روسيا تحشد وتركيا تفاوض والغرب يهدئ.. ما الذي ينتظر إدلب؟

روسيا تحشد وتركيا تفاوض والغرب يهدئ.. ما الذي ينتظر إدلب؟

تتكثف الجهود على المستويين العسكري والدبلوماسي لحسم مصير إدلب السورية، آخر معاقل المعارضة المسلحة، فبينما عززت روسيا تواجدها العسكري قبالة السواحل السورية، أفادت تقارير أن أنقرة تخوض مفاوضات مع الفصائل المسلحة، بينها “جبهة النصرة”، لتجنب “السيناريو العسكري”.

وأرسلت روسيا عدة فرقاطات إلى البحر المتوسط عبر مضيق البوسفور، وهو ما اعتبرته صحيفة “إزفستيا” الروسية أكبر وجود عسكري بحري لها في البحر المتوسط، منذ أن تدخلت في سوريا في 2015.

ويرى محللون سياسيون أن هذه التعزيزات تأتي في إطار الاستعدادات للمعركة الأخيرة ضد المعارضة في إدلب، خاصة أنها تتزامن مع الحديث الرسمي السوري عن هجوم مرتقب على المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد، حيث تضم مسلحين قدموا إليها من المناطق التي جرت بشأنها مصالحات في غوطة دمشق والقلمون وجنوب سوريا.

ويوضح المحللون أن المصالحات في إدلب تبدو عصية على التحقيق كما جرت في مناطق أخرى، مستبعدين أن يكون هذا الخيار ضمن أجندات جبهة النصرة، كما أن دمشق وموسكو ترفضان إعادة تأهيل هذا الفصيل المتشدد عبر قناة التفاوض.

في غضون ذلك، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المفاوضات جارية بين المخابرات التركية والتنظيمات المتطرفة المتواجدة في إدلب، بما فيها هيئة تحرير الشام، التي تشكل جبهة النصرة المُرتبطة بتنظيم القاعدة عمودها الفقري، وحليفها الحزب الإسلامي التركستاني.

ويعتقد أن هذا المسعى التركي جاء بعد تزايد الضغوطات الإقليمية والدولية على أنقرة، كي تستخدم نفوذها لإقناع تلك الجماعات بحل نفسها، درءًا للخيار العسكري، غير أن المرصد السوري أشار إلى أن تلك التنظيمات المتشددة تشهد حالة من “التخبط” ضمن صفوفها، إذ أعرب معظم قادتها وعناصرها عن رفضهم الرضوخ للمطلب التركي بحلّ فصائلهم.

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن عناصر مركز المصالحة التابع لقاعدة حميميم الروسية في سوريا “يجرون حوارات نشطة مع قادة الفصائل في إدلب وشيوخ القبائل في المنطقة، بهدف توقيع مصالحات تسهل التسوية السياسية”.

وفي مؤشر على تفضيل روسيا للسيناريو العسكري، وصف شويغو تلك الحوارات بـأنها “ثقيلة وصعبة على كل المستويات”، رغم أنها لا تشتمل “جبهة النصرة” التي تسيطر على المساحة الأكبر في المحافظة.

وتستبق روسيا كذلك الحل العسكري بالترويج لذريعة تكررها منذ أيام، إذ تقول إن الفصائل المتشددة تستعد لشن هجوم كيماوي، ليتم استخدامها مبررًا لضربات أمريكية محتملة على سوريا.

وفي ضوء هذه المؤشرات، يعتقد المحللون السياسيون أن الهجوم على إدلب هو مسألة وقت فحسب، إذ تمكنت روسيا، بحسب بعض المصادر، من إقناع النظام السوري بعدم شن العملية العسكرية على إدلب، قبل منتصف أيلول/ سبتمبر، وهو تاريخ يلي القمة المقبلة لقادة إيران وروسيا وتركيا في السابع من الشهر نفسه.

ومن المرجح أن تكون نتائج هذه القمة حاسمة لتحديد مصير المحافظة.

إلى ذلك، أبدت الدول الغربية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء قلقًا متزايدًا على مصير ملايين المدنيين في إدلب، ودعت إلى عدم التصعيد.

وقال مساعد السفير السويدي في المجلس كارل سكاو خلال جلسة عقدها المجلس حول الوضع الإنساني في سوريا، إن العملية العسكرية التي تبدو وشيكة في المحافظة الواقعة شمال غرب البلاد، قد تؤدي الى “تداعيات كارثية”، لافتًا إلى وجود “مؤشرات مقلقة” على هجوم عسكري يتم التحضير له.

من جهتها قالت مساعدة السفير الفرنسي في الأمم المتحدة آن غيغين “نحن قلقون للغاية من المؤشرات التي تنذر بهجوم عسكري واسع النطاق في إدلب”، محذرة من أن “أرواح 2,2 مليون شخص على المحك”.

وكانت موسكو قد شهدت قبل نحو أسبوع محادثات بين وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، تركزت حول إدلب.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن