لا بد وأنك سمعت قبلاً إذا كنت من محبي كتب التاريخ عن الملك “أوفا ركس”، والذي كان ملكًا على “مارسيا”، أو ما تُعرف باسم “إنجلترا الوُسطى” في عام 757م، ثم توسع حكمه إلى غالبية أجزاء إنجلترا. واستطاع أن يُوحد غالبية المقاطعات الإنجليزية تحت حكمٍ واحد، ولكن الغريب في هذا الامر أن أوفا ركس لا توجد له مراجع وافية عن فترة حكمه التي امتدت لـ39 عاماً، ولا حتى عن إنجازاته العظيمة؛ كونه أعظم حكام أوروبا في القرون الوسطى، وخصوصاً مساهمته الكبيرة في توحيد الممالك الأنجلوساكسونية السبعة.
كما أن الغموض يزداد عندما نجد أن فترة حكم “أوفا ركس” اختفت تقريبًا من الكتب الدراسية البريطانية والمصادر التاريخية ! فما هو السبب وراء حذف المؤرخين لعهد هذا الملك؟ وهل هناك سرٌ ما خلف كل ذلك؟
هل كان الملك “أوفا ركس” مسلماً؟
بعد أن قام أوفا ركس في توحيد الممالك الأنجلوساكسونية السبعة قام بتزويج بناته من حاكم “وساكس” (Wessex)، وحاكم “نورثومبيا” (Northumbia) حتى تتوسع دائرة نفوذه، كما دخل في معاهدات مع ملك فرنسا آنذاك، وقد كانت علاقات الملك أوفا ركس مع الدولة العباسية قوية؛ مما جعله يتعلم عن أخلاق المسلمين والإسلام عن قرب.
سور أوفا وهو من أهم ما قام به هذا الملك وهو سد تم بناؤه بين “مارسيا” و”واش”، ولا تزال آثار السور موجودة حتى اليوم، والذي قام ببنائه ليحمي المملكة من غزو القبائل الأسكتلندية في الشمال.
عام 1841م حمل معه مفاجأة كبيرة للمؤرخين قلبت موازين التاريخ البريطاني؛ عندما تم العثور على قطعة نقود ذهبية غريبة تعود لعهد هذا الملك الإنجليزي.
أما المفاجأة فهي أن القطعة الذهبية المحفوظة الآن في المتحف البريطاني تحمل في وسطها كلمة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفي الحافة كتبت عبارة “محمد رسول الله”، ثم الآية الكريمة “أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله”. أما في وسط الوجه الثاني فنجد كتابة عربية أخرى وهي “محمد رسول الله”. وفي وسط هذه الجملة سجل اسم الملك “أوفا” باللغة الإنجليزية. أما في الحافة فقد كتب باللغة العربية: “بسم الله.. ضرب هذا الدينار سبع وخمسين ومائة”، وهذا ما جعل بعض الخبراء يعترفون بحكم ملك مسلم لبريطانيا في ذلك الوقت.
