ذكاء الأسرى الفلسطينيين تفوق على المنظومات الأمنية الصهيونية!

ذكاء الأسرى الفلسطينيين تفوق على المنظومات الأمنية الصهيونية!
الدكتور بسام روبين

الدكتور بسام روبين كاتب سياسي واقتصادي

تابعت كغيري من العرب بعض التحليلات بخصوص هروب أسرى فلسطينيين من أكثر السجون الصهيونية تحصيناً أمنياً، وكأنها تحاول إقناع الرأي العام بنظرية المؤامرة للتقليل من شأن وأهمية هذا العمل البطولي، ربما لتبرير فشل المنظومة الأمنية الصهيونية، وتقهقرها أمام ذكاء المقاوم الفلسطيني الأعزل، وأرجو أن يعلم هؤلاء المحللين بأن الأحرار والمقاومين لديهم دوما لكل فعل سياسي وأمني رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له بالاتجاه ،فلا يوجد في العالم منظومة أمنية مكتملة الأركان والزمان، فبعد كل ردة فعل يتم تقييم المنظومات الأمنية لتطويرها من جديد الى أن تحدث ردة فعل جديدة تكشف اللثام عن نقاط ضعف جديدة.

فقد أوهمونا سابقاً بأن القبة الحديدية قادرة على إسقاط أي جسم يتجه نحو الكيان المحتل إلى أن ثبت فشل هذه النظرية، حيث استطاعت صواريخ المقاومة مع بعض التكتيكات من إغلاق الأجواء الإسرائيلية، وإنزال السكان إلى الملاجئ والمؤسف ان بعض المحللين الماجورين ما زالوا يعيشون حالة من الوهم، ويعتقدون بأن التكنولوجيا الأمريكية والصهيونية لا يمكن اختراقها حتى أن بعضهم يشكك في انتصار الطالبان ،وانحناء أمريكا أمام إصرار المقاومين الأفغان بالرغم من نجاحهم مؤخرا في تحرير وتطهير أصعب المناطق الجغرافية التي كان يتحصن بها بعض العملاء ولجوئهم للأودية والكهوف كملاذات محصنة يصعب الوصول إليها ونسوا أن الطالبان هم من مواليد هذه المناطق الوعرة ويتقنون فنون القتال فيها، لذلك نراهم قد نجحوا في تحريرها خلال زمن قياسي، فالحاجة هي أم الإختراع، أما تلك العقول المتحجرة والرافضة للحرية وللكرامة فهي تعيش حالة من الذل والهوان، فهم لا يستطيعون تصور هذا العمل البطولي إلا في نطاق التشكيك والمؤامرة كونهم لا يمتلكون القدرة على اختراع الإنجازات، وأشبه بتلك الدجاجة التي قام هتلر بنتف ريشها وإلقائها على الأرض، وبمجرد أن رمى لها حبيبات من القمح عند قدميه سارعت لتتناول ما رمى لها، متناسية تلك الآلام التي سببها لها هتلر قبل لحظات!.

لذلك علينا أن نغير من استراتيجياتنا الإعلامية والتحليلية في مواجهة العدو فندعم ونحفز أبطالنا المقاومين لحثهم على المزيد من الاعمال البطولية، ورفع معنويات المعركة دوماً، فتبني التحليلات المسمومة قد يهدم المعنويات ويعزز من موقف المحتل الغاصب.

فما قام به الأسرى الستة مؤخراً يعد عملاً بطولياً واختراعا يسجل لهؤلاء الأبطال ،وفيه من الدروس والعبر الاستراتيجية الشيء الكثير، وعلينا أن ننتظر حتى تكتمل المعلومات لنخلدها وندرسها في المعاهد العسكرية، وحتى الجامعات المدنية، واعتماد ما حصل استراتيجية نادرة في هذا القرن، وعمل قابل للتطبيق، فلولا مشاريع الخيانة والتضليل الإعلامي الذي يسعى لهندسة عقول الشعوب لما استمرت إسرائيل هذه المدة الطويلة، وأتمنى على هذه الأقلام المشككة دوما بالإنجاز العربي خوفاً من الحرج أن يتوقفوا عن التآمر المباشر وغير المباشر على شعوبهم.

ويجب على الأغلبية الصامتة التي باتت لا تجيد حتى القراءة، وتتأثر بما يحاك ضدها أن تتوقف عن متابعة هذه الأصوات والمواقع والشاشات المسمومة، وأن تركز بحثها عن الحقيقة الصادرة عن تلك الأقلام الوطنية والقومية المحاصرة والممنوعة من الظهور الإعلامي على المنابر الإعلامية والشاشات الوطنية التي تسيطر عليها الحكومات، حتى باتت مراكز إعلامية للتضليل وتزوير الحقائق.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن