الولايات المتحدة والصين.. هل تنافس خطة بايدن “الحزام والطريق”؟

الولايات المتحدة والصين.. هل تنافس خطة بايدن
الولايات المتحدة والصين.. هل تنافس خطة بايدن "الحزام والطريق"؟

التنافس الأمريكي ــ الصيني، يبدو أنه يجري على قدم وساق، في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقد أعلن مسؤول أمريكي رفيع، أن إدارة بايدن تتطلع إلى إطلاق برنامج عالمي لتمويل البنية التحتية، يستهدف مواجهة مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، التي أُطلقت عام 2013، بحسب تقرير نشره موقع (بلومبرغ).

وشهدت العلاقات بين واشنطن وبكين، في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، العديد من الخلافات، ويبدو أن بايدن يواصل سياسات ترامب تجاه الصين، وتتضمن الخلافات بين البلدين مجموعة من الملفات؛ مثل منشأ فيروس كوفيد-19، والقرصنة الإلكترونية وشبكات الجيل الخامس للإنترنت، إضافة إلى تايوان وهونغ كونغ.

• أمين عام الأمم المتحدة يحذر من خطورة حرب باردة بين أمريكا والصين

أهداف البرنامج الأمريكي

ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي قوله، إنه من المتوقع صدور إعلان في شهر يناير المقبل، لعدد من المشروعات الأساسية يُراوح عددها ما بين 5- 10 مشروعات.

واعتبر التقرير أن برنامج “إعادة بناء عالم أفضل” الأمريكي، يهدف إلى مواجهة نفوذ الصين، من خلال تقديم تمويل لمشروعات تتمتع بمعايير أعلى من حيث التشغيل، والتركيز على اعتبارات المناخ، ومساعدة الفئات المحرومة.

ويعتبر اسم البرنامج، مستوحى من شعار الحملة الانتخابية للرئيس بايدن، وكان ذلك البرنامج قد أطلقه قادة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (كندا وفرنسا وألمانيا واليابان وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، خلال قمتهم التي عقدوها في شهر يونيو الماضي، بمدينة كورنوال البريطانية.

ولفت بيان قمة كورنوال إلى أن مبادرة “إعادة بناء عالم أفضل”، ترتكز على المبادئ وسياسات الشراكة والشفافية بقيادة الديمقراطيات الكبرى بمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بهدف المساهمة في تضييق الفجوة التمويلية من احتياجات البنية التحتية في العالم النامي والمقدرة بأنها أكثر من 40 تريليون دولار، حتى عام 2035، والتي تفاقمت بسبب جائحة كورونا.

وأكدت القمة أن المبادرة ستوجه أدوات تمويل التنمية نحو مجموعة من التحديات الأخرى التي تواجه الدول النامية؛ مثل تكنولوجيا مواجهة آثار التغير المناخي، والنظم الصحية، وتطوير الحلول الرقمية، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وكذلك التعليم.

• تايوان تحذر من قدرة الصين على اغلاق مجالاتها البحرية والجوية

زيارات ومناقشات

وأوضح مسؤول بالإدارة الأمريكية، أن مسؤولين في البيت الأبيض، بينهم نائب مستشار الأمن القومي داليب سينغ، قاموا بزيارات للعديد من الدول، في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، كانت تهدف إلى إجراء مناقشات بشأن المشروعات المحتملة، وشملت تلك الزيارات 5 دول، هي السنغال وغانا وكولومبيا والإكوادور وبنما، وحدد المسؤولون الأمريكيون نحو 10 مشروعات يمكن إطلاقها خلال الأشهر المقبلة، في إطار تلك المبادرة، كما أنه من المتوقع أن يقوم المسؤولون الأمريكيون، بزيارات مماثلة إلى دول في قارة آسيا، في خلال الأسابيع المقبلة.

وذكر المسؤول في إدارة بايدن، أن تلك اللائحة من المشروعات، ستؤدي إلى مجموعة محدودة من المشروعات التي ستتلقى تمويلاً مبكراً، إضافة إلى أي مشروعات يمكن أن تتم مناقشتها خلال زيارة الدول الآسيوية.

• فايننشال تايمز: الصين تفاجئ الولايات المتحدة باختبار صاروخ أسرع من الصوت ذي قدرات نووية

اختلاف التمويل

وذكر التقرير أن البيت الأبيض يأمل أن تساعد تلك المبادرة الدول الديمقراطية في مواجهة مبادرة «الحزام والطريق» الصينية، والتي تهدف لتمويل مشروعات البنية التحتية في الدول النامية.

وبينما يتم تمويل خطة الحزام والطريق الصينية، من خلال بنوك حكومية صينية وصندوق استثماري مملوك للدولة الصينية، فإن برنامج “إعادة بناء عالم أفضل” تتعدد مصادر تمويله، حيث تشارك في البرنامج الدول السبع الصناعية الكبرى، بما فيها من مؤسسات حكومية تنموية مختلفة، بالإضافة إلى أن واشنطن تعهدت بأن تكون عملية تمويل المبادرة معتمدة على مشاركة متعددة الأطراف من خلال القطاع الخاص، وبنوك التنمية الدولية، والمؤسسات المالية الدولية.

وأعرب بايدن عن أمله في أن تتيح بلاده، وكذلك بعض الدول الأخرى، مساراً أفضل للتنمية، من خلال إشراك القطاع الخاص والإصرار على تعزيز الشفافية، وتقديم تمويل أسهم رأس المال بدلاً من التمويل بأسلوب دبلوماسية فخ الديون، الذي يتهم الغرب الصين باستخدامه.

ومن جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الصينية على لسان الناطق باسمها وانغ ون بين، في تصريحات مؤخراً، أن هناك مساحة ضخمة للتعاون بشأن مشروعات البنية التحتية في العالم، وأضاف قائلاً: “المبادرات المختلفة لا تعوض بعضها بعضاً أو تحل مكانها، ويحتاج العالم إلى جهود لبناء الجسور، وليس لنسفها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن