الإعلام الإسرائيلي يمارس الخداع والتضليل

الإعلام الإسرائيلي يمارس الخداع والتضليل
سري القدوة

بقلم : سري القدوة

منذ قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي 1948 اهتمت حكومات الاحتلال المتعاقبة على تشكيل المؤسسات الإعلامية في مهمة خاصة ومحددة وهدف واضح كما رسموه منذ البداية وهو حشد كل الإمكانيات والوسائل وتشكيل الرأي العام المحلي بالنسبة لهم لمساندة المنظمات الإرهابية التي تعمل على إرهاب الشعب الفلسطيني وسياقه المبررات الواهية لطبيعة عملها ومنذ البداية اعتمدت على مجموعات تابعة للإعلام العسكري تنامت تدريجيا لتشكل قوة إعلامية لتكون درعا للشعب اليهودي وسلاحا ضد أعداءه على حسب مواثيق العمل الإعلامي لديهم فالإعلام الإسرائيلي له وظيفة أساسية محددة وهى الدفاع عن المشروع الصهيوني ولعل هذا ما دفعه لاحقا إلى تأسيس ما يسمى هيئة رؤساء تحرير الصحف والتي تضم كافة رؤساء الصحف المستقلة والحزبية حيث يشرف عليها بشكل مباشر جهاز الموساد الإسرائيلي كونها احد اهم ازرعته القائمة على تنفيذ المهام القذرة وحماية مجرمي الحرب والدفاع عن الإرهاب الإسرائيلي وسياقه المبررات والأوهام لتنفيذ مخططات الاستيطان ومشاريع التهويد الإسرائيلية .

الحركة الصهيونية قامت بإنشاء إذاعة موجهة لليهود وإصدار العديد من النشرات كما شرعت في طباعة 14 صحيفة من بينها 4 صحف ناطقة بالعربية ومع مرور السنوات وتطور تكنولوجيا الإعلام والصحافة استغلت حكومات الاحتلال وأجهزة مخابراته التي تشرف بشكل مباشر على التلفزيون والإذاعة والصحف من أجل خوض الحرب الإعلامية الكبرى فبدأت الحملات الدعائية النفسية التي تؤثر على الروح المعنوية للشعوب العربية في محاولة لتمرير مشاريع التصفية وبث الأكاذيب ونشر الدعاية الكاذبة حيث كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ومن خلال محددات بثها بوقا للدعاية الحكومية وحافظت على رسم صورة الأشخاص وقلب الحقائق عبر اتباع التضليل وادعاء ممارسة الديمقراطية الإعلامية ولتستمر تلك المهمة مع تطور وسائل الاعلام وما يشهده العالم من ثورة تكنولوجيا الاعلام الرقمي اصبح يعش الاعلام الإسرائيلي في كذبة كبيرة تنفضح تفاصيلها من ارتكاب جرائم الحرب وقتل الأطفال ونسف المباني السكنية في قطاع غزة خلال الحرب والعدوان الأخير على قطاع غزة لتمارس قوة الإعلام الإسرائيلي الضاربة تأثيرها ويزداد اهتمامهم بتطويرها بالطريقة التي تخدم أجندتهم الاستيطانية وسياساتهم الاستعمارية وعدوانهم على القدس والمقدسات الإسلامية والمسحية في القدس الشريف .

ومن ضمن الفضائح التي تناولتها وسائل الاعلام لدي الاحتلال قيام نتنياهو بتقديم رشاوى لبعض وسائل الاعلام حيث يواجه المحاكمة على هذه التهم لمساندته في حملاته الإعلامية مما يعزز واقع الاعلام الإسرائيلي الذي يعاني من عدم المصداقية ويمارس التضليل وقلب الحقائق عبر تمرير البرامج وتبني سياسات تخدم فئات محددة على حساب نقل حقيقة ما يجري من وقائع وتغيب الرأي العام .

وتبقى الحقيقة بان وسائل الاعلام عبر العالم لها دور مهم في تقديم مجرمي الحرب للمحاكمة الدولية وما تم ارتكابه من جرائم حرب في قطاع غزة ما زال الاعلام الإسرائيلي يمارس عمليات التضليل والخداع والكذب ولا يتخذ أي موقف تجاه نشر الحقائق بل يمارس سياسة تكميم الافواه واغلب وسائل الاعلام الإسرائيلية تابعة للأحزاب السياسة او الاعلام الرسمي لحكومة الاحتلال وهي غير قادرة على نقل حقيقة ما جرى من انتهاكات واضحة لحقوق الانسان ونقل حقيقة بنك الأهداف الإسرائيلي والذي أدى الى استهداف 67 طفلا في قطاع غزة في اكبر العمليات الاجرامية التي يمارسها جيش منظم ودولة تدعي ممارسة الديمقراطية وحرية الاعلام وتتشدق في العالم بأنها تمارس الحرية وتحترم حقوق الانسان .

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

[email protected]

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن