جهاد حرب: حالة الطوارئ والكورونا

جهاد حرب
جهاد حرب

الكاتب: جهاد حرب

إن إعلان حالة الطوارئ في المحافظات الفلسطينية في مواجهة احتمالية تفشي فيروس كوفيد-19 “كورونا” ضرورة تستوجب اتخاذ إجراءات استثنائية جبرية لمنع الانتشار ومنح السلطات الصحية بشكل خاص سلطة التقدير والإلزام معًا بما يساعد على توفير السلامة للمواطنين والمقيمين وعدم اصابتهم بهذا الفيروس. هذا الأمر يتطلب التفهم، من الجميع، لهذه الإجراءات بما تطلبه من تغيير طبيعة السلوكيات المعتادة، وبما تحتاجه من تحوير للأدوات والوسائل لضمان سلامة البلاد وحرصا على سلامة العباد.

إن دعم الإجراءات المتخذة من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة في إطار حالة الطوارئ بغية استتباب الوضع الصحي وتوفير سُبل السلامة مطلوب. كما أن الإجراءات الاستثنائية التي تصل الى حد فرض الحجر على الأشخاص في أماكن محددة، أو عزل مناطق معينة ومنع انتقال المواطنين بين المناطق قد تكون ضرورة في مراحل معينة؛ وهي تقييدات على بعض الحريات والحقوق الأساسية التي ينص عليها القانون الأساسي مقبولة للحد من انتشار هذا الفيروس.

ففي الوقت الذي يتطلب الحزم من قبل السلطات الفلسطينية في تطبيق إجراءات السلامة، والتفهم من قبل المواطنين لجميع الإجراءات المتخذة من قبل مجلس الوزراء وجهات الاختصاص لغايات تطبيق حالة الطوارئ المعلن عنها في المرسوم الرئاسي. فإن مراعاة السلطات للقواعد الدستورية الضامنة للحريات العامة وحفظ حقوق المواطنين واجبة. أي أن العناية الواجبة بتحقق النتائج بمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد لا تمنع من توافر العناية الواجبة لضمان عدم المساس بحقوق المواطنين والمقيمين في البلاد وحرياتهم. مما يتطلب أن تكون الإجراءات متناسبة مع المخاطر وآثرها المحتملة؛ ما يعني أن تكون مدروسة وواضحة ودقيقة بما لا يدع مجالا للشك في ضرورتها.

إن السلطة الواسعة الممنوحة للسلطات الصحية والقوة الجبرية لتنفيذ إجراءاتها تدعو وزارة الصحة إلى أن تكون شفافة وواضحة سواء في التعليمات والإرشادات أو الإعلانات حول الإصابات واماكنها والإجراءات المتخذة سواء في المناطق أو الأشخاص ومدى التحسن أو الانكاس للأشخاص. مما لا شك فيه أن زيادة شفافية وزارة الصحة في التعامل مع مسألة مكافحة فيروس كورونا وفي الإجراءات المتخذة سيزيد من طمأنة المواطنين. كما أن حرص جميع الأطراف، خاصة وسائل الإعلام، على بث الإعلانات والتعليمات والأخبار دون تهويل ودون احداث رعب في المجتمع الفلسطيني يساعد على تجاوز الازمة ويحد من حالة التشنج المجتمعي والاستهتار الشخصي للبعض.

نتمنى السلامة للجميع والشفاء للمرضى وحفظ البلاد من كل شر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن