السيسي يقتنص الفرصة ودحلان في المضمون

الكاتب // يوسف عيسى

لن تعيش المبادرة الفرنسية دون وسيط اقليمي، ولن تمر الشهور الاولى للادارة الامريكية القادمة دون تجديد في مسار العملية السياسية، ولن تكتمل السياسة الخارجية الاوروبية، إن لم تكن التسوية في صلب البرنامج، ومع كل التغيرات طيلة العقود الماضية، لم يتأثر موقع مصر في سياق الحراك الفلسطيني الاسرائيلي.

ردد الكثيرون بأن الرئيس السيسي قد تأخر في الحديث عن العملية السلمية، لكن المؤشرات تفيد بان الرئيس المصري، كان يدرك أهمية كل لحظة في هذا الموضوع، وبأن الحديث في السابق لم يكن سيؤثر إن لم تكن الظروف ملائمة.

الاهتمام المصري الراهن، يعني استبصارا بمرحلة جديدة قادمة، ستشهد تغيرات عدة، ومن أهمها، نهاية حكم الرئيس محمود  عباس، بما يعني التأسيس لمشهد فلسطيني، لا يريده العالم خاليا من فكرة التسوية مع اسرائيل، حتى ولو بمنهجية ادارة الصراع.

ومصر تعلم بأن دورها كوسيط، لن يكون مؤثرا دون مشاركة ذكية في اعادة تركيب التمثيل الفلسطيني، فغياب الرئيس عباس، لن يؤثر كثيرا على حركة فتح، فهي ستمضي في حياتها المتقلبة بين اصلاحات ومناكفات، أما حماس فستكون اقل تأثرا بغياب الرجل، ما يعني بأن الضفة الغربية بكل مكوناتها، ستعيش انتقالا من حالة الى اخرى، مقابل شبه استقرار في غزة.

ما سبق لا يساعد المشروع الدولي، في ابقاء عملية السلام على قيد الحياة، ولذلك فإن مصر، ستسهم في تغيير المشهد، بأن تعيد غزة الى دائرة التأثير، عبر أهم شركائها “محمد دحلان”، بما لا يغضب حماس، ولا يزيد التفكك في الضفة،،، فالرئاسة في القطاع، ورئاسة الحكومة في الضفة.

هذا الاستثمار المصري، مرتبط بتجهيزات مساندة، فالمبعوثين الدوليين (رباعية، اتحاد اوروبي، روسيا)، اجتمعوا عدة مرات مع “دحلان”، ويبدو انهم رفعوا توصيات ايجابية، أهمها، أن الساحة الفلسطينية لم تفرز رجلا بهذا المستوى، يجمع بين القاعدة الشعبية، والاحتراف في السياسة الدولية، والتعامل مع القوى الاقليمية، اضافة الى الواقعية في تقدير الأوزان من حوله.

ولا شك بأن دولة الإمارات، مهتمة بمساحة اكبر في هذا الملف، وتشترك مع مصر، في ضرورة مساعدة “دحلان”، بأن يكون العمود الفقري للمرحلة القادمة.

الرئيس السيسي، حينما يتحدث عن المصالحة الفلسطينية، فهو يوجه رسالة لجميع الاطراف، بأن تتصالح مع دحلان، ويبدو أن الرسالة قد وصلت خلال اجتماعات سابقة، بين مستويات سياسية وأمنية مصرية، مع عدة أطراف فلسطينية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن