تقرير.. “الاغتيالات الجوية” السيناريو الأقرب لغزة

طائرات قصف

غزة – بثينة شتيوي:

من جديد، عاد التلويح بشن هجمات عسكرية صهيونية ضد قطاع غزة، بعدما أظهرت المقاومة الفلسطينية بعضاً من تكتيكاتها الأمنية والعسكرية المتمثلة بالأنفاق، وقدرتها الفائقة على اختراق منظومة اتصالات المحتل رغم عدم اعترافه بذلك.

التهديد الصهيوني لغزة بين الفينة والأخرى تزامن مع اكتشاف جيش الاحتلال نفقا للمقاومة شرق محافظة خان يونس، حيث وصفه الأول بالمتطور والخطير، الأمر الذي استدعى أوساطا داخل الجيش لشن حرب كلامية ضد المقاومة الفلسطينية.

المعطيات على أرض الواقع، تشير وفق التحليلات المحلية والعربية إلى أن الاحتلال غير معني في الوقت الحالي، بشن حرب على قطاع غزة، كونه يتابع عن كثب ما يجري على الساحة الإقليمية والدولية، وتفاجأ من إمكانات المقاومة.

وفي الوقت ذاته، لفتت التحليلات إلى أن المرحلة المقبلة بين قطاع غزة والعدو الصهيوني ستتركز على استهداف مواقع للمقاومة، واغتيالات جوية لقادة ورموز وطنية.

المختص بالشأن الصهيوني، ناجي البطة، قلّل من احتمال شنّ الاحتلال حربا على قطاع غزة في الوقت الراهن، مرجعاً ذلك إلى طبيعة المتغيرات الجارية في المنطقة العربية والإقليمية، وما أظهرته المقاومة من توازن نسبي في الرعب مع المحتل.

وقال البطة خلال حديث لـ”الرأي”: “إن موضوع الحرب على غزة فاصل في القرارات الصهيونية، خاصة وأن القطاع مر بحربين، لم تفلح قوات الاحتلال في تحقيق أهدافها المزعومة مثل القضاء على المقاومة، أو حتى تحقيق قوة الردع للفلسطينيين”.

ولفت إلى أن المحتل قد يلجأ إلى خيارات عسكرية ضد القطاع، مثل تكثيف عمليات الاغتيالات لقادة ورموز وطنية، دون الدخول في صراع مباشر مع المقاومة، مضيفا: “قد تكون المرحلة المقبلة في القطاع هي عملية صهيونية مبهمة لاستعادة قوة الردع”.

وتابع: “إن عملية خان يونس الأخيرة أسهمت في التعاطي الصهيوني مع قطاع غزة على اعتبار أن المقاومة لديها إمكانات وإبداعات، على غرار حربي حجارة السجيل والفرقان، ما يعني نقطة ضعف لدى الكيان، وفشله في تحقيق معادلة الردع”.

وبين أن هذه المعطيات على أرض الواقع تجعل العدو لا يدخل في حرب يستنزف خلالها كافة قواه مع القطاع، خاصة وأن الأخير بات يشكل هاجسا وخنجرا قويا لدى الكيان.

وأوضح أن الأوساط الصهيونية ليست معنية بشن حرب على القطاع، لعلمها بتأثيرها على كافة مناحي الحياة داخل المجتمع الصهيوني، مستدركا: “هم يريدون البقاء في حرب الديمغرافيا غير المعلنة لاستحواذ أعداد كبيرة من اليهود إلى الأراضي المحتلة”.

موقف موحد

من جهته، قال المحلل السياسي، هاني البسوس، إنّ لهجة الاحتلال التصعيديّة تفرض على فصائل المقاومة الاستعداد التام لأي سيناريو محتمل على القطاع،

وبيّن أن ما تفعله قوات الاحتلال بين الفينة والأخرى على حدود القطاع، يشكل رسائل اطمئنان للمجتمعين الصهيوني والدولي بأنها قادرة على قصف غزة في أي وقت.

وأضاف: “كل الاحتمالات ممكنة لضرب غزة في ظل الوضع الراهن، لكن قوات الاحتلال كعادتها تهيئ الأجواء الدولية، لتحصل على مبررات ضرب القطاع”.

واتفق المحلل السياسي مع وجهة نظر المختص بالشأن الصهيوني في أن المرحلة القادمة ستقتصر على ضربات عسكرية جوية تستهدف قادة فلسطينيين.

على أتم الجهوزية

من جهتها، جددت فصائل المقاومة تمسكها بخيار المقاومة كحل استراتيجي لاستعادة الحقوق المسلوبة منذ عقود عدة، والدفاع عن الفلسطينيين في أي لحظة كانت، متوقعة في الوقت نفسه كل السيناريوهات المحتملة لشن العدو حربا على غزة، على غرار السجيل والفرقان.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خليل الحية، أن الحركة ستنطلق رغم الحصار صوب الاحتلال بكل قوة، مشددًا على أن المقاومة مستعدة لردع أي عدوان ضد غزة.

وطالب د. الحية خلال تصريحات صحفية الدول العربية والإسلامية بتقديم الدعم للمقاومة في فلسطين لمواجهة الاحتلال الصهيوني، مشددا على أن المقاومة لن تُساوم على إرجاع الوطن والحقوق.

استراتيجية موحدة

ومن ناحيته، بيّن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن العدو لا يحتاج إلى مبررات لكي يقصف القطاع الذي يعيش في حالة مستمرة من التهديد، كونه يحاول خلط الأوراق في المنطقة، لافتا إلى أن الفصائل توقعت في أي لحظة خرق المحتل لأي هدنة مبرمة معه.

وشدد على أن المقاومة لديها خبرة كبيرة وتعامل قوي مع المحتل، وخاضت حروبا كثيرة معه، وهي على أتم الجهوزية لأي مرحلة قادمة، مضيفا: “بالرغم من انشغال المجتمع العربي والدولي، إلا أن الشعوب ما زالت تمتلك الإحساس القوي نحو القضية الفلسطينية، مهما حاولت بعض الأنظمة طمس ذلك”.

وجدد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي رفض الحركة التام للمفاوضات الفلسطينية- الصهيونية، والتي باتت تشكل غطاء لجرائم المحتل ضد الفلسطينيين، مطالبا في الوقت نفسه سلطة رام الله بوقف كامل المفاوضات مع العدو، والتي أنهكت القضية، وجاءت بمزيد من الدم والتهجير.

وطالب بضرورة العمل وفق استراتيجية مقاومة موحدة، لإعادة ترميم مشروع التحرر الوطني، وعمل موحد وإعادة ترميم مشروعنا التحرير الوطني الذي هدمته اتفاقات التسوية بين الفلسطينيين والصهاينة.

تحرك عاجل

بدورها، أكدت الحكومة متابعتها المستمرة للتطورات الجارية على الساحة الفلسطينية، لافتة إلى أن التصريحات الصهيونية بشن حرب على غزة، ما هي إلا حرب إعلامية، لاستعادة قوة الردع من جديد مع المقاومة، وتقوية الجبهة الداخلية.

وفي ذات السياق، قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة، إيهاب الغصين، إن الحكومة على استعداد تام لأي سيناريو قادم على غزة، من حيث الأجهزة الأمنية، وتقوية الجبهة الداخلية وتماسكها، إلى جانب جهوزية المقاومة.

ولفت إلى أن التواصل مع الجانب المصري لاطلاعه على كافة الخروقات الصهيونية، عقب توقيع اتفاق التهدئة خلال حرب حجارة السجيل مستمر.

وأوضح أن المجتمع الدولي ما زال يكيل بمكيالين عند تعاطيه مع ملف الصراع العربي- الصهيوني، وعدم إنصافه للحقوق الفلسطينية المشروعة، إلا أن الشعوب العربية رغم انشغالها بقضاياها الداخلية ستبقى مع الفلسطينيين وثوابتهم قلبا وقالبا.

وثمن جهود المقاومة في قطاع غزة للتصدي لأي عدوان سابق، أو لاحق، مضيفا: “المقاومة هي فخر لنا، ولولا وجود حكومة تحمي ظهر المقاومة وتعطيها فرصة للتدريب والتطوير لما استطاعت الأخيرة على امتلاك قوة هائلة من الردع مع العدو”.

المصدر: الرأي

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن