خسارة الاحتلال مستقبلًا ستفوق خسارته الأخيرة

صالح العاروري

غزة / محمد هنية

حذر صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحركة حماس، الاحتلال (الإسرائيلي) من مغبة التفكير في العدوان على قطاع غزة مجددًا، وقال “عليه أن يدرك أن خسارته هذه المرة لا تقارن بالخسارة التي حصلت له في المواجهة الأخيرة”.

وأكدّ العاروري أن حركته لا تبحث عن افتعال حرب مع الاحتلال، غير أنها ستقاتل ببسالة حينما تفرض عليها المواجهة, مهددا الاحتلال بمفاجآت نوعية.

وأشار إلى أن الاحتلال يتحين الفرص من أجل شن عدوان جديد على غزة، بغرض تفكيك الأوضاع وجر القطاع نحو مواجهة جديدة.

وقال ” حينما ضغطوا على القدس فوجئوا بهبة وعمليات بطولية، وحصارهم لغزة حتما سيفجر الأوضاع في وجه المحتل واعوانه”.

وشدد على أن المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها كتائب القسام لن تلين ولن تنكسر وعلى استعداد للتضحية في كل مواجهة، مذكرًا العدو بالمفاجآت التي شاهدها في العدوان السابق وقتل جنوده من مسافة صفر.

خسارة الاحتلال في الحرب المقبلة لا تقارن بخسارته الاخيرة

وفيما يتعلق بالصندوق الأسود، أكدّ أن المقاومة عودت شعبها على ما يثلج صدره، وستكشفه في الوقت والزمان المناسبين.

وحول صفقة تبادل الاسرى أكد العاروري، بأن القسام صادق في وعده حينما يقول للأسرى سنفرج عنكم.

ودعا العاروري الوسيط المصري، إلى ضرورة تنفيذ التزاماته فيما يتعلق بصفقة وفاء الاحرار وخروقات الاحتلال المتكررة بشأن التهدئة، محذرًا من أن المقاومة تملك خياراتها.

وتابع “حين يتجاهل المجتمع الدولي والعالم والوسطاء التزاماتهم فهم يعلمون انهم يدفعون ثمن ذلك غاليا”.

المقاومة بالضفة

وعرّج العاروري على أوضاع المقاومة بالضفة المحتلة، مفندًا أكاذيب الاحتلال بشأن كشفه لخلايا يزعم نسبها لكتائب القسام واتهام العاروري بتوجيهها من تركيا، بحسب ادعائه.

وأكدّ العاروري بطلان هذه الادعاءات، موضحًا أن الهدف من ورائها ضرب الروح المعنوية لدى الشباب المندفع في الضفة المحتلة وتثبيط جهودهم، لا سيما بعد الوتيرة المرتفعة في عمليات المقاومة بالضفة مؤخرا.

وقال: “إن الاحتلال يريد ضرب الثقة بين الناس، حيث ان كثرة كشف المجموعات قبل ان تعمل يشير الى وجود خلل في عمل المقاومة، وبذلك يكثر الهوس الامني لدى الناس ويكثر الشك في أبناء المقاومة وأفعالهم”، منوهًا إلى ضرورة الحذر مع الأشخاص الذي يأخذون بيد الشباب نحو العمل المقاومة.

وذكر أن من أهداف الاحتلال ايضا سد روافد المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، عبر ربط الخلايا التي يزعم كشفها بالخارج.

لن نسمح بأن تصبح غزة مثل الضفة تحت هيمنة الاحتلال كما يريد عباس

ونوه إلى ضرورة عدم الاعتماد على روايات الاحتلال في تقدير الامور وبناء السياسات والمواقف عليها، ناصحًا الشباب بضرورة اخذ المزيد من الحيطة والحذر في تعامل الشبان بالضفة مع اخبار الاحتلال وأنباءه وعدم التساوق معها.

وبيّن العاروري أن ّاحد وسائل الاحتلال لإجهاض المقاومة بالضفة المحتلة ما يسمى بالتنظيم الوهمي، موضحًا أن الاحتلال يرسل أشخاصا يقولون انهم من طرف العاروري في الخارج، ليوقعوا أبناء الشعب الفلسطيني المحب للمقاومة.

وفيما يتعلق برواية الاحتلال بشأن كشف خلية يتزعمها العاروري تهدف لاغتيال ليبرمان، أوضح أنه بعد الاطلاع على هذه القضية ثبت أن الشبان لا يوجد لهم أي صلة بأحد في الخارج.

وأشار في سياق آخر إلى أن الاحتلال يضغط على بعض الأسرى ويغرر بهم، ليتحدثوا عن صلتهم بالعاروري شخصيا، بهدف تقنين اكاذيبه التي يقدمها للناتو، ضمن حالة الاتهامات القائمة من (إسرائيل) ضد تركيا.

الاتهامات لتركيا

وردًا على اتهامات الاحتلال لتركيا، أجاب العاروري أن الهدف من وراءها هو استهداف هذا البلد، بفعل التنافر الشديد بينها وبين الاحتلال، الذي يسعى للضغط على انقرة من خلال الزعم بعلاقتها مع حماس والادعاء أن القيادات المتواجدة بها تقود العمل المسلح فيها.

وتحدى العاروري الاحتلال تقديم دليل واحد على الاتهامات الموجهة اليه، متابعًا “اوضحنا لهم ان هذه سياسية للضغط على تركيا فقط، ونحن نعرف كيف نتصرف حيال هذه الدولة الداعمة لفلسطين بحيث لا نحرجهم، ولا يوجد على الارض التركية شيء اسمه تنظيم ولا ترتيب ولا ادارة عمل عسكري في فلسطين”.

وأضاف “القيادة التركية قيادة شجاعة وواضحة وتعرف كيف تأخذ مواقف عملية ومنسجمة مع مبادئها وقناعاتها وليست قضايا مصلحية، ولا تخجل من استقبال قيادة حماس علنًا”.

أقلية في فتح تدفع باتجاه تأزيم الحالة الفلسطينية

وحول تعامل حماس ازاء هذه التهديدات المباشرة له، أشار العاروري الى أن الاحتلال لطالما هدد واغتال المئات من القيادات السياسية والعسكرية للشعب الفلسطيني، الى جانب السجل الكبير من الشهداء المدنيين في فلسطين.

وتابع : “الخوف من الموت لا يفيد ونحن نعلم ان الله قدر للإنسان اجله قبل ان يولد، ومع ذلك نحن نأخذ احتياطاتنا الأمنية والسلطات التركية لا تقصر في هذا الامر ولا تقبل لمن يقيم على أرضها ان يتعرض للتهديد والخطر”.

المصالحة الفلسطينية

وفي غضون ذلك، تطرق العاروري إلى المصالحة الفلسطينية، مشددًا حرص حماس عليها وأنها لا ترغب بتصعيد الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وترغب بتهيئة الأجواء للمزيد من التوافق والمصالحة.

وأكدّ حرص حركته على إبقاء فتح قوية، بحيث تتخلص من استحقاقات أوسلوا، وتنفك عن خيارات أبو مازن التي تؤدي إلى تصدعات داخلية في الحركة.

ورأى العاروري أنه لا خيار لدى حماس سوى البحث عن توافق فلسطيني حتى مع أبو مازن برغم ما يتسبب به من ضغوط نفسيه، بحسب تعبيره.

وأوضح أن الخلاف مع عباس يكمن في التعامل مع غزة التي يريدها عباس مثل الضفة بينما حماس لا ترغب بذلك، مضيفًا ” أن سياسات السلطة أوقعت الضفة في براثين الاحتلال وعززت من هيمنته الكاملة في كل الاتجاهات هناك”.

وقال العاروري إن السلطة أسهبت في اجهاض المقاومة وحوّلت الأجهزة الأمنية الى متعاونة مع الاحتلال، في ضوء الانسداد الكامل للأفق السياسي، على عكس سياسة المقاومة التي شكلت مظلة لترعرع العمل المقاوم في غزة، مشددًا على أن حركته لن تقبل بأن يكون حال غزة كما هو في الضفة.

ورأى في تصريحات عباس التي يرهن فيها المصالحة بتسليم سلاح المقاومة، تأكيدًا بأن الخلاف الجوهري لا يمكن في الاختلاف الإداري على السلطة بل هو خلاف على المنهج، مشيرا إلى أن مشروع السلطة قائم على حكم ذاتي مقابل حفظ الامن ومنع المقاومة، على عكس حماس.

ونبه إلى وجود أقلية في حركة فتح تدفع باتجاه تأزيم الحالة الفلسطينية وخلق واشعال فتن داخلية، متابعًا ” كلما ذهبنا الى اتفاق المصالحة وتأمل شعبنا خيرا هناك دائما في قيادة السلطة من يفجر الموقف ويتذرع بكل الذرائع المكشوفة، فهم لا يستطيعوا تحمل الضغوط (الإسرائيلية) والامريكية على حساب مصالح شعبنا الاستراتيجية”.

ورفض العاروري اتهامات السلطة للمقاومة الشعبية في الضفة المحتلة بأنها عبارة عن انفلات، وأوضح أن انطلاق المقاومة بموجات عالية حقيقة تفرض إرادتها على الجميع وتغير خارطة المنطقة لصالح ابناء شعبنا.

العلاقات الاقليمية

وعلى صعيد علاقات حركته الإقليمية، أكدّ العاروري حرص حماس على عمقها العربي والإسلامي، مشددًا على أن قوة حركته مستمدة من الشعب ومن يسعى لكسرها فإنه بذلك يريد أن يكسر إرادة الفلسطينيين وهذا محال.

وأشار إلى أن الضغوط التي تتعرض لها الحركة من بعض الأطراف، لن تثنيها أو تضعفها، مشددًا على أنها لن تكون رهينة بيد أحد، بحسب تعبيره.

وحول ما تتعرض له المنطقة، قال العاروري إنّ الشعوب لم تعد تهدأ او تستكين، وإن كان في المدى القريب الحالة العربية صعبة، إلّا أنها في المدى الاستراتيجي ستتخلص من الدكتاتورية وتعيش في وضع أفضل.

الحرب الأخيرة أحدثت تغيرًا لدى عدة أطراف وعلاقاتنا بدأت في الاتساع

وأكدّ أن المنطقة ليست بكاملها تقف ضد حماس، لا سيما أن شعوب المنطقة معها وتتخندق خلفها.

وأخيرًا فيما يخص العلاقة بين حركته وإيران، قال القيادي بحماس إن الحرب الأخيرة أحدثت تغيرًا عند كثير من الأطراف، مشيرًا إلى أن علاقة حركته بدأت في الاتساع وفي الأيام المقبلة سيتضح المزيد منها.

وأعلن أن زيارة حركته لطهران كانت ناجحة وإيجابية، وأنها أبدت الاستعداد للوقوف الى جانب المقاومة في كل الميادين والمجالات.

“الرسالة نت “

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن