يبدو أن ما يميز القادة الناجحين في العالم، هو تمتعهم بما يعرف بالذكاء العاطفي، تلك الميزة التي تسمح لهم بتحديد المشاعر وضبطها وحسن إدارتها.
إذ تتطلع أهم الشركات إلى التركيز على هذا الجانب في التوظيف والتسويق، وفي تنمية مهارات الموظفين لاعتباره مفتاح النجاح.
فقد أظهرت الدراسات على مر السنوات أنه بقدر ما يتوافر الذكاء العاطفي، يتحسن الأداء في العمل.
وتكمن المشكلة بحسب ما ورد في CNBC، أن قلائل يعرفون أن الذكاء العاطفي لا يولد مع الإنسان.
في الواقع، سر النجاح ليس في امتلاك معيار واحد من أسس الذكاء العاطفي، بل يعتمد على 4 عناصر أساسية يجب توافرها وفق دراسة قام بها باحث من هارفرد.
1- إدراك المشاعر الخاصة: هو تلك القدرة على معرفة الأحاسيس الشخصية، ومعرفة الأثر الذي تتركه لدينا، سواء أكان إيجابياً أم سلبياً.
فمن المهم معرفة نقاط القوة وتحديد نقاط الضعف. فعند معرفة الحدود الخاصة، يمكن معرفة الوقت الذي يجب فيه الاستعانة بالآخرين لإتمام العمل.
مع الإشارة إلى أنه يمكن الاستفادة من كل لحظة للتمرس في عملية إدراك المشاعر الخاصة والأحاسيس ومعرفة الذات بشكل أفضل.
أما النقطة الأساسية هنا لتطوير المهارات، ففي تحديد نقاط الضعف، وقد يبدو هذا الأصعب لمعظم الناس.
2- إدارة المشاعر وردود الفعل: تعتبر هذه من المهارات التي تميز القادة الناجحين، خصوصاً في الأزمات.
فالأشخاص يتطلعون إليهم بحسب معدل الهدوء لديهم وقدرة السيطرة على الأمور، ما يشعرهم هم أيضاً بالهدوء.
فمن أبرز أسس الذكاء العاطفي القدرة على الحفاظ على الهدوء تحت الضغوط التي يمكن التعرض لها وعلى تخطي العقبات.
فمن لديه هذه الميزة يدرك كيفية ضبط المشاعر وردود الفعل، بما ينعكس إيجاباً على الآخرين، وفي تحقيق الهدف المرجو أيضاً.
كما يفترض في هذه الحالة التمتع بسرعة البديهة والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة سريعاً أمام التحديات لتحقيق الأهداف.
3- حس الإدراك الاجتماعي: هو القدرة على إدراك مشاعر الآخرين وتفسيرها من خلال إشارات بسيطة.
فالقادة الأكثر تفوقاً هم أولئك القادرون على التواصل بشكل فاعل والاستماع بدقة.
وفي هذه الحالة، يجب التعاطف مع الآخرين وفهم ما يحاولون التعبير عنه ومشاعرهم والاستماع إليهم جيداً بطرح الأسئلة والتحاور.
4- إدارة العلاقات: هي إحدى المهارات التي يبدو فيها الشخص قادراً على التصرف بطريقة يكون فيها مثالاً يحفز الآخرين، ويبدو ملهماً بطريقة تفاعله وانسجامه مع من حوله، وحفاظه على حسن العلاقات معهم.
وهي ميزة لا يتمتع بها عادة الأشخاص السلبيون.
ويبدو أن الأشخاص الذين يتمتعون بمعدل ذكاء أعلى هم أكثر قدرة على إقامة علاقات متينة والتواصل بشكل أفضل مع الآخرين.
