رويترز: “داعش” سيلجأ إلى حرب العصابات في المرحلة المقبلة

الجيش المصري يقتل 52 داعشي في سيناء

 

تخشى أوساط عدة من لجوء تنظيم “داعش”، بعد تعرّضه للهزائم في كل من العراق وسوريا، إلى حرب العصابات في استراتيجيته المقبلة.

ونقلت وكالة “رويترز”، عن مصدر عسكري سوري قوله، إنه من المتوقع، بعد الانتهاء من السيطرة على المناطق التي كانت في قبضة تنظيم “داعش”، أن يلجأ التنظيم إلى تجميع فلوله وشنّ هجمات جديدة.

ومن شأن استمرار “داعش” في شن هجمات في المناطق التي يُعتقد أنه تم القضاء عليه فيها، أن يعيق الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في تلك المناطق.

وفي العراق، حيث نشأ التنظيم، فإن لدى التنظيم القدرة على استعادة تجميع نفسه مرة أخرى متى ما سنحت له الفرصة، في حين لم يُظهر التنظيم في سوريا ذات القدرة التي لديه في العراق، فالانقسامات الطائفية التي تزدهر فيها مثل هذه التنظيمات تقلّ في سوريا عما هي عليه في العراق.

يقول مقاتل سوري من أحد الفصائل المعارضة لتنظيم “داعش”، إن الأخير لديه دعم وشعبية بين الشباب، الأمر الذي يمكن أن يشكّل عامل إنعاش لهذا التنظيم.

ويضيف: “أعتقد أنه من الممكن بالنظر إلى الطبيعة الأيديولجية الخاصة بالتنظيم، والتي انتشرت بين الشباب بشكل واسع، أن يعود ويظهر من جديد، لا سيما أن الآلة الدعائية التي اعتمد عليها داعش طيلة السنوات الثلاث الماضية كانت مؤثّرة”.

في منطقة القريتين بريف حمص -تقول وكالة رويترز- قام مقاتلو التنظيم بالهجوم بشكل سريع للسيطرة على القرية، نهاية سبتمبر الماضي، بعد هجوم خاطف، وهي المنطقة التي سبق للنظام السوري أن أعلنها منطقة آمنة قبل عدة أشهر، وبعد ثلاثة أسابيع انسحب مقاتلو التنظيم بعد أن أعدموا العشرات من أبناء القرية.

يقول الكولونيل ريان ديلون، المتحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، إنهم سيواصلون البحث عن الأماكن التي يمكن للتنظيم أن يجعلها مراكز للتخطيط والتمويل والشروع بالهجمات.

الوضع في العراق ليس أفضل حالاً، إذ تنقل وكالة “رويترز” عن المستشار الأمني العراقي، هشام الهاشمي، قوله: إن “داعش في جوهرها منظّمة عراقية، ومن ثم فإنها ستبقى في العراق، أما في سوريا فإن أعضاء التنظيم من السوريين قد يجدون أنفسهم ضمن تشكيلات السلفية الجهادية السورية الأخرى، لكن في كلا الدولتين سيكون التنظيم قادراً على استغلال الفراغات التي تركها خصومه”.

وأثبت التنظيم قدرته على القيام بتفجيرات واغتيالات في المناطق العراقية والسورية، والتي تسيطر عليها المليشيات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، وحتى في المناطق التي تسيطر عليها جماعات جهادية أخرى منافسة له، ما يشير إلى قدرة التنظيم على البقاء تحت الأرض.

في الرمادي العراقية، الواقعة غرب بغداد، شنّ مقاتلو التنظيم، الأسبوع الماضي، هجمات بسيارات مفخّخة وقذائف الهاون والمدافع الرشاشة على قوات الأمن العراقية، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف تلك القوات.

لكن التحدّي الأكبر أمام كل من العراق وسوريا هو استيعاب القبائل العربية السنّية، أو مواجهة خطر عدوى التمرّد الجهادي من جديد.

فالانقسام الشيعي – السنّي، الذي عانى منه العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003، أشعل حرباً أهلية، الأمر الذي دفع بالحكومة العراقية الشيعية إلى الاستعانة بالمليشيات المدعومة إيرانياً لمواجهة التمرّد السنّي.

وقد تواجه حكومة النظام السوري نفس المشكلة، خاصة أنها متحالفة مع القوى الشيعية الرئيسية في المنطقة، إيران ومليشيات شيعية مختلفة وحزب الله، ويقود الحكومة بشار الأسد، الذي ينحدر من طائفة شيعية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن