انتخاب العاروري يكشف عن وجه حركة حماس في المرحلة القادمة

السنوار وهنية والعاروري

من المقرر أن يشارك نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري بجلسة حوارات القاهرة للمصالحة مع فتح المزمع عقدها الثلاثاء القادم في جمهورية مصر العربية .

العارورى الذي أعلن عن انتخابه الخميس الماضي، وفق العديد من المحليين الفلسطينيين و الإسرائيليين هو عنوان المرحلة القادمة في الضفة الغربية لحماس، وأن انتخابه نائبا لهنية رسالة من حماس أن أعينها لا تزال تنظر للضفة الغربية باهتمام.

فهل جاء انتخاب العارورى للموازنة بين غزة و الضفة، يجيب على ذلك الكاتب والمحلل السياسي مصطفي الصواف والذي قال :” أن انتخاب العاروري يكشف عن وجه حماس في المرحلة القادمة، ويقطع الطريق على كل من ظن أن حماس تم احتوائها وقريبا ستدخل في معترك التصفية للقضية الفلسطينية”.

ونوه الصواف، إلى أن انتخاب العاروري يعني العودة للاهتمام بالضفة الغربية تنظيميا وعسكريا، انتخاب العاروري سيحدث توازنات في قيادة الحركة بما يعمل على تفعيل كل القطاعات غزة والضفة والخارج .

ترتيب علاقات حركة حماس مع دول متعددة

هذا وانتخبت “حماس” عضو مكتبها السياسي في الخارج صالح العاروري نائباً لرئيس المكتب إسماعيل هنية، خلفاً لنائب رئيس المكتب السابق موسى أبو مرزوق الذي كان يترأسه خالد مشعل، في الاجتماع الأخير الذي جرى في القاهرة للمكتب السياسي لحماس.

وفي مايو الماضي أعلنت حركة حماس عن انتهاء كل مراحل الانتخابات لمؤسساتها في الداخل والخارج مفصحة عن أسماء أبرز أعضاء مكتبها السياسي الجديد.

بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب وفق ما دونه عبر صفحته الشخصية على شبكة التواصل الاجتماعي، أن العاروري سينجح في ترتيب علاقات حركة حماس مع دول متعددة، متوقعا أن تكون سوريا أحد هذه الدول.

ويضيف “أن توجهات حماس بعد انتهاء انتخاباتها ستتركز على تطوير المقاومة وتعزيز علاقاتها بدول ذات تأثير في المنطقة”، متابعا “أن الضفة العربية ستحتل جزءا كبيرا من أولوياته، بالإضافة إلى إنه سيعمل على حشد الدعم للمقاومة وتطوير منظومتها بشكل أكبر”.

تأسيس القسام

والعاروري هو أحد أعضاء الفريق الذي تفاوض حول صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين التي أبرمتها حماس مع اسرائيل في العام 2011 مقابل الافراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

واستقر العاروري في سوريا لعدة اعوام قبل ان يغادرها الى تركيا التي طلبت منه المغادرة مؤخرا، حيث يستقر الان في لبنان.

التحق العاروري وفق سيرته الذاتية المتداولة إعلاميا، بحماس عام 1987، وباشر تأسيس جهاز عسكري للحركة في الضفة الغربية في العامين 1991-1992، ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب عز الدين القسام (الجناح المسلح لحماس) في الضفة عام 1992.

واعتقل وسجن في اسرائيل من عام 1992 حتى 2007 بعد ادانته بتشكيل الخلايا الأولى للكتائب في الضفة، ثم أعيد اعتقاله بعد ثلاثة أشهر من الإفراج عنه ولمدة ثلاث سنوات قبل ان تعيد اسرائيل اطلاق سراحه وأبعاده خارج فلسطين.

توزيع مراكز القوى بين الضفة وغزة

ومن الأسئلة التي طرحت هل انتخاب العارورى جاء في إطار توزيع مراكز القوة بحماس، يجيب على ذلك الكاتب و المختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور محمد خليل مصلح قائلا:” ما يتعلق بكون الأخ العاروري نائب رئيس الحركة لا ترى فيه الا توزيع مراكز القوى بين الضفة وغزة وهي قوة تمنح الحركة قدرة للمناورة على التحالف مع ايران والقوى الثورية خارج منظومة النظام العربي مع ما فيها من خطورة الاصطدام بالدور المصري”.

وتابع خليل حديثه انتخاب العارورى، أيضا في ما بعد ذلك على صعيد المشاركة المشهد السياسي الرسمي، لكن بكل الأحوال هو تعزيز للمناورة لمصلحة حماس اذا خرجت من اللعبة السياسية والانتخابات القادمة.

ينما قال إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حماس، أن العارورى من من الشخصيات المحبوبة كثيرا وهو مؤسس القسام ومسؤول الضفة، شغوف بالعمل الميداني، غير متكلف بتاتا، عميق، يحمل ثقة انسيابية، قادر على فك المسائل الصعبة بمهنية وراحة وبساطة.

وذكر المدهون أن العاروري يكمل مربع حماس القوي والمحكم، قيادة اعتبر انها تكمل المشوار باطمئنان، وتعمل على تطور الحركة سياسيا وإقليميا وعسكريا..

هنية والسنوار رجال غزة و العارورى رجل الضفة

وزعم المحلل الإسرائيلي، يوآف ليمور، في صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن تعيين صالح العاروري، نائبا لرئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، في خضم محادثات المصالحة مع السلطة الفلسطينية، يدل على أن الحركة لم تتخل عن خطتها الاستراتيجية السيطرة على الضفة الغربية.

وقال المحلل الإسرائيلي إن العاروري، خلافا لهنية والسنوار، رجال غزة، فهو رجل الضفة، من منطقة رام الله، وبناء على ذلك سيكون ممثل الحركة في الضفة.

وأضاف أن اختيار هنية العاروري رقم 2 في الذراع السياسي للحماس، يعني كذلك أن هنية ينوي البقاء في غزة في المستقبل، ويتكل على العاروري أن يدير شؤون الحركة خارج البلاد.

وكتب المحلل أن الذي يعرف العاروري عن قرب يعلم أنه لن يغير نهجه في إطار منصبه الدبلوماسي الجديد. “العاروري ذكي جدا، ومتطرف جدا ومتمسك بالدين ويتكلم اللغة العبرية بطلاقة ويعرف إسرائيل على نحو عميق. وقد اكتسب ذلك خلال فترة سجنه الطويلة في إسرائيل” بحسب تعبير الكاتب الاسرائيلي .

اما الخبير بالشؤون الفلسطينية بالقناة العاشرة حازي سيمانتوف فيرى أن انتخاب العاروري “رسالة واضحة بأنه رغم خطوات المصالحة الفلسطينية فإن حماس لا تذهب في طريقها نحو الاعتدال، فما حدث سيكون له تبعات على أرض الواقع”.

وأضاف أن حماس تريد أن تبعث رسالة لإسرائيل مفادها أنه رغم المصالحة الجارية مع السلطة الفلسطينية فإنها ما زالت تخوض معركتها لطرد الاحتلال من أرض فلسطين من النهر إلى البحر، مما يعني أن يترك انتخاب العاروري تأثيره على الواقع الأمني بعيد المدى على إسرائيل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن