جونسون يطالب البريطانيين بـ”الاستعداد” للخروج من السوق الأوروبية دون اتفاق

جونسون يطالب البريطانيين بـ

طلب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الخميس، من حكومته الاستعداد للخروج من السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، دون اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست، متعهداً في الوقت ذاته ببذل المزيد من الجهد لتحقيقه.

وسادت الأجواء المتشائمة حول محادثات بريكست، بعدما أعلن جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أوروسولا فون دير لايين في بروكسل، عن مهلة تنتهي الأحد، لاتخاذ قرار بشأن “مواصلة المحادثات أو وقفها”.

وأكد جونسون أنه يريد من مفاوضيه مواصلة العمل الجاد من أجل تحقيق الاتفاق في المرحلة الأخيرة، وقال: “إنه على استعداد للسفر مجدداً إلى بروكسل وباريس أو برلين لإبرام اتفاق”، لكنه عاد ونوّه قائلاً: “قلت للوزراء هذا المساء أن يباشروا الاستعدادات لاحتمال عدم التوصل لاتفاقية”.

وفي حال غياب اتفاق لمرحلة ما بعد بريكست، ستستند التعاملات التجارية بين بريطانيا وأكبر أسواقها في المستقبل إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، أو الشروط الأسترالية كما يفضل جونسون أن يصفها للعامة.

وقال جونسون: “لسنا بصدد وقف المحادثات، سنواصل التفاوض، لكن بالنظر إلى ما نحن عليه، أعتقد أنه من الضروري أن يستعد الجميع لذلك الخيار الأسترالي”.

وألقى جونسون باللائمة على الاتحاد الأوروبي في تغيير القواعد خلال الأسبوعين الماضيين، عبر إحياء مطالب “التكافؤ”، الأمر الذي يلزم بريطانيا التقيد بمعايير تنظيمية مستقبلية تضعها بروكسل؛ لمنع الجانبين من الحصول على ميزة تنافسية، ورفض ذلك يعني أن بريطانيا ستواجه”عقاباً وعقوبات ورسوماً”، كما قال.

وأضاف: “بعد سنوات على التصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي، لن يكون لدينا الحق في السيطرة على مياهنا، وهذا ليس من الجيد”.

واستأنف كبير المفاوضين البريطانيين ديفيد فروست، ونظيره الأوروبي ميشال بارنييه، المحادثات في بروكسل الخميس، رغم التشاؤم المتزايد.

خطة طوارئ

ومع تزايد التوتر، عرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، خطة بديلة لحماية حقوق النقل البري والجوي وحقوق الصيد التي اعتبرت بمثابة طلقة تحذيرية من عدم التوصل لاتفاق.

وقالت فون دير لايين: “ليست هناك ضمانة في إبرام اتفاقية بحلول الأول من يناير نظراً لضيق الوقت”.

وحثت العديد من دول الاتحاد الأوروبي وخصوصاً فرنساً، المفوضية الأوروبية وبارنييه، على تشديد النهج وإعلان خطة الطوارئ، لإظهار استعدادها لاحتمال عدم التوصل لاتفاق لبريطانيا.

ووصفت المفوضية الأوروبية الخطة بأنها “مجموعة من تدابير الطوارئ المحددة الأهداف” التي يمكن وقفها في حال التوصل لاتفاق أو بعد فترة محددة.

ويمكن أن يستمر النقل الجوي الأساسي لـ6 أشهر، شرط موافقة بريطانيا على القيام بالمثل، وكذلك الأمر بالنسبة للنقل البري.

والقوانين الانتقالية الخاصة بالصيد يمكن أن تتواصل حتى نهاية 2021، لكنها تنص على “استمرار الدخول المتبادل لسفن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى مياه بعضهما البعض”.

وأثارت حكومة جونسون الأمل بتحقيق اختراق في وقت سابق هذا الأسبوع، مع اتفاقية مستقلة تنظم التجارة في أيرلندا الشمالية، وعدت بدراسة المقترحات مع تمسُّكها بمطالبها احترام بروكسل السيادة البريطانية.

الشركات تتهم الحكومة

وتشعر الكثير من الشركات بالحيرة لأن عليها الانتظار، لمعرفة القواعد التي سيتم تطبيقها بعد 3 أسابيع، وتتهم الحكومة بعدم التخطيط بشكل جيد، وتزايد الازدحام في موانئ بحرية رئيسية يعد مؤشراً على ما سيأتي.

وعلقت شركة تصنيع السيارات اليابانية هوندا، الأربعاء، الإنتاج في مصنع سويندون غرب لندن، بسبب نقص في المكونات.

واعتبر رئيس الشؤون الدولية لدى اتحاد الشركات الصغيرة جيمس سيبلي، أنه من الممكن أن يحصل اضطراب في يناير المقبل، وقال: “سيستمر الوضع بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، مع أو من دون اتفاقية حول التجارة الحرة”.

وتأتي هذه التصريحات على الرغم من تطمينات جونسون بأن المملكة المتحدة سوف “تزدهر بقوة”، إذا لزم الأمر من دون اتفاق مع الاتحاد الأوروبي.

وخرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير الماضي، وستنتهي المرحلة الانتقالية التي تطبق خلالها قواعد الاتحاد الأوروبي حتى التوصل لاتفاق جديد، في 31 ديسمبر الحالي.

ويشهد الجنيه الإسترليني تراجعاً في أسواق العملات، في وقت سعى المتعاملون للتكيف مع احتمال فرض رسوم جديدة، ونظام حصص في العام الجديد على التجارة بين الطرفين، بعد تكامل استمر 5 عقود بين بريطانيا وأوروبا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن