أقيم في مدينة بونيول شرقي إسبانيا، المهرجان السنوي للتراشق بالطماطم، بعد عامين من الغياب بسبب جائحة كورونا التي اجتاحت العالم.

وأثار المهرجان الجدل كالعادة، خاصة أنه يأتي هذه السنة تزامنا مع أزمة غذاء عالمية، ورغم غرابته وطرافته فإن هذا المهرجان لا يعد الأقل غرابة في العالم.

وشارك الآلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صور الإسبان وهم يحتفلون وسط الشوارع بالطماطم وعصيرها، في حين أظهرت مقاطع الفيديو رشق نحو 20 ألف شخص بعضهم البعض بالطماطم وتكدّس آخرون وسط شاحنات مليئة بالطماطم وتمرغوا فيها.

وفي الوقت الذي استمتع به عدد من المتابعين بالاحتفال، إلا أن آخرون انتقدوه معتبرين أنه إهدار للطعام في الوقت الذي يعاني مئات الملايين في العالم من الجوع، حيث استخدم الاسبان نحو 130 طن من ثمار الطماطم الناضجة في النسخة الـ75 من المهرجان، بعد انقطاع لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.

معركة التراشق بالطماطم
وبدأت معركة التراشق بالطماطم في منتصف النهار بالتوقيت المحلي، عندما شقت 6 شاحنات طريقها في الشارع الرئيسي، ووزعت على مدى ساعة الثمار التي تحولت إلى مقذوفات في أيدي المحتفلين يرشقون بها بعضهم البعض ليغرقوا جميعا في بحر من العصير الأحمر.

وتراشق المشاركون الذين يرتدي كثير منهم ملابس بحر ونظارات سباحة على مدار ساعة، وتمرغوا في طبقة سميكة من اللب الأحمر، فيما غطى سكان مدينة بونيول واجهات المتاجر والمنازل لحمايتها من الاتساخ قبل يوم من المهرجان.

وتعود أصول المهرجان الشهير إلى مناوشات عشوائية دارت بين القرويين عام 1945، وتم حظره لفترة من الوقت خلال الخمسينيات في ذروة دكتاتورية الجنرال فرانسيسكو فرانكو، لكنه عاد واكتسب شعبية بجميع أنحاء إسبانيا في الثمانينيات وأصبح يجتذب اليوم حشودا ضخمة من الزوار الإسبان والأجانب.

ومنذ ما يقرب من 10 سنوات، اضطر المنظمون إلى فرض قيود على العدد وبدؤوا في بيع التذاكر، بعد أن أصبح المهرجان مزدحما للغاية.

ويأتي مهرجان الطماطم المقام في إسبانيا هذه السنة، في وقت يحذر فيه الاتحاد الأوروبي من أزمة غذاء وشيكة، بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، حيث أشار في بيان إلى أن أول الضحايا هم البسطاء في الدول الفقيرة.

وعلى الرغم من غرابة مهرجان الطماطم، إلا أنه ليس المهرجان الوحيد العجيب في العالم، بل يوجد مهرجانات غريبة أخرى في أنحاء العالم.