بغزة: المولودة ماتت.. والأم شوِهت.. وإيهاب: من المسئول؟!

المولودة ماتت

غزة – عزالدين الرنتيسي

على قدم وساق يسارع المواطن إيهاب الشرفا الخطى لتجهيز حاجيات مولودته البكر، الذي طالما انتظر قدومها ليسمع كلمة “بابا”.

تمر الدقائق على إيهاب، وكأنها سنوات قد تخطت مولودته في بطن زوجته مدة الحمل ثلاثة أيام، وما أن أرخى الليل سدوله حتي جاء الفرج، فزوجة إيهاب بدى عليها علامات المخاض.

أدخل إيهاب زوجته إلى أحد المستشفيات الخاصة ليطمئن على سلامتها، لتقضي زوجته حنين، الساعات الطوال داخل غرفة الولادة، لتتعرض إلى ما يصفه إيهاب بالجريمة التي بددت آماله وحولت الفرح إلى حزن، وأحالت البيت إلى عزاء .

ألم وحسرة

يقول إيهاب، “ليس منصفا في الحياة أن تنتظر طفلتك الأولى مجهزاً حاجياتها الخاصة فرحاً مبتسماً والعائلة تنتظر لحظة وصولها، ثم فجأة تغادر إلى الثرى على حين غرة، والسبب يكون خطأ طبيا” على حد قوله.

وأوضح إيهاب، أنه توجه إلى أحد المستشفيات الخاصة السـاعة “12 فجراً”، بعد ظهور علامات الولادة على زوجته، فطلبت منه الطبيبة المختصة، العودة في الساعة “7 صباحاً”.

وأضاف إيهاب “مع اشتداد الألم والمخاض عند زوجتي حنين عدنا الساعة” 3 فجراً” من يوم الخميس الأول من مايو /أيار، ومكثت حتى الـساعة “8 صباحاً” وهي في المخاض إلى أن حان دور تبديل الدوام المسائي مع الصباحي.

في تلك اللحظات كانت الجنين في مرحلة صحية جيدة جدا ولا يوجد أي مشكلة صحية حسب الطبيبة المرافقة لحنين منذ وصولها .

حيثيات الولادة

عند تغيير الدوام بين الطبيبات طلبت الطبيبة المناوبة، من والدة إيهاب “لمياء الشرفا” بالخروج من غرفة الولادة بشكل غير محترم والحديث معهم بطريقة غير لائقة مغلقة باب الغرفة، على حد زعمها.

وقالت لمياء، “شاهدت الطبيبة من خلف الجهة المفتوحة من الباب في مشهد يصعب وصفة حيث قامت الطبيبة بالصعود على مدرج صغير في الغرفة والضغط على بطن حنين بصورة مفزعة وصادمة ومخيفة عشرات المرات، بالإضافة إلى توسيع الرحم باليد”.

وأضافت “في هذه الساعات قررنا أن نستدعي طبيبا خاصاً إلا أن الطبيبة، رفضت، قائلة “يوجد لدينا استشاري خاص في المستشفى”.

وأشارت لمياء إلى أن كانت متواجدة وأم حنين والطبيب لحظة الضغط على البطن حنين، الأمر الذي نفاه الطبيب.

وزعمت لمياء أن الطبيب بعد معاينته للحالة، قال لطاقم العملية لقد قمتم بتوسيع الرحم زيادة عن المطلوب بصورة خاطئة، وهذا الفعل يسبب تشوهات، مغادراً غرفة العمليات ما يقارب 45 دقيقة.

عملية قيسرية

وتابعت “عاد الطبيب بعد 45 دقيقة مقرراً إجراء عملية قيصرية لحنين التي فقدت الكثير من دمها، وتعرضت للإجهاد الكبير نتيجة اشتداد المخاض وعملية الضغط على بطنها”.

“بعد أن أجريت العملية القيسرية طلب الطبيب الاستشاري نقل المولودة بسرعة إلى الحضانة في مستشفى الشفاء بصورة عاجلة، لعدم وجود حضانة في المستشفى الخاص الذي ترقد فيه حنين .

وقالت لمياء “وصلت الرضيعة جثة هامدة ولونها شاحب أزرق وكأن الطفلة قتلت مخنوقة، لترتقي إلى بارئها شاكية إلى ربها ما تعرضت إليه”.

وتطالب عائلة الشرفا وزارة الصحة بفتح تحقيق جدي في القضية ومحاسبة المخطئين، مؤكدين أن لديهم شهود وأدلة من داخل المستشفى تثبت وجود إهمال طبي.

وزارة الصحة

وفي ذات السياق قال الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة، إن “المواطن إيهاب الشرفا تقدم بشكوى إلى دائرة الشكاوي بالوزارة”، مؤكداً أن الوزارة ستتابع الموضوع وتعمل الإجراءات اللازمة.

وأوضح أن الوزارة استلمت الشكوى يوم أمس الاثنين، داعياً إلى التريث في نشر الموضوع حتى يجري فتح التحقيق ومعرفة الملابسات.

الطبيب المشرف

فيما أكد الطبيب المتابع لعملية الولادة أن، المواطنة حنين قدمت إلى المستشفى بحالة جيدة وأن الجنين أيضاً كان بصحة جيدة.

وقال الطبيب إن “حنين تلد للمرة الأولي، وواجهت عُسراً في الولادة، مما دعانا إلى إجراء عملية قيصريه”، مضيفاً إلى تلك اللحظة كان الجنين بحالة جيدة.

وأوضح أن الجنين توفي بعد عملية الولادة لعيب قد يكون في أعضاء الجنين أو عيب خلقي، مؤكداً أن حنين لم تتعرض إلى أي عمليات ضغط على البطن أو استخدام للعنف.

وأضاف أن المستشفى لم يتسنى لها أن تتعرف على ما إن كان لدى الجنين عيوب، لأن عائلته قامت بدفنه قبل إجراء تلك الفحوصات اللازمة على حد قوله.

المصدر: فلسطين الان

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن