غزة ما بين وطأة الحصار وحركة حماس

الكاتبة: تمارا حداد
الكاتبة: تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

ما تشهده غزة من مأساة ومعاناة تفوق تصورات العقل الانساني والأخلاقي ، ازمة الكهرباء لا يتكبدها إلا مواطني غزة لما لها آثار سلبية على حياة وظروف المواطنين فهي تمس ابسط الامور الحياتية فهم تحت رحمة جدول الكهرباء . كان الجدول يعمل لمدة 8 ساعات وقد تنقطع في تلك الفترة عدة مرات لتصل مدة القطع اكثر من ثلث ساعة ، اما الآن فان مدة ايصال الكهرباء تصل فقط لمدة 3 ساعات وهذا القطع زاد من معاناة اهل غزة ناهيك عن موت ثلاث اطفال في غزة نتيجة البرد القارص وسكنهم في كرافانات وكأنهم يعيشون في ثلاجات الموت . تعددت الصور الحزينة في غزة من حريق للأطفال الذين احيطوا بنار الانقسام والحصار والنار وأصبحوا في ذاكرة دخان الحريق وبرد قارص ، ناهيك عن وضع المستشفيات والتي تضررت من قطع الكهرباء وبالذات اطفال الخدج ومرضى الكلى ومشاكل في الصناعة . فأصبحت ازمة الكهرباء معضلة سياسية دون اعتبارها قضية انسانية .

اصبح المواطن الفلسطيني في غزة رهينة سياسة عقيمة اما رهينة الاحتلال ورهينة اغلاق المعابر ورهينة حكومة حماس ورهينة الوضع الاقليمي . منذ عام 2006 والأزمة تتبلور وأضرار قطعها فاقت الخطوط الحمراء . احتياج قطاع غزة يصل الى 450 ميجا واط وقد يصل عام 2020 الى 820 ميجا واط . لكن في الفترة الحالية لم تصل حاجة قطاع غزة من الكهرباء الى حتى نصف الكمية التي يحتاجونها ، مصادر الكهرباء في غزة ثلاث مصادر .

المصدر الاول محطة التوليد والتي تولد 100 ميجا واط ونتيجة حرب غزة اصبح جزء من هذه المحطة معطل ، اما المصدر الثاني هو خط 161 الاسرائيلي ويولد 120 ميجا واط ، والمصدر الثالث هي الخطوط المصرية والتي تولد 22 ميجا واط وتغلق لأسباب صيانات داخلية .

اسباب قطع الكهرباء فنية وسياسية ، مرتبطة بمصادر الطاقة قي غزة والجباية وطبيعة الحلول الاستراتيجية المرتبطة  بشركة الكهرباء في غزة . تقوم الشركة بجباية الاموال ولكن تلك الجباية لا تقوم بسداد الديون التي عليها وبالتالي هناك نقطة شك اين تذهب تلك الاموال التي يجمعونها من الناس ؟ وأيضا اين تذهب الاموال التي يخصمونها من رواتب الموظفين ؟ لماذا لا تسدد حركة حماس ديونها من اجل الاستمرار في توصيل الكهرباء ؟ ولماذا تمرر الآن صفقات المولدات والطاقة البديلة والتلاعب بساعات القطع ؟ ام هي وسيلة للحصول على الاموال وبطرق غير مباشرة !!! ولماذا لا يقبلون من البعض تحويل عدادات ذات الفواتير الى عدادات مسبقة الدفع ام لان يستمر التلاعب بقيمة الفاتورة ؟؟

جبهة النضال الشعبي بممثلها عضو المكتب السياسي عبد العزيز قديح اكد ان مشكلة الكهرباء بمحافظات غزة اصبحت مأساة يومية يعاني منها كل المواطنين والاقتصاد الوطني ، ودعا القوى والفصائل بتحمل مسؤولياتها وذلك بحل مجلس ادارة الشركة القائم وفق سياسة الامر الواقع وتكليف سلطة الطاقة بحكومة الوفاق الوطني لتتحمل مسؤولياتها بإعادة تشكيل مجلس ادارة جديد للشركة حتى تستطيع ايجاد حلول جذرية وسريعة لتوفير التيار الكهربائي للمواطنين . ودعا الى ان تقوم حماس وبمؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية بدفع مستحقاتها لشركة الكهرباء ليتمكن مجلس الادارة الجديد لتوفير الكهرباء للمواطنين وهذا حماية للشعب الفلسطيني من كافة المخططات الاسرائيلية .

وفي ذات السياق جرى لقاء من الفصائل مع وزراء حكومة الوفاق بغزة حيث تم التوافق على التالي :

زيارة ممثل عن سلطة الطاقة في رام الله لغزة للاتفاق حول :

1- تشكيل المجلس الاعلى للطاقة .

2- اعادة تشكيل مجلس ادارة جديد . بشرط موافقة الاطراف وبمستلزمات الكهرباء لغزة .

حول المنحة القطرية المالية ( ابلغنا بان رئيس الحكومة ) مستعد ان يتنازل عن حصة الحكومة من الدعم القطري لموازنة 2017 وتحويلها لخط 161 كجزء من تكلفة تمديد من اسرائيل لغزة . اذا تم جلب منحة وقود قطري او تركي لقطاع غزة تعهدت الحكومة على لسان الوزراء ، الوزير مأمون ابو شهلا والوزير مفيد الحساينة بالإعفاء من كافة الضرائب .

طلبت الفصائل تزويد غزة بكميات اضافية كدعم من الحكومة . ورفع نسبة الاعفاء الضريبي للبلو من 85% الى 100% كرسالة من الحكومة للشعب الفلسطيني بغزة وإعفاء كافة الوقود الذي يتم شراؤه من اسرائيل من كافة الضرائب لمدة 3 شهور كرسالة من حكومة الوفاق للتخفيف عن اهل غزة  وبذلك ينتظرون رد مجلس الوزراء على تلك الافكار .

ان حل تلك المعضلة بتوحيد سلطة الطاقة بين غزة ورام الله وان ينظروا الى الشعب الفلسطيني بغزة بعين الرأفة والرحمة ، وان تأخذ حكومة الوفاق دورها الطبيعي لحل الازمة وعلى الجميع دق ناقوس الخطر لحلها قبل انفجار غزة .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن