انتخابات ليبيا.. هل تعطي الصناديق حفتر ما لم يحصل عليه بالحرب؟

انتخابات ليبيا.. هل تعطي الصناديق حفتر ما لم يحصل عليه بالحرب؟
خليفة حفتر

في أجواء ملبدة بغيوم التوتر، وغياب اليقين حول مصير الانتخابات المقرر إجراؤها في نهاية ديسمبر المقبل، أعلن خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، ترشحه لسباق الرئاسة، واعدًا الليبيين بـ”أفكار لا تنضب” حال فوزه.

إعلان ترشح حفتر، جاء بعد يومين فقط، من ظهور سيف الإسلام القذافي، خلال تقديمه أوراق ترشحه للسباق ذاته.

وبحسب محللين، فإن القاسم المشترك بين حفتر وسيف الإسلام، هو ماضيهما وتعثر وصولهما لحكم ليبيا سابقًا، فالابن الأكبر للقذافي كان ينظر إليه على أنه الخليفة المنتظر لوالده الحاكم المطلق للبلاد وقتها، قبل أن تفسد انتفاضة 17 فبراير 2011، جميع التكهنات، وينتهي به المطاف أسيرًا بيد واحدة من المجموعات المسلحة، التي ساهمت في إنهاء 40 سنة من حكم القذافي.

تجربة حفتر

أما خليفة حفتر، فقد انطلق من معقله في شرق ليبيا، في أبريل من العام 2019، قاصدًا السيطرة على العاصمة طرابلس، التي كانت وقتها تحت سلطة حكومة الوفاق الوطني، في حملة عسكرية استمرت أكثر من عام، نجحت في بدايتها، فيما يمكن اعتباره تطويق العاصمة، قبل أن تنقلب موازين القوة بتدخل خارجي -خصوصًا من تركيا- إلى جانب القوات الموالية لـ”الوفاق”.

وبعد أيام من الذكرى الأولى للحملة على طرابلس، وتحديدًا في 27 أبريل 2020، أعلن حفتر، إلغاء اتفاق الصخيرات الموقع بين الأطراف الليبية في 2015، وعيّن نفسه حاكمًا لليبيا، وفق ما قال حينها، إنه استجابة لرغبة الجماهير، لكن إعلانه لم ينتج عنه تغير في المشهد السياسي، وتبعه بعد أقل من شهرين، إنهاء رسمي لحملته على طرابلس.

وفي ضوء تلك الخلفيات، أثار ترشح حفتر تساؤلات، حول ما إن كان سيستطيع عبر صناديق الاقتراع، أن يصل لسدة الحكم التي لم يستطع الاقتراب منها، بقوة السلاح.

سيناريوهات

يرى الصحفي الليبي حسين المسوري، أن الانتخابات في ليبيا بشكل عام، تواجه أكثر من سيناريو بين الإجراء والتأجيل وحتى الإلغاء، لكن المشترك في كل تلك السيناريوهات، أن البلاد لن تشهد تسلم رئيس توافقي للسلطة بشكل كامل، عبر صناديق الاقتراع، على الأقل في المدى المنظور.

وقال المسوري : “لو تم إجراء الانتخابات وسُمح لسيف الإسلام القذافي، والمشير خليفة حفتر، بالترشح، فإن الميلشيات في إقليم طرابلس سوف تقوم بغلق المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بطرابلس ومراكز الاقتراع، ومنع إجراء الانتخابات بقوة السلاح في مدن ومناطق وقرى إقليم طرابلس”، مذكرًا بما صدر من بيانات خلال الأيام الماضية “في مصراتة والزاوية والزنتان، تصب في هذا الاتجاه”.

وتابع المسوري: “هناك احتمال كبير بتأجيل إجراء الانتخابات إلى مارس، أو يونيو، أو سبتمبر 2022، لكن في حال فوز سيف القذافي، أو خليفة حفتر، فإن الميلشيات في إقليم طرابلس، سوف ترفض النتائج، وستعلن انقلابًا آخر، مثل مافعلت في انتخابات 2014، فيما عرف بانقلاب (فجر ليبيا)”.

وأوضح أن السيناريو الأخير هو تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى ودعوة لجنة الحوار السياسي الليبي، أو ما يعرف بـ(لجنة 75)، لتشكيل حكومة جديدة. ومن المحتمل أن يقوم رئيس البرلمان عقيلة صالح، بالتحالف مع وزير الداخلية الأسبق، فتحي باشأغا، بإسقاط حكومة الدبيبة وتشكيل حكومة جديدة برئاسة فتحي باشأغا، كممثل للقوى الجهوية المسلحة في مصراتة، يكون فيها حصة لتحالف (الكرامة) بقيادة حفتر وتحالف (أنصار النظام السابق) بقيادة سيف القذافي، و القوى المسلحة في الزنتان، بقيادة أسامة الجويلي.

الحسم صعب

وذهب المحلل السياسي، المهتم بالشأن الليبي، علاء فاروق، إلى أنه من الصعب حسم التوقعات بفوز حفتر، أو غيره من المرشحين في الانتخابات الليبية كون الانتخابات في ليبيا، لعبة تتحكم فيها القبلية والمناطقية، وليست البرامج الانتخابية، أو قبول الشخص من رفضه. وفق تعبيره

وقال فاروق : ترشح خليفة حفتر، كان متوقعًا جدًا وطبيعيًا، بعدما أدرك هو نفسه، أن التسوية السياسية فقط، هلى المقبولة دوليًا وإقليميًا، وبعدما تخلى عنه أغلب الموالين لمشروعه العسكري. في تصريح (إرم نيوز)

وتابع: “فرص حفتر بعد ترشح سيف القذافي، وتوقعات بترشح الدبيبة، أصبحت أقل مما كانت عليه، لكنه سيكون منافسًا قويًا بلا شك، كونه يسيطر على كتلة تصويتية كبيرة في الشرق، بل وبعض مناطق الغرب الصغيرة، ستصوت له”.

وأوضح فاروق، أنه في حال فوزه، لن تقبل به مجموعات بعينها في الغرب، بعضها مؤيد للإسلام السياسي، وآخرون يرفضون وجود حفتر في المشهد أصلًا، فضلًا عن رأس السلطة.. لكن أي مرشح يفوز بطريقة صحيحة، سيحميه المجتمع الدولي ويفرضه على الجميع بالقوة، وكل المرشحين يعرفون ذلك جيدًا.

 

كما تجدر الإشارة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على (إرم نيوز) وقد قام فريق التحرير في صحيفة (الوطن اليوم) الإلكترونية بالتأكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل أو الاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدات هذا الخبر من مصدره الأساسي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن