الاستيطان الهستيري

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

الايديولوجية الصهيونية تجتمع على فكرة واحدة وهي اقامة الحضارة اليهودية وروحها التوراة ولا تتحقق هذه الفكرة إلا بطرد الفلسطينيين ، وتتحقق من خلال استمرار تدفق هجرة الجماعات اليهودية واستيعابهم داخل الدولة اليهودية وضمان استمرارية الاستيطان في رسم حدود دولة اسرائيل حتى تحافظ على امنها ومصالحها القومية .

ان اقرار الكنيست الاسرائيلي بالقراءة الثانية الثالثة بقانون شرعنة الاستيطان هو بمثابة نسف للقضية الفلسطينية ونسف قضية حل الدولتين ، وهذا القرار يعطي المجال للكيان الصهيوني بسرقة المزيد من الاراضي الفلسطينية والزراعية وسرقة الاراضي الميرية وأملاك الغائبين .

الاستيطان  هو جوهر منظمة الهاجاناه 1943 وقد قالها احد قادتها بن غوريون ان الصهيونية هي الاستيطان ومشروعهم استراتيجي عسكري سيرسم حدود دولة الكيان الصهيوني ،استندت حركة الاستيطان الصهيوني في فلسطين على عدة اسس : السيطرة على الارض الفلسطينية واستملاكها بشتى الوسائل والطرق ومنافسة السكان الفلسطينيين عن طريق مصادرة الاراضي وإقامة المستوطنات عليها واستخدامها في امور عسكرية ، تدمير الاقتصاد الفلسطيني خلال سيطرة اسرائيل على مصادر المياه في الاراضي الفلسطينية ولصالح المستوطنات ، العمل على زيادة المستوطنين وهناك مساع 2020 ليصل العدد الى مليون مستوطن في الضفة الغربية ، تحويل المجتمعات الفلسطينية في المدن والقرى الى تجمعات محصورة بالمستوطنات ومعزولة عن بقية التجمعات الفلسطينية الاخرى لمنع التواصل الجغرافي فيما بينها ، وعزل القدس عن مناطق الضفة الغربية .

عدد المستوطنات يزداد كل يوم حتى وصل إلى 160 مستوطنة وأكثرها في القدس لتصل عدد المستوطنات فيها الى 27 وفي محافظة رام الله والبيرة وصل عدد المستوطنات الى 27 اما جنين 9 مستوطنات ونابلس 48 مستوطنة وطولكرم 4 مستوطنات وبيت لحم 18 مستوطنة وأريحا 11 مستوطنة والخليل 27 مستوطنة ، ووصل عدد المستوطنين في الضفة الغربية الى 650 الف مستوطن وأكثرهم في القدس 292 الف مستوطن ، في رام الله 132 الف مستوطن ، وبيت لحم 75 الف مستوطن وطوباس 2000 مستوطن .

اسرائيل مستمرة في استيطانها للتخلص من الطابع العربي في الاراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية ، ضمن مخططات التهجير ومصادرة الاراضي حيث ارتفعت نسبة الاستيطان الى 57 % وهناك مئات المخططات لمنح تراخيص بناء 273000 للاستيلاء على الاراضي ومصادرة الاراضي والتي يعتبرونها انها اراضي دولة .

هذا القانون الذي يشرعن الاستيطان هذا يعني نكبة ثانية للشعب الفلسطيني مثل ما حدث في 48 والذي تم شرعنة الاستيطان وبالتالي تهجير الآلاف من الفلسطينيين من اراضيهم وبيوتهم ، هذا القانون يعطي الحق لإسرائيل بطرد الناس وسرقة أي ارض يريدونها وسرقة المناطق الحساسة حتى يتم التغير الطيبوغرافي والديمغرافي ونقل الناس من موقع لموقع .

هذا القرار سيعطيها الحق في تهجير المزيد من الفلسطينيين وضم الآلاف من الاراضي وبناء المزيد من المستوطنات بتحقيق اهدافها الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والدينية ، اسرائيل تستمر في استيطانها رغم القرارات الدولية التي اقرت ان الاستيطان غير شرعي مثل محكمة لاهاي 2004 والمادة 49 من ميثاق جنيف وقرار الامم المتحدة 2334 والذي اقروا ان الاستيطان غير شرعي .

اسرائيل لا تأبه بالقوانين هدفها عرقلة الدولة الفلسطينية وتعرقل عملية السلام ، السمات العامة للفكر الصهيوني وجوهر منظماته هو الاستيطان تتنافس حول ضم اكبر عدد ممكن من الاراضي لصالح اسرائيل ،والمستوطنين هم مهندسو التطهير العرقي وأسلوبهم الطرد .

الوضع الراهن يحتاج ترتيب البيت الفلسطيني ومعالجته حسب برنامج وطني وموحد يتفق عليه الشعب الفلسطيني والانتقال من خطاب التوعية والشعارات الى خطاب الدور المرتكز على الانسان الفلسطيني وهويته ، وهنا يأتي دور القيادات الفلسطينيين لإنهاء الانقسام ، الارض ارضنا والقانون في صفنا وحقنا في تقرير مصيرنا ووجودنا على رض فلسطين ليس بأمرا طارئا بل جذور متأصلة ومرتبطة بتاريخ وجغرافيا .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن