شاب من غزة يروي مغامرته في الهجرة للنمسا!

الهجرة

غزة / عبدالهادي مسلم

قصة واقعية لشاب من قطاع غزة أجبرته ظروف بلده الاقتصادية من حصار وإغلاق وفقر وبطالة لأن يغامر بحياته للهجرة إلى بلد من الممكن أن يعيش فيها بكرامة وحرية ويبني مستقبلا,هذه القصة ليست بوليسية أو خيالية  وإنما حقيقية لهذا الشاب والذي التقينا بشقيقه ليسرد لنا تفاصيلها والذي لم يذكر اسمه حفاظا على وضعه داخل البلد المقيم فيه حاليا.

ويقول “أخي غادر قبل أكثر من سنة  وبطريقة قانونية عبر معبر رفح بعد أن أنهى تعليمه الجامعي وحاز على المرتبة الثانية على كليته وحاول البحث عن فرصة عمل في أي مكان في القطاع ولكن بدون جدوى وعمل في تربية الدواجن والنحل لكي يصرف على نفسه ويساعد والده الذي تعب من أجل تربيته وتعليمه”.

ويضف قائلا :” أخي وبعد أن ضاقت به الدنيا  قرر بعد أن وفر مبلغا من المال السفر إلى أي دولة من خلال مكتب سفر والذي أحضر له فيزا دراسة في احدى الجامعات التركية…

وبالفعل سافر بطريقة قانونية عبر معبر رفح ورأى معاناة السفر والترحال  إلى أن وصل  إلى تركيا لعله يجد فرصة عمل ولكنه تفاجأ أن الوضع في هذه الدولة بالنسبة للأجانب ليست كما يجب خاصة في ظل  رخص الأيدي  العاملة مستغلين وجود العمال السوريين الذين يشتغلون بأكلهم فقط وعمل في أحد المصانع في مهنة شاقة واستطاع أن يتعلم اللغة التركية والتي ساعدته كثيرا..”

ويسترسل قائلا: “لقد انقطع التواصل مع أخي  وخفنا أن يكون قد حدثت له مكروها ولم نطمئن إلا بعد أن كلمنا قبل يومين وأخبرنا أنه بصحة جيدة وأنه على قيد الحياة فكانت الفرحة والسعادة قد عادت إلينا من جديد”.

وأشار إلى أن شقيقه روى لنا قصة مغامرته في اتصال هاتفي قائلا :” بعد مضي أكثر من سنة على وجودي في تركيا لم أتأقلم في هذا البلد لأن الوضع في غاية الصعوبة بالنسبة للعرب خاصة بعد الكم الكبير من المهاجرين والمشردين من سوريا والذين يعملون بأجر بسيط”.

ويضيف أنه(أخي) حاول بطريقة قانونية السفر من تركيا  ولكن اجراءات السفر للدول الأوروبية صعبة جدا بعد الأحداث الأخيرة التي وقعت فيها واتهام العرب بالارهاب والتضييق عليهم بجميع الوسائل .

وقال :”وبعد تفكير قرر أخي  مع أربعة من السوريين المقيمين في تركيا وبالرغم من مخاطرته بحياته أن يصل إلى  أي دولة أوروبية مهما كان الثمن، فركب مع أربعة سوريين أصدقائه بواسطة قاربا مطاطيا وساروا  في عرض البحر الذي يفصل بين تركيا واليونان وعندما رأى خفر السواحل اليونانية قاربا مطاطيا به 5 أشخاص يتهربون  بطريقة غير شرعية صوب علينا بنادقه وطلب منهم التوقف والا سيطلق الرصاص..”

ولكننا كما يضيف الشاب في اتصاله مع شقيقه “لم  نتوقف وواصلنا  الابحار  فقام خفر السواحل اليوناني بإطلاق أجهزة يوجد بها أسلاك لتعطيب القارب المطاطي فقمت- وكما روي القصة لشقيقه- بقيادة المركب والهروب حتى الوصول إلى الجزيرة اليونانية وتركنا القارب وواصلنا الليل بالنهار حتى وصلنا الحدود (اليونانية-المقدونية) في محطة قطع التذاكر للقطار.”

ويتابع :”كانت الشرطة متواجدة وطلبت منا التوقف وتوجهت بأسئلة لنا عن جنسيتنا “ويضيف الشاب الغزواي على لسان شقيقه كما روى القصة “قمت بالهرب سريعا فلحق بي الشرطي وأصر أن يمسكني فدخلت إلى شارع كبير يعج بالشاحنات وفتحت كلا ذراعي وطلب مني أن أتوقف إلا أنني واصلت الهرب إلى غابة مجاورة.”

ويسرد الشاب مغامرته قائلا :” الشرطة  بدأت تبحث عني  في أرجاء الغابة وأنا مختبئ بين أغصان الاشجار الكثيفة ولا أحمل معي سوى حقيبة وسكين بيدي وأمضيت الليلة وأنا في الغابة إلى أن بزغ الفجر فتحركت إلى موقف سكة الحديد المقارب لكي استقل سيارة وفجأة وجدت السوريين أصدقائي برفقة الشرطي المقدوني وطلبوا مني أن أسلم نفسي لأن الشرطي سيساعدنا على الخروج.”

ويكمل قصته كما روى لشقيقه “وبالفعل اجتمعت سويا مع  وأصدقائي السوريين واتفقنا مع مهرب بواسطة هذا الشرطي  أن نخرج من كوسوفو ودفعنا 6000 (يورو) وسرنا بين الوديان والغابات والانهار ثم رفض الدليل أن يكمل معنا وذهبنا إلى محطة للبترول فجلسنا  عند صاحبها الذي أشفق علينا وطلبت منه أن يرشدنا فقال ادفعوا اولا واخذنا رجل بسيارته ووصلنا إلى ستلجراد وقام بأبلاغ السلطات عنا فهربنا لأطراف المدينة وتسلقنا الجبال ونمنا في العراء وسط أجواء باردة جدا وأصابني الجوع وذهبت إلى مزرعة يوجد بها جزر وبصل اكلت أوراق الجزر مع البصل وأصبت بتسمم واهتم بي أصدقائي السوريين إلى أن تماثلت للشفاء”.

ويضيف :”وبعدها وصلنا إلى صربيا ونحن نجتاز الغابات والأذغال ومن ثم إلى كرواتيا عبر قطار لنقل البضائع تحت درجة حرارة متدنية جدا في ليل اسود ثم إلى أوكرانيا سيرا على الأقدام ووصلنا الساعة الثالثة فجرا إلى فينا وسلمت نفسي للسلطات والتي وضعتني مع أصدقائي السوريين  في مخيم لايواء المهجرين وننتظر أن تعطيني  السلطات النمساوية الاقامة حتى أكمل مسيرة حياتي وأبني مستقبلي “.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن