السعودية والإمارات.. زيارات ومباحثات لدعم العلاقات

الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان
الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد آل نهيان

بخطى واثقة، تمضي الشراكة الاستراتيجية بين السعودية والإمارات إلى آفاق أرحب، حتى أضحت العلاقات بينهما نموذجاً يحتذى في العلاقات الدولية.

شراكة تتوثق وتعاون يتزايد بدعم من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبإشراف ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي.

ووصل جدة الأربعاء، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وكان في استقباله لدى وصوله مطار الملك عبدالعزيز الدولي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

تأتي تلك الزيارة بعد 4 أيام من زيارة قام بها الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي إلى الإمارات، والتقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

أمير قطر يبحث مع وزير سعودي سبل تعزيز العلاقات بين البلدين

الرياض: التطبيع مع إسرائيل “مشروط”

كما تأتي بعد أسبوع من إشادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، باللقاء التلفزيوني للأمير محمد بن سلمان بمناسبة مرور 5 أعوام على انطلاق رؤية 2030، مشيرا إلى أن ولي العهد السعودي “عبر عن مواقف متزنة، وأفكار عميقة، ورؤى حكيمة، وطموح بحجم المملكة وقدراتها وتاريخها وموقعها في المنطقة والعالم.. وقيادة تعرف طريقها جيداً نحو المستقبل المشرق للسعودية وشعبها بإذن الله”.

كذلك تأتي الزيارة بعد نحو شهر من مباحثات هاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والأمير محمد بن سلمان بحثا خلالها العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وتعاونهما في مختلف المجالات.

وتعكس الزيارات المتبادلة والمباحثات المتواصلة بين قادة ومسؤولي البلدين في وقت قريب وقصير، الحرص المتبادل بين الجانبين على التواصل والتباحث وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود وتعزيز العلاقات الاستراتيجية بينهما.

وإلى جانب العلاقات الثنائية النوعية، تتبنى الدولتان مواقف مشتركة إزاء القضايا العربية والخليجية والإقليمية والدولية؛ حيث تعمل الدولتان على تعزيز العمل العربي المشترك، وصون مسيرة مجلس التعاون الخليجي، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والتصدي للتدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية، وتعملان على إيجاد حلول دائمة لأزمات ونزاعات المنطقة المختلفة.

وخلال عام 2020، وفي ظل انتشار جائحة كورونا كوفيد-19، قامت البلدان ومن خلال اجتماعات مجموعة العشرين، والتي ترأست دورتها الحالية المملكة العربية السعودية، بتنسيق عالي المستوى والتعاون فيما بين البلدين لبناء استجابة عالمية منسقة لمواجهة تداعيات الجائحة العالمية.

قمم متتالية

وخلال قمة الأربعاء بجدة، بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع الأمير محمد بن سلمان العلاقات الأخوية المتجذرة التي تربط البلدين وشعبيهما الشقيقين وجوانب التعاون الاستراتيجي الشامل، والتنسيق المشترك بينهما لما فيه مصلحة البلدين المتبادلة وبما يحقق تطلعات شعبيهما الشقيقين إلى التقدم والازدهار، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات العربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “أن العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات و السعودية قوية وراسخة، وتقوم على المحبة وأواصر القربى والإيمان بوحدة المصير المشترك”.

وبين أن “متانة العلاقات التي تجمعهما تمثل العمق التاريخي وصمام أمان للبلدين والعرب جميعاً فهما نموذج للاستقرار والأمان والنماء والازدهار في المنطقة.”

وقال “إن العلاقات الأخوية تزداد روابطها رسوخاً وعمقاً، إدراكاً من قيادتي البلدين لطبيعة المرحلة وظروفها والتحديات التي تشهدها المنطقة والعالم والتي تتطلب التعاون وتوحيد المواقف وتكثيف الجهود المشتركة للتعامل معها لما فيه خير البلدين وشعبيهما وشعوب المنطقة.”

تأتي تلك الزيارة بعد أيام من زيارة قام بها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى أبو ظبي مطلع مايو/ آيار الجاري، والتقى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وبحث الجانبان خلال اللقاء العلاقات الأخوية بين البلدين والتعاون الاستراتيجي والتنسيق المشترك بينهما في مختلف المجالات، والسبل الكفيلة بدعمه وتطويره بما يعزز المصالح المتبادلة للبلدين وشعبيهما الشقيقين.

كما تم بحث آخر مستجدات الأوضاع والملفات في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط.

وتأتي مباحثات الأربعاء، بعد شهر من مباحثات هاتفية جرت، بعد تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من الأمير محمد بن سلمان نهاية مارس/ آذار الماضي جرى خلاله بحث العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وتعاونهما في مختلف المجالات.

وفي 5 يناير/ الماضي، قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بزيارة إلى محافظة العلا غرب السعودية للمشاركة في القمة الخليجية 41.

كما شارك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في نوفمبر الماضي، في أعمال الجلسة الختامية لقمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية، والتي عُقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على مدار يومين، و شاركت فيها الإمارات بصفتها ضيفا ورئيس الدورة الـ 40 لمجلس التعاون الخليجي .

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهمية الإسهام السعودي وأثره في معالجة أهم وأبرز القضايا التي تعنى بمستقبل المنطقة والعالم، منوهاً بالدور المحوري للمملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ومتابعة الأمير محمد بن سلمان، في تحفيز الجهود الدولية لمواجهة مجمل التحديات القائمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأثنى على الاختيار الدقيق للموضوعات التي دارت حولها نقاشات القمة وتركزت على آفاق تعزيز العمل الجماعي المشترك، وتوحيد الجهود من أجل التصدي للتحديات الراهنة التي يواجهها العالم وفي مقدمتها جائحة كوفيد-19.

كما شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في قمة قادة مجموعة العشرين “G 20″ الاستثنائية الافتراضية التي عقدت برئاسة خادم الحرمين الشريفين في مارس/ آذار 2020.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انعقاد القمة الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى التعاون والتكاتف الدوليين للتصدي لفيروس كورونا، فالعالم كله يمر بظروف غير مسبوقة في ظل انتشار الفيروس وتحوله إلى وباء عالمي يؤثر على كل مناحي الحياة على وجه الكرة الأرضية.

وأعرب عن خالص الشكر والتقدير إلى المملكة وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على المبادرة الكريمة بالدعوة لعقد هذه القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين للعمل على تعزيز الجهود الدولية في مواجهة فيروس ” كورونا ” المستجد.

6 زيارات متبادلة

وقبيل انتشار جائحة كورونا، شهد عام 2019، نحو 6 زيارات رسمية متبادلة بين قادة البلدين على مدار العام، حيث أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان 4 زيارات، فيما أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زيارة إلى الإمارات في ختام العام، فيما ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وفد الإمارات في القمة الخليجية 40 التي عقدت في الرياض.

أول الزيارات الرسمية عام 2019، قام بها الشيخ محمد بن زايد في 16 إبريل/ نيسان، وبحث خلالها مع الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر عرقة بمدينة الرياض العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين وعددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ورحب خادم الحرمين الشريفين ــ في اللقاء ــ الذي حضره الأمير محمد بن سلمان – بزيارة الشيخ محمد بن زايد للمملكة، مشيدا بعمق العلاقات الأخوية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين والتي تزداد رسوخا وقوة في ظل الحرص المشترك على تطويرها وتوسيع آفاقها.

وخلال الزيارة الثانية، ترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وفد الإمارات إلى القمتين الخليجية والعربية الطارئتين في مكة المكرمة 30 مايو/ آيار، وأكد أن بلاده تقف قلباً وقالباً إلى جانب السعودية في كل تحركاتها الهادفة إلى توحيد الصف والكلمة في مواجهة المخاطر والتهديدات المحيطة بدولنا وشعوبنا، وتحقيق طموحاتها إلى السلام والرخاء والازدهار.

الزيارة الثالثة جرت في 12 أغسطس/ آب، وأجرى خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مباحثات مع كلا من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي في قصر منى بمكة المكرمة.

الزيارة الرابعة، أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الرياض في 5 نوفمبر/تشرين الثاني ، وشهد خلالها توقيع اتفاق الرياض التاريخي الذي وقّعته الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية سعودية.

ونوه الأمير محمد بن سلمان خلال حفل التوقيع بما قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة من تضحيات جليلة في ساحات الشرف مع جنود المملكة وزملائهم في بقية قوات التحالف العربي لدعم الشرعية على الأرض اليمنية، معبرا عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

الإمارات والسعودية بين أكفأ 20 دولة في مكافحة فيروس (كورونا)

الزيارة الخامسة أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأبوظبي 27 نوفمبر، واستمرت عدة أيام تم خلالها عقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي ــ الإماراتي وترأسه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان.

وفي الزيارة السادسة ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفد الإمارات في القمة الخليجية التي عقدت في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين 10 ديسمبر من العام نفسه.

وعقدت القمة في وقت كانت تترأس فيه الإمارات دورة مجلس التعاون الخليجي آنذاك، في حين عقدت القمة الخليجية للدورة نفسها بالرياض، لتبرز العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية ووحدة المصير بين البلدين، وأهمية التعاون بينهما في تعزيز مسيرة مجلس التعاون الخليجي.

وتمضي العلاقات بين الإمارات والسعودية في طريقها لتحقيق نموذج تكامل عربي استثنائي، بتوجيهات وجهود قادة البلدين، محوره التعاون والتكاتف على كافة الصعد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، مستنداً على الإرث الحضاري والتاريخي ومقومات القوة المشتركة، ومدعوماً برؤى وطموحات قيادات البلدين، وسط إدراك مشترك أن الدولتين يجمعهما مصير واحد ورؤية متكاملة مشتركة، وأن التعاون بينهما يصب في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والرفاهية لشعبيهما.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن