حركة حماس تسدل الستار على انتخاباتها الداخلية.. هذا هو المشهد!!

نتنياهو يهدد قادة حماس: أنتم غير محصنين من الاغتيال

تقترب حركة حماس من إسدال الستار على مشهد انتخاباتها الداخلية والذي استمر لعدة أشهر، وأحدث جدلا فلسطينا وعربيا، بل ودوليا كبيرا، ليس لارتباطه بمغادرة زعيم الحركة القوي خالد مشعل موقع المسؤولية فحسب، بل أيضا لارتباط ذلك بظرف فلسطيني وإقليمي استثنائي.

الانتخابات التي مرت بمراحل معقدة، وترتيبات ترواحت بين السرية تارة والعلنية تارة أخرى، شملت ثلاث مناطق تتواجد في الحركة بكوادرها وقيادتها، تسميها الحركة في أدبياتها بالأقاليم، وهي إقليم عزة، والضفة والخارج.

وتنهي الحركة انتخاباتها بعقد انتخاب رئيس الحركة أو “رئيس المكتب السياسي” كما هو متعارف عليه إعلاميا، ليصار بعدها إلى تشكيل القيادة خلال الأسابيع القادمة، وتتم بعد أن يحدد الرئيس الجديد أسماء الفريق الذي يفترض أن يتسلم المهام والمسؤوليات القيادية.

وكشفت المصادر أن “انتخاب رئيس الحركة خلفا لرئيسها الحالي خالد مشعل سيجري يوم الجمعة 5/5/2017، حيث لا يزال إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق هما المرشحان الوحيدان لهذا المنصب”.

إلا أن هذه المصادر كشفت، أن ثمة توجها تدعمه أوساط قيادية في الحركة يقضي بالدفع بمرشح ثالث لهذا المنصب، لتحقيق تنافسية أوسع، إلا أن هذا التوجه لا يلقى قبولا كافيا حتى اللحظة.

وأنهت الحركة خلال الفترة الماضية انتخاباتها في كل من أقاليم غزة والضفة والخارج، حيث أعلن عن انتخاب الأسير المحرر والقيادي البارز في غزة يحيى السنوار رئيسا للحركة في القطاع، فيما أنهى إقليما الضفة والخارج انتخاباتهما واختيرت قيادة كل إقليم وما تبقى هي ترتيبات إجرائية تتعلق بالمسؤوليات والمهم لكل إقليم.

هنية الأوفر حظا

وعلى الرغم من أن الأمور لن تحسم بشكل رسمي إلا في يوم الانتخاب، تتجه الترجيحات بشكل قوي إلى رئيس الحكومة الفلسطينية السابق والقيادي البارز في الحركة إسماعيل هنية (54 عاما) الأوفر حظا في تولي منصب رئاسة الحركة، مقابل منافسه القيادي البارز موسى أبو مرزوق (66 عاما) والذي تولى منصب أول رئيس للمكتب السياسي في العام 1992، ويصر على الاستمرار في المنافسة حتى اللحظة الأخيرة.

وتشير المصادر إلى أن هنية وقبيل انتخاب القيادة الجديدة في غزة، كان يتمتع بـ”شبه تزكية” في تولي منصب رئاسة الحركة، إلا أن انتخاب قيادات من خلفيات عسكرية وأمنية في القطاع أدى لتراجع نسبي في حظوظه، ومرد ذلك حسب المصادر “خشية أوساط قيادية لم تحسم أمرها بشكل نهائي من غلبة لصالح الجناح العسكري”.

هنية ومصر

وعن تأثير بقاء هنية وعدد من قيادات الحركة في غزة خلال يوم الانتخاب وإمكانية أن يكون ثمة تعنت مصري في هذا الأمر، أكدت المصادر أن الانتخاب سيتم في وقته المحدد بغض النظر عن مكان وجود هنية، مضيفة أن “لا أحد في حماس يتعذر اليوم بالجغرافيا لتأخير استحقاق أو تأجيله، فالجغرافيا ضاغطة على الجميع في قيادة حماس منذ سنوات، وتحديدا بعد خروج الحركة من سوريا”.

وردا على سؤال بشأن التأثير المصري في مسألة خروج هنية مؤقتا لحضور الانتخابات أو بشكل دائم إذا ما تم اختياره، تشير المصادر إلى أن “مسألة بقائه في غزة أو خروجه منها، هي استحقاق سيناقش بعد الانتهاء من انتخاب رئيس الحركة”.

إلا أن المصادر أن “المصريين عموما لا يقولون لا على إطلاقها.. فطيلة أربعة أشهر ماضية كان التعامل المصري مع معبر رفح معقولا، غير أن الشهر الأخير اختلفت الصورة لأسباب يقول المصريون إنها أمنية قد تعرقل السماح بخروج هنية ووفد الحركة”.

وتضيف: “بالفعل هناك ظروف أمنية خطيرة في سيناء، وبالتالي نحن نحترم ما يقوله المصريون في هذا التبرير، دون أن نغفل وجود أسباب أخرى منها ما يتعلق بحضور القاهرة بالملف الداخلي الفلسطيني وتحديدا الصراع بين دحلان وعباس، فربما كانت حماس ضحية لهذه هذا التعاطي”.

حجم التغيير

لا يخفي كوادر الحركة رغم ملاحظات هنا أو هناك أن ثمة تغييرا لا يستهان به تحقق في هذه الجولة الانتخابية سواء على مستوى قيادة الصف الأول أو حتى المستويات القيادية الثانوية وتحديدا حضور الشباب والمرأة.

وعن هذه النقطة تتحدث المصادر الخاصة عن “تطور نسبي في حضور الشباب والمرأة في الصفوف القيادية المختلفة وهي إشارة إيجابية لضخ المزيد من الدماء الشابة في الحركة على كافة المستويات”.

فيما كشفت مصادر خاصة أخرى أن نسبة التغيير التي حصلت تجاوزت الـ50%، وأدت على “سبيل المثال لإزاحة كاملة لفريق قيادي مقابل فريق آخر، بينما حضرت أسماء جديدة في مجلس الشورى المركزي”، ملمحة في ذات الوقت إلى أن “وسطا قياديا كاملا أصبح خارج اللعبة على خلفية مواقف سياسية معينة تتعلق بأداء الحركة على الصعيد الداخلي والخارجي”.

موقع خالد مشعل

من أبزر التساؤلات التي تطرح عند الحديث عن انتخابات حماس، هو مصير الرجل الذي قاد الحركة لعشرين عاما في ظروف صعبة ومحطات تاريخية بينها ثلاث حروب وانتفاضة وبما أصبح يملك من علاقات وخبرات متراكمة.

ففي حين يكتفي مصدر مقرب من الحركة بالقول إن “مشعل سيبقى جزءا مهما من قيادة الحركة وأن النقاش في الخيارات بشأنه مفتوحة عقب الانتهاء من الانتخابات”، تكشف المصادر الخاصة لـ”عربي21” أن مشعل أصر على رفض استلام أي منصب تنفيذي في الحركة بعد انتخاب القائد الجديد، بل إنه يكتفي حاليا بتعريف موقعه بأنه “عضو مجلس شورى الحركة والرئيس السابق لها”.

وتضيف المصادر بأن خالد مشعل سيكون حاضرا في الحركة ربما “بدور المراقب والناظم عن بعد (..) فمن غير المنطقي أن تقوم بتهميش رجل بحجم خالد مشعل بما يملك من علاقات سياسية ومالية، ومن المستحيل أن تقول له غادر أو تنحى جانبا بهذه البساطة”.

تحديات وملفات

التركة الثقيلة التي ستحملها القيادة الجديدة للحركة تتنوع بين الهم الداخلي والخارجي، والذي جاء نتيجة لمنعطفات كبيرة مرت بها الحركة، بل ويرجح أن تتواصل في ظل المتغيرات المتسارعة في المنقطة.

تتحدث المصادر الخاصة عن تحديات كبيرة تنتظر القيادة الجديدة في مقدمتها “استعادة حيوية العلاقات السياسية مع الدول العربية كمصر والسعودية، وإيران والدول الإسلامية بتوازن، دون الدخول في مساحات الخلاف بين الأطراف المختلفة أو المتصارعة على الساحة السورية أو اليمنية أو العراقية”.

وهو ما يتفق مع ما ذهبت إليه مصادر أخرى أشارت، إلى أن أمام القيادة الجديدة للحركة “تحدي التعامل مع توازنات القوى الإقليمية، وتحديدا طهران، أنقرة، الرياض بطرق غير كلاسيكية”.

كما أن القيادة الجديدة أمام تحديات داخلية متعلقة -حسب المصادر- بالتعامل مع الحصار على غزة والأزمة المالية الخانقة التي تمر بها الحركة” بالإضافة إلى تحديات داخلية متصلة بتطوير أداء وقدرات المقاومة، وإنهاء الانقسام وبناء المرجعية الوطنية التي تسع الجميع على أسس ديمقراطية وحماية الثوابت، وتفعيل دور الشتات لأخذ دوره في المشروع الوطني”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن