داعش يسعى للسيطرة على منابع النفط بليبيا

النفط

في خطوة غير متوقعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في ليبيا، فاجأ الجميع وبدأ في نقل عملياته العسكرية صوب منابع النفط في الصحراء الليبية الشاسعة، حيث الدروب القاحلة البعيدة عن السكان وأعين الأجهزة الأمنية في محاولة لتمويل نشاط مقاتليه، وإيجاد مصدر يدر عليه المال الوفير، ولا يوجد في هذه الحالة أفضل من النفط .

ويرى محمد الخوجة الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية، على أن تنظيم الدولة المتنامي النفوذ في ليبيا، بدء في إتباع سياسة التنظيم الرئيس في العراق والشام، وأضحى يبحث عن السيطرة على منابع النفط لتمويل نشاطه العسكري الواسع .

ويشرح الخوجة هذه التحركات قائلاً “لقد اعتمد التنظيم في تحركاته المحدودة خلال المدة الماضية، على تفتت الأجهزة الأمنية وتوسع المعارك بين قوات الجيش الليبي والمجموعات المسلحة القريبة من أنصار الشريعة، ليظفر بغنائم عسكرية وعتاد متنوع، وقام بنقلها إلى مناطق جبلية وصحراوية، في محاولة لتأسيس قواعد على الأرض، تجعله يتحرك بمعزل عن الجماعات المسلحة، التي تشاطره العداء لقوات الجيش”.

ومضى بقوله “تنظيم الدولة لديه أفكار منفصلة عن الجماعات الموجودة على الساحة الليبية، ويفكر في تأسيس مشروع دولة الخلافة المزعومة في القارة السمراء، في محاولة لتأسيس ولاية شمال أفريقيا، وليبيا المتشظية والتي تعصف بها الحرب، والغنية بالنفط في صحرائها، هي خير بيئة لإنجاح مشروع التنظيم، وإن عملية تحقيقه ليست سهلة المنال”.

وأشار الباحث الليبي في شؤون الجماعات الإسلامية إلى أن الهجوم على حقل البروك النفطي، هو خير دليل على عزم التنظيم على تمويل نشاطه العسكري من خلال السيطرة على حقول النفط وبيعها عبر الدروب الصحراوية التي تربط ليبيا بأربعة دول جنوبا (تشاد – النيجر- السودان – الجزائر).

من جهته، يؤكد العقيد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، بأن الهجوم على الحقول النفطية يهدف إلى تعويض خسائر داعش في العراق، ويضيف المسماري “يحاول التنظيم الإرهابي وضع يده على مصادر تمويل لعملياته ولا يوجد أمامه سوى النفط الذي يمثل مكسب مهم للتنظيم”، لكن المتحدث باسم الجيش الليبي أكد على استعداد القوات العسكرية النظامية على ملاحقة داعش أينما حل وحط في المدن والبلدات البعيدة بالرغم من قلة الإمكانيات المتاحة .

وقامت مجموعة مسلحة تتألف من 30 عربة عسكرية فجر الأربعاء بمهاجمة حقل المبروك النفطي (600) جنوب شرق طرابلس، والذي تقوم بتشغيله شركة “توتال” الفرنسية، وأدى الهجوم الذي تشير المعلومات إلى تنفيذه من قبل تنظيم الدولة “داعش” ولاية فزان في إشارة إلى جنوب ليبيا، أدى إلى مقتل 13 شخصا تم ذبح بعضهم بينهم 8 عسكريين من حراس الحقل بالإضافة إلى 3 فلبينيين و2 من غانا، بحسب ما أعلن حكيم معزب آمر القوة المكلفة بحماية الحقل .

أما محمد الحراري المتحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط فقد أكد إجلاء جميع العاملين في الحقل إلى موقع آمن عبر خطة إجلاء وضعت في وقت سابق، ويقع حقل المبروك النفطي في منطقة صحراوية غير مأهولة بالسكان تماما، ويقع بين مدينتي سرت والجفرة شرق العاصمة طرابلس .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن