقام تتناقلها وسائل الاعلام ، او حتى مجرد قصص تنتهي بنهاية الحدث.
الاسرى هم جزء اصيل من الشعب الفلسطيني ولا يقتصر عددهم على الموجودين فقط داخل السجون ، بل يتعدى ذلك ليصل الى عائلاتهم واسرهم واصدقائهم ، بالاضافه طبعا الى الكم الهائل من الاسرى المحررين الذين قضوا السنوات الطوال في الاسر.
يجب ادراك اهميه قضية الاسرى والدور المهم لهم ضمن حكاية قضيه فلسطين ، لذا يجب العمل الجاد على تفعيل ملفهم ضمن كل المستويات وعلى جميع الاطر المتاحه شعبيا وسياسيا واعلاميا ودوليا وكذلك قانونيا ، وعدم حصر التعامل مع الاسرى ضمن الجانب الانساني فقط ، طبعا مع عدم تغييب الجانب الانساني عن الطرح .
عند تضافر الجميع ضمن خطة عمل مدروسه تشمل جميع الجوانب سيحقق ذلك الكثير من الاهداف التي تخدم الاسرى وعائلاتهم ،فعلى مستوى التحركات الشعبية تخصيص أيام للاحتجاج ضد الأسر والاعتقال وطرح معاناة الأسرى بتنظيم مختلف أشكال التنديد الممكنة من تظاهرات واعتصامات واحتجاجات أمام البعثات الدبلوماسية والهيئات ذات الصلة ، بالاضافة إلى ذكر قضيتهم في المجامع العامة وتوضيح معاناتهم والكتابة عنهم وعن أحوالهم ، والدعاء لهم في ظهر الغيب وفي الصلوات وفي قنوت النوازل ، كما يجب التواصل مع اهالي الاسرى عبر أي وسيلة اتصال لما في هذا من رفع لمعنويات الاهل والاسرى ، وتفقد عائلات الاسرى وكفالتهم وتأمين احتياجاتهم.
قال الإمام مالك رحمه الله: ” واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم وهذا لا خلاف فيه لقوله عليه السلام : «فكوا العاني» [رواه البخاري] ” ، وقد قال علماء الإسلام : “لو أنفقت الدولة خزينتها على فداء أسرى المسلمين من الكفار ما كان هذا كثيراً “.. لذا يجب الإسراع في إنشاء صندوق دعم مالي او مشروع وقفي يسهم في تحمل الأعباء المالية المترتبة على ملاحقة قضاياهم من جهة ، وفي انتشال عوائلهم من الواقع المزري الذي يواجهونه من جهة ثانية.
وكذلك ضع ملف الأسرى في أولويات القيادات الفلسطينيه والعربيه في كل اجتماع دولي أو نشاط سياسي ، بالإضافة إلى إدخال موضوع الأسرى في سجون الاحتلال وثقافة الأسر والاعتقال إلى المنهاج الدراسي الفلسطيني المدرس لأبناء فلسطين ، خاصة وبأنه يكاد لا يخلو بيت فلسطيني من أسير حالي أو سابق ، وليتم حمل قضية الاسرى مع أي مسئول فلسطيني يغادر أو يستقبل أي وفود أو مسئولين أو شخصيات عربية أو أجنبية ، في محاولة لجعلها قضية رأي عام عالمي ، بالإضافة إلى ضرورة الاستفادة القصوى من سلاح الإعلام بما يخدم القضية انطلاقاً من توحيد المصطلحات الإعلامية ويعزز حضور رموز المقاومة الأسرى وتخصيص مساحة خاصة بهم وبمعاناتهم بما يحفظ أسرهم ليقدمها إلى الرأي العام عبر مختلف القنوات العربية والأجنبية المساندة والداعمة مستفيدة في ذلك من مختلف التقنيات والبرمجيات الإعلامية الحديثة.
قضية الاسرى حاجة لتضافر وتكامل كافة القطاعات والمؤسسات والمنظمات لتحقيق شيء عملي في هذا الملف الحساس ، لذا اتمنى ان تتعاون كافه المؤسسات التي تعنى بموضوع الاسرى وتوحد العمل ضمن خطة مدروسه وعمل تجمع دولي يحمل هم الاسرى للعالم اجمع

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن