العلاقات الأميركية – الصينية.. بايدن يسعى للحزم والقوة “آخر أداة”

العلاقات الأميركية – الصينية.. بايدن يسعى للحزم والقوة
العلاقات الأميركية – الصينية.. بايدن يسعى للحزم والقوة "آخر أداة"

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الليلة الماضية، عن رغبته في تبني استراتيجية عسكرية جديدة “حازمة” ضد الصين، مؤكدا في الوقت نفسه أن استخدام القوة يجب أن يكون “آخر أداة” للحل. وفي موازاة ذلك، أعرب خلال اتصال هاتفي مع نظيره الصيني، شي جينبينغ، عن قلقه بشأن أوضاع حقوق الإنسان في كل من هونغ كونغ وشينجيانغ.

وتحدث بايدن، خلال زيارته الأولى لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) منذ وصوله إلى البيت الأبيض، عن تشكيل فريق عمل داخل وزارة الدفاع لتطوير استراتيجية تجاه الصين، التي تعتبرها الولايات المتحدة خصمها الاستراتيجي الأول.

وقال بايدن في خطاب أمام الجيش الأميركي، إن “فريق العمل هذا سيعمل بسرعة ليتيح لنا اتخاذ قرار بشأن توجه حازم بشأن القضايا المتعلقة بالصين”، مضيفا أن “الأمر سيتطلب جهدا حكوميا كاملا وتعاونا بين الحزبين في الكونغرس وتحالفات وشراكات قوية”، وأنه “بهذه الطريقة يمكننا الرد على التحديات التي تمثلها الصين”.

وتتألف مجموعة العمل هذه من 15 مستشارا مدنيا وعسكريا، وسيكون لديها مهلة أربعة أشهر لتقديم توصياتها إلى وزير الدفاع، لويد أوستن. وسيرأسها المستشار الدبلوماسي السابق لبايدن المتخصص في الشؤون الصينية، إيلي راتنر.

والهدف هو تحديد الموقف العسكري الضروري في المحيط الهادئ لمواجهة الطموحات الإقليمية لبكين وتطوير التعاون مع الحلفاء، ولكن أيضا تحديد نوع العلاقات التي ترغب الولايات المتحدة في إقامتها مع الجيش الصيني أو حتى أنواع الأسلحة التي يمكن أو لا يمكن تطويرها.

لكن بايدن أكد من جديد أنه يريد إعطاء الأولوية للدبلوماسية في التعامل مع خصوم الولايات المتحدة. وقال إنه “لن أتردد أبدا في استخدام القوة للدفاع عن المصالح الحيوية للشعب الأميركي وحلفائنا عند الضرورة”، إلا أنه أضاف “أعتقد أن القوة يجب أن تكون الأداة الأخيرة وليس الأولى لأي حل”.

بايدن يهاتف نظيره الصيني

في موازاة ذلك، أعلن البيت الأبيض أن بايدن أعرب لنظيره جينبينغ عن قلقه بشأن أوضاع حقوق الإنسان في كلّ من هونغ كونغ وشينجيانغ، في أول محادثة هاتفية بين الرجلين منذ تسلّم بايدن مهامه في 20 كانون الثاني/يناير الفائت.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن بايدن قدم لشي “تحياته وتمنياته الطيّبة” إلى الشعب الصيني بمناسبة احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة. وأضافت أنّ بايدن “أكّد على مخاوفه العميقة بشأن الممارسات الصينية الاقتصادية القسرية وغير العادلة، والقمع في هونغ كونغ، وانتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ، والإجراءات الحازمة المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك تجاه تايوان”.

كما ناقش الرئيسان، وفق البيان، جائحة كورونا و”التحدّيات المشتركة” المتمثّلة بالأمن الصحّي العالمي والتغيّر المناخي.

ويؤكّد خبراء أجانب أنّ أكثر من مليون شخص من الأويغور، المسلمون الذين يشكّلون الأقليّة العرقية الرئيسية في إقليم شينجيانغ، احتجزوا خلال السنوات الأخيرة في معسكرات “لإعادة التأهيل السياسي”. وتخضع هذه المنطقة شبه الصحراوية، التي لها حدود خصوصاً مع باكستان وأفغانستان، لمراقبة مشدّدة من قبل الشرطة منذ سلسلة من الهجمات القاتلة التي ارتكبت في الصين ونسبت إلى انفصاليين وإسلاميين أويغور.

لكنّ بكين تنفي احتجاز الأويغور في معسكرات اعتقال وتقول إن هذه مجرد مراكز للتدريب المهني تهدف إلى إبعاد سكان الإقليم عن إغواء الإسلام المتطرّف والإرهاب والنزعات الانفصالية.

وفي هونغ كونغ صعدت بكين من حملتها القمعية واعتقلت ناشطين مهمين بعدما فرضت قانوناً جديداً للأمن القومي في أعقاب احتجاجات حاشدة شهدتها المستعمرة البريطانية السابقة التي تعهّدت بكين في السابق احترام الحكم الذاتي الذي تتمتّع به.

وكان بايدن اعتبر في مقابلة بثّت الأحد أن الخصومة بين الولايات المتحدة والصين ستتخذ شكل “منافسة قصوى” مع تأكيده في الوقت نفسه أنّه يريد تجنّب أي “نزاع” بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

الصين: العلاقات مع الولايات المتحدة وصلت إلى “مفترق طرق جديد”

وقال بايدن في المقابلة التي أجرتها معه شبكة “سي.بي.اس.” إن نظيره الصيني “قاسٍ جداً. ليس هناك ذرة من الديموقراطية في شخصه، ولا أقول ذلك من باب الانتقاد، إنّها الحقيقة فقط”.

والأربعاء أكّد مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على واردات صينية ستبقى سارية في الوقت الراهن في انتظار الانتهاء من المراجعة الشاملة للاستراتيجية التجارية الأميركية.

وقال المسؤول طالباً عدم نشر اسمه “لم نتّخذ بعد قراراً في هذا الشأن”. وأضاف “ستحدث تغييرات في سياستنا التجارية تجاه الصين ولكنّها لن تحدث فوراً، وفي الانتظار لن نزيل الرسوم الجمركية”، مؤكّداً رغبة البيت الأبيض في وضع هذه الاستراتيجية “بالتعاون مع الحلفاء”.

التزام أميركي بحماية مصالح اليابان

من جانبه، عبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي أمس مع نظيره الياباني، توشيميتسو موتيجي، عن “قلقه” من توغلات الصين في المياه اليابانية. وجدد بلينكن التأكيد على أن معاهدة الدفاع الموقعة بين واشنطن وطوكيو تشمل أرخبيل سينكاكو، حسب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس.

ووجهت الحكومة الأميركية الجديدة تحذيرات عدة إلى بكين بشأن توسعها في بحر الصين. وأكد بايدن الشهر الماضي لرئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، “التزام الولايات المتحدة الثابت” بحماية اليابان بما في ذلك أرخبيل سينكاكو، الذي تسميه الصين دياويو وتطالب به.

“شاومي” الصينية تقاضي البنتاغون والخزانة الأميركية

وقال وزير الدفاع الأميركي الجديد لويد أوستن إن الصين تشكل “المشكلة الأصعب والأكثر تعقيدا” بالنسبة إلى الولايات المتحدة، لأن واشنطن تريد ردع بكين عسكريا ولكنها تريد التعاون مع الصين اقتصاديا. ويفترض أن يعلن أوستن برنامج رحلاته إلى الخارج في الأشهر المقبلة ويرجح أن تكون أولى هذه الزيارات لآسيا.

ومن دون الإعلان عن قرار بشأن احتمال إبقاء القوات الأميركية في أفغانستان بعد مطلع أيار/مايو الموعد النهائي المتفق عليه بين الإدارة الأميركية السابقة وطالبان، أكد بايدن رغبته في “وضع حد بطريقة مسؤولة للحروب التي استمرت طويلا جدا”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن