حالة التأهب مستمرة والجهود تقترب من التوصل إلى عطوة عشائرية في الخليل

حالة التأهب مستمرة والجهود تقترب من التوصل إلى عطوة عشائرية في الخليل
حالة التأهب مستمرة والجهود تقترب من التوصل إلى عطوة عشائرية في الخليل

ما أن يحل ظلام الليل على مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية فيبدًا معه إطلاق نار في مختلف مناطق المحافظة ومطاردات بين مسلحين وقوات الأمن، تنتهي باشتباك بين الطرفين ثم يعود الهدوء ليكسره صوت الرصاص مرة أخرى خلال دقائق، هذا حال مدينة الخليل منذ أكثر من 5 أيام إثر مقتل شاب في إطلاق نار على خلفية ثأر قديم.

حالة الفلتان الأمني التي سادت المدينة لأكثر من أسبوع، جاءت في أعقاب مقتل الشاب باسل الجعبري 39 عامًا من مدينة الخليل، على يد مسلحين من عائلة العويوي، إثر مقتل أحد أفراد عائلة العويوي في خلاف قبل أكثر من 15 عامًا.

وجهاء العشائر في المحافظات الفلسطينية والداخل المحتل، بذلوا جهودًا كبيرة للوصول إلى هدنة بين الطرفين بعد سلسلة من عمليات إطلاق النار وحرق المنازل والمحال التجارية والممتلكات ردًا على جريمة القتل بين العائلتين.

الرئيس محمود عباس أمر بتشكيل لجنة برئاسة الشيخ داود الزير، لحل ومعالجة الأحداث التي شهدتها المدينة، وأوعز للجنة بالعمل على وجه السرعة لمعالجة الحادثة في إطار القانون، من أجل إحقاق الحق، بما يحفظ السلم الأهلي والمجتمعي في المدينة.

رئيس اللجنة المكلفة بحل النزاع داوود الزير قال إن عائلة الجعبري منحت اللجنة يومين كمهلة للعمل على وأد الفتنة، وحل الخلاف بين الطرفين بما يحق مصلحة الجميع، خاصة أن الخليل لا تستطيع أن تبقى في حال شلل كهذا.

وأضاف الزير، أن اللجنة تسعى مع كبار عائلتي الجعبري والعويوي، رفقة مجموعة كبيرة من رجال الإصلاح من المدينة والمحافظة ومحافظات أخرى والجميع يهمه مصلحة الخليل، وسنعمل على الوصول إلى مرحلة حل هذا الخلاف خلال يومين.

وأوضح أنه متفائل بحل الخلاف، خاصة أن طرفي الخلاف مهتمان بإنهاء المشكلة ووصلنا لتفاهم لأخذ عطوة عشائرة خلال يومين، مشيرًا إلى أن كل شخص فلسطيني مطالب بتهدئة الأمور وعدم توسيع شق الخلاف، وهذه مصلحة الجميع ويهمنا عدم سفك دماء وخسائر مادية أخرى.

عائلة الجعبري قالت في بيان لها إن ابنها باسل الجعبري، قتل بخمس رصاصات، اثنتان منها في الرأس واثنتان في الصدر وواحدة في اليد، خلال عمله على سيارة أجرى في منطقة مفرق المدارس وسط الخليل.

وحول جريمة القتل السابقة التي وقعت قبل 15 عامًا تقول العائلة: “بعد مقتل شاب من عائلة العويوي، وجهت الأجهزة الأمنية تهمة التدخل بحكم أن المشكلة مع عائلته وجرى حينها اعتقال عدد كبير من المتواجدين والتحقيق معهم سواء من لهم علاقة أم ليست لهم أي علاقة بالجريمة”.

من جانبها، قالت عائلة العويوي، إنها قامت بأخذ “حقنا بالقصاص وفقاً للقوانين والشرع، لم نقدم على القصاص إلا بعد التأكد بكافة الوسائل والطرق المشروعة وبالأدلة والبراهين التي تثبت القاتل ولكم في مدة 15 عاما من الانتظار والتريث دون الثأر أكبر دليل”.

وقالت إن “عائلة الجعبري خرجت عن كافة العادات والتقاليد والقيم والأخلاق وقامت بالإفساد في الأرض من حرق وتدمير وإتلاف لممتلكات العائلة وترويع الآمنين”.

وحذرت “أي أحد يحاول العبث في ممتلكاتنا وأرواحنا وترويع الآمنين ونقول بأن صبرنا قد نفذ أمام كل هذه العنتريات الهوجاء، وأننا إن ضربنا سنوجع”.

في حين تبادلت العائلتان بيانات نشرت فيها أسماء الأشخاص الذين ادعوا أنهم من تسبب في إطلاق النار وحرق الممتلكات خلال الأيام الماضية.

وفي ذات السياق قالت الشرطة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها العقيد لؤي ارزيقات إن قوات الأمن تحقق في ظروف مقتل الشاب الجعبري وعملت على تعزيز قوات الأمن في الخليل حفاظًا على الممتلكات ومنعًا لعمليات إطلاق النار المستمرة منذ أيام.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن