صحف عالمية: القوات الروسية تتكبد خسائر بـ”دونباس”.. ونقاش حول تمديد حظر سفر قادة طالبان

صحف عالمية: القوات الروسية تتكبد خسائر بـ
القوات الأوكرانية

تناولت صحف عالمية صادرة اليوم الأحد، آخر تطورات الحرب في أوكرانيا، وسط حديث عن خسائر روسية هائلة في صفوف جنودها جراء مقاومة القوات الأوكرانية في منطقة “دونباس”؛ ما تسبب في إبطاء تقدم الجيش الروسي في المنطقة الشرقية من أوكرانيا.

وحذرت صحف من أوضاع صحية كارثية في مدينة ماريوبول الساحلية بجنوب شرق أوكرانيا، مع ورود أنباء تفيد بتفشي مرض “الكوليرا” بسبب تلوث الماء والهواء، بالإضافة إلى عدم جاهزية المستشفيات.

وسلطت صحف الضوء على مناقشات جارية داخل الإدارة الأمريكية بشأن ما إذا كانت ستمدد قرار إلغاء حظر السفر على قادة حركة “طالبان” الأفغانية الذي يعود إلى 2019 وينتهي غدا الإثنين.

روسيا.. معاناة بشرية

ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن روسيا تعاني خسائر هائلة في صفوف قواتها جراء الحرب في أوكرانيا، وذلك في الوقت الذي تحاول فيه موسكو أخذ زمام المبادرة في شرق أوكرانيا وتحقيق أهدافها المتمثلة في السيطرة على “دونباس”.

وقالت الصحيفة، إنه منذ بداية ما تسميه بـ”العملية العسكرية الخاصة”، وعلى الرغم من تحقيقها مكاسب في شرق وجنوب البلاد، إلا أن روسيا خسرت عددا كبيرا من الجنود في محاولتها الأولية للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية، كييف.

وأضافت كانت القيادة الروسية مترددة في اتخاذ خطوة إعلان الحرب، والتي من شأنها أن تسمح لها بإصدار أوامر بالتعبئة الكاملة، إذ يرى محللون أن هذا من شأنه أن يربط مصير الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشكل وثيق للغاية بالنتيجة.

وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو، بدلا من ذلك، أدخلت عددًا من الإجراءات المؤقتة لتعزيز صفوفها، من خلال تقديم عقود مربحة قصيرة الأجل، إلى السماح لمن هم فوق الـ 40 بالتسجيل؛ ما قد يجعل عشرات الآلاف من الجنود على قائمة الانتظار.

• زيلينسكي: القوات الروسية وصلت إلى “أقصى قوة قتالية” في دونباس

في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة سانت أندروز باسكتلندا، فيليبس أوبراين، قوله “هناك مؤشرات كبيرة على أن الروس يواجهون مشكلات كبيرة في توليد هذا النوع من القوى العاملة التي يحتاجون إليها، دون الذهاب إلى التعبئة الكاملة”.

يأتي ذلك، فيما يزعم المحللون أن القوات الأوكرانية، بفضل الأسلحة الغربية، قد قتلت ما بين 10 إلى 15 ألف جندي روسي، وأصابت آخرين في ساحات القتال، في المقابل، ردت روسيا بإبعاد القادة الرئيسين من الميدان، مثل اللفتنانت جنرال، سيرجي كيسيل، قائد أول جيش دبابات الحرس، لفشله في الاستيلاء على مدينة خاركيف، وغيره من القادة الآخرين.

ووفقا للصحيفة الأمريكية، قال المحللون إنه تم سحب الوحدات التي تكبدت خسائر فادحة لإعادة تشكيلها أو دمج جنودها مع وحدات أخرى قبل إعادتها إلى أوكرانيا لمواصلة القتال في الشرق.

ورأت الصحيفة أن كل ما سبق من أحداث قد وضع عبئًا على الكرملين للعثور على قوة بشرية جديدة، إذ بدأ الجيش الروسي في الحصول على عقود قصيرة الأجل لعدة أشهر في كل مرة للمساعدة في ملء وحداته القتالية، وبدأ ضباط التجنيد في إرسال طلبات إلى قدامى المحاربين للإبلاغ عن مكان وجودهم إذا تم إطلاق تعبئة أوسع.

وفي محاولة لإنقاذ الموقف، قالت الصحيفة إن الجيش الروسي قرر رفع الرواتب الشهرية للجنود المتعاقدين إلى ما يقرب من 4 آلاف دولار شهريّا، أي نحو 4 أضعاف متوسط ​​الراتب في روسيا.

وأضافت يرى المحللون العسكريون أن مثل هذه الخطوات ليست مثالية لأغراض موسكو العسكرية وأهدافها، مشيرين إلى أن هذا النوع من التعاقد قصير الأجل مع الجنود يعطل تماسك الوحدة وترابطها في ساحات القتال.

وتابعت الصحيفة يقول المحللون إن بطء تقدم روسيا في الحرب يرجع إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك ندرة القوات لاختراق الخطوط الأوكرانية، موضحين أن ذلك هو السبب وراء اختيار موسكو الاعتماد على المدفعية لإضعاف الدفاعات الأوكرانية قبل التقدم.

“كوليرا” في ماريوبول

ذكرت صحيفة (ديلي إكسبريس) البريطانية أن مدينة ماريوبول الأوكرانية تعاني أزمة أخرى، إذ يشكو الكثير من السكان هناك من أعراض لمرض الكوليرا بشكل يومي.

يأتي ذلك في وقت أكد فيه كل من الصليب الأحمر والأمم المتحدة أن الكثير من البنية التحتية للمدينة تضررت أو دمرت واختلطت المياه بمياه الصرف الصحي، إذ عادة ما يتم التقاط “الكوليرا” وأمراض أخرى عن طريق تناول طعام أو شرب ماء ملوثين، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بسوء الصرف الصحي.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين أوكرانيين تزيد الجثث والقمامة التي لم يتم جمعها من الظروف غير الصحية، مشيرين إلى أنه كان هناك تفش للمرض في ماريوبول من قبل، وتم الإبلاغ عن حالات معزولة في الشهر الماضي.

• أوكرانيا: روسيا تعتزم جعل سيفيرودونتيك “ماريوبول جديدة”

وفي هذا الشأن، أبلغ مستشار عمدة ماريوبول، بترو أندريوشينكو، ديلي إكسبريس أن المستشفيات في المدينة التي تحتلها روسيا سيئة التجهيز، وتفتقر إلى مجموعات اختبار الكواشف والمضادات الحيوية.

وأضاف المسؤول أنه لا توجد في المستشفيات كواشف لإجراء الفحوصات ولا حتى مضادات حيوية، لأن الروس أخذوا كل شيء، مشيرا إلى أنه بدلا من العلاج، يتم إرسال الأشخاص إلى منازلهم.

تمديد حظر السفر لقادة طالبان

ذكرت مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تخوض نقاشا داخليا شرسا حول ما إذا كانت ستمدد قرار إلغاء حظر السفر لقادة حركة “طالبان” الأفغانية، والذي يعود إلى عام 2019.

وكان مجلس الأمن الدولي فرض حظر سفر دوليا طويل الأمد على قادة طالبان، ولكن تم إلغاؤه للسماح للقوى الأجنبية بالمشاركة في محادثات السلام آنذاك مع الحركة المتشددة والحكومة الأفغانية برئاسة أشرف غني، وينتهي الإعفاء غدا الإثنين؛ ما يضع واشنطن والقوى الغربية الأخرى في مأزق دبلوماسي.

• ترامب يكشف: سأجتمع شخصياً مع قادة حركة طالبان لإنهاء الحرب

ورأت (فورين بوليسي)، أن هذا التساهل مع طالبان يعزز قبضتها على السلطة في أفغانستان، على الرغم من عدم وجود اعتراف دولي بها كحكومة شرعية.

وقالت المجلة إن القوى الغربية يمكنها تمديد الإعفاء لمواصلة التعامل مع طالبان، لكنها اعتبرت أن مثل هذه الخطوة قد ينظر إليها على أنها “مكافأة” للحركة المتهمة بشن حملات قمع واسعة ضد المعارضين لها وتراجع ملف حقوق الإنسان.

ولم تقرر إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ما إذا كانت ستدعم تمديد الإعفاء من حظر السفر، ونقلت عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، قوله إن المناقشات لا تزال جارية ولم يتم اتخاذ أي قرارات رسمية.

وأضافت تضغط جماعات حقوق الإنسان على الإدارة الأمريكية لإعادة فرض حظر السفر، بينما يلمح حلفاء واشنطن الرئيسون في الأمم المتحدة إلى أنهم سيدعمون تمديد الإعفاء.

وأشارت المجلة، إلى أن هناك مسؤولين داخل وزارة الخارجية الأمريكية ومجلس الأمن القومي يشعرون أن واشنطن يجب أن توقف السفر لعناصر حركة طالبان، مرجعين السبب إلى عدم إحراز أي تقدم حقيقي في المحادثات لتخفيف قمع الحركة ضد النساء والفتيات أو الوفاء بأي وعود.

وتابعت ويواجه الرئيس الأمريكي ضغوطا سياسية متزايدة حتى لا ينظر إليه على أنه لين مع طالبان، لا سيما من منتقديه في الحزب الجمهوري بعد أن أدى قراره بالانسحاب من أفغانستان، إلى حالة من الفوضى وانهيار الحكومة الأفغانية وانتصار طالبان.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن