صحيفة أمريكية تنشر تفاصيل اجتماع ترامب الذي اختار فيه قتل سليماني من بين خيارات أخرى

صحيفة أمريكية تنشر تفاصيل اجتماع ترامب الذي اختار فيه قتل سليماني من بين خيارات أخرى

الوطن اليوم – وكالات

لم يتوقع فريق الأمن القومي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يوافق الأخير على عملية قتل القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني، عندما زاروه في منتجعه في فلوريدا «مارالاغو»، يوم الإثنين الماضي 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وكان وزير الخارجية مايكل بومبيو، ووزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي قد سافروا إلى مدينة بالم بيتش جنوبي فلوريدا؛ لإطلاع ترامب على تفاصيل الغارات الجوية التي نفذتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في العراق وسوريا ضد ميليشيات شيعية مدعومة من إيران.

ترامب فضّل الخيار الأصعب

أفاد مسؤول أمريكي على دراية بالمحادثات بين ترامب ومسؤوليه، بأنَّ العرض الإيضاحي لترامب عدَّد خطوات متابعة يمكن أن تتبناها الولايات المتحدة، ومنها استهداف سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Los Angeles Times الأمريكية.

وقال المسؤول إنَّ ترامب خلافاً لتوقعاتهم فضّل هذا الخيار، مشيراً إلى أن قرار الرئيس كان مدفوعاً جزئياً من مستشاريه الذين يميلون لاتباع سياسات عنيفة مع إيران، وهذا يعني أنَّ البنتاغون وجد نفسه فجأة مسؤولاً عن مهمة جسيمة متمثلة في تنفيذ أوامر ترامب.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بعد دقائق فقط من نهاية الاجتماع مع ترامب، لاحت أول بادرة على أن الولايات المتحدة يمكن أن تخطو مزيداً من الخطوات نحو تحقيق هدفها، حين قال وزير الدفاع إسبر للصحفيين: «في مناقشتنا اليوم مع الرئيس بحثنا معه الخيارات الأخرى المتاحة. وأود أن أشير أيضاً إلى أننا سنتخذ إجراءات إضافية عند الضرورة».

بدء تنفيذ أمر ترامب

لم يُكشَف علانيةً أن سليماني هو هدف محتمل، لكن خلف الكواليس، أطلق قرار ترامب إشارة البدء لجهود مضنية من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهات أخرى تهدف إلى تحديد موقع الجنرال الإيراني ونشر أصول عسكرية لقتله.

عَلِمَت وكالات الاستخبارات الأمريكية التي ظلت تتعقب سليماني لسنوات، أنه كان في رحلة مطولة إلى الشرق الأوسط أخذته إلى لبنان وسوريا، وعَلِمَت كذلك أنه سيسافر جواً من دمشق إلى بغداد في غضون أيام.

أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أنه على غير العادة، لم يبدُ مهتماً بتغطية تحركاته، وقال مسؤولون إيرانيون، أمس الجمعة، إنَّ سليماني كان مسافراً من سوريا إلى بغداد على متن رحلة غير سرية تهدف في ظاهرها إلى عقد اجتماعات مع المسؤولين العراقيين.

لكن المسؤولين الأمريكيين زعموا، أمس الجمعة، أنَّ رحلة سليماني كان لها «هدف أبشع»، وهو أنه كان في «المراحل الأخيرة» من التخطيط لهجمات كبرى ضد منشآت أمريكية في العديد من دول الشرق الأوسط.

قال أيضاً المسؤولون الذين أطلعوا الصحفيين على هذه المعلومات شريطة عدم الكشف عن هويتهم: «كان سيذهب بنفسه إلى عدة مواقع للحصول على صلاحية التخطيط النهائي لما قيّمنا أنه شيء كبير». وكانت الأهداف المحددة غير واضحة، ورفض المسؤولون وصف الأدلة التي دعمت تقييمهم.

وكالة رويترز كانت قد نشرت في وقت سابق، اليوم السبت، تفاصيل ما قالت إنه اجتماع عقده سليماني في بغداد مع قادة ميليشيات شيعية تدعمها طهران في بغداد، كما تحدثت عن مخطط كبير من سليماني كان يعد له لضرب القوات الأمريكية بالعراق.

اتهامات أمريكية لسليماني

كانت واشنطن قد اتهمت سليماني بأنه متورط في الهجوم الصاروخي يوم 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي أسفر عن مقتل متعاقد عسكري أمريكي بالقرب من مدينة كركوك العراقية. وفي الأيام التي سبقت وصول سليماني إلى بغداد، اتهمه مسؤولون أمريكيون أيضاً بأنه المسؤول عن تنظيم الاحتجاجات العنيفة في محيط السفارة الأمريكية في بغداد.

في هذا السياق، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية لصحيفة The Los Angeles Times، إن معلومات استخباراتية جديدة أشارت إلى أن سليماني كان يخطط لشن هجمات على دبلوماسيين وعسكريين أمريكيين، وكذلك منشآت عسكرية تؤوي أمريكيين في لبنان وسوريا والعراق.

أضاف المسؤول: «أجمَع مجلس الأمن القومي للرئيس (ترامب) على أن مخاطر عدم الرد غير مقبولة؛ بالنظر إلى المعلومات الاستخباراتية والفعالية التي يُظهِرها سليماني».

في الوقت الذي وصل فيه سليماني إلى بغداد، أول أمس الخميس 2 يناير/كانون الأول، كانت طائرات عسكرية وطائرة بدون طيار أمريكية تحلق بالقرب من مطار بغداد الدولي.

انتقل سليماني وعدة أفراد من قادة ميليشيات عراقية موالية لإيران إلى سيارتين، وحين سلكوا طريق المطار باتجاه وسط العاصمة بغداد، ضربتهما صواريخ من طائرة بدون طيار، والتهمت النيران السيارتين.

وفقاً للمسؤولين العراقيين، تعرف رجال الإنقاذ على جثة سليماني من بين الضحايا الذين أصيبوا من خلال الخاتم الأحمر الذي كان يرتديه دائماً، والذي كان لا يزال ملتصقاً بيده اليسرى المغطاة بالرماد.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن