غياب الافق الديمقراطية وضعف التجربة الانتخابية

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

تراءت القوائم الانتخابية للترشح للانتخابات البلدية وأظهرت مدى الولاءات الشخصية والانتماءات العائلية والقبلية والعصبية ، وغابت الفصائل والحركات والتنظيمات في وضع الاسماء حسب ما تقتضيه الرؤية الحقيقية لتطوير البلدية ، وليس لإنهاكها حسب العائلات والقبلية .

غياب الافق الديمقراطية سيضعف التجربة القادمة للانتخابات البلدية ، نتيجة عدم التوافق الوطني حول مسيرة الانتخابات المحلية ، نتيجة انسحاب ورفض اكبر الفصائل في المشاركة فيها .

هذا سيؤدي الى مقاطعة الكثير من الناس في المشاركة في دعم العملية الانتخابية ، نتيجة ضعضعة ثقة الشعب بنتائج العملية الانتخابية ، والتي تعبر عن شرذمة الحالة الفلسطينية وبالتالي شرذمة الجمهور وإعادة ترتيب لإدارة الهيئات المحلية دون أي افق ديمقراطي وإنما حسب افق ورؤى شخصية .

غياب الكل الفلسطيني سيؤدي الى اجراء العملية الانتخابية بشكل غير كامل ، لغياب البيئة الانتخابية والروح الوطنية نتيجة الانقسام وتفكك البيت الفلسطيني ، وهذا الامر سيساعد اسرائيل الانقضاض على الارض بكل يسر وسهولة لغياب افق تعمل على وحدة الفصائل ووحدة البرامج التي تنهي الاحتلال .

رسالة الى فتح وحماس قبل فوات الأوان ، على فتح وحماس ان ينظرا بعين الوطنية والفلسطينية لحل اشكالية الانقسام ، على حماس ان تحل اشكالية قطاع غزة وتسليمه للشرعية وتتخلى عن سيطرتها الانفرادية عن القطاع لحكومة وطنية موحدة يتفق عليها كافة الفصائل ، ومن ثم اجراء انتخابات محلية وفق شراكة وطنية حقيقية وليس انتخابات تقسم المدن عن بعضها البعض ، ثم انتخابات تشريعية ورئاسية ، وعلى فتح ان تخفف هيمنتها على مكونات النظام الفلسطيني ، من اجل اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية ، والذي ينقذها من قارب الذوبان نتيجة الانقسام المتزايد بين الحركتين .

انهاء الانقسام وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير كونها الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين تشمل الوان الطيف الفلسطيني ، اعادة بناء الهيكل الوظيفي والإداري للسلطة على اسس مصالح فلسطينية  ، المطلوب من فتح وحماس تدارك الامور حسب رؤية وطنية شاملة وقيادة واحدة ،  اذا تعمق الانقسام تحول الى انفصال سياسيا وجغرافيا ، وتتحول المدن الفلسطينية الى كنتونات محاصرة بشرطة اسرائيلية مثل غزة ، اسرائيل غير معنية بإقامة لا دولة في الضفة الغربية ولا دولة في غزة ، معنية بتحويل كل مقاوم الى حامي لأمنها وليس دولة مستقلة تجاورها ، الحل عند فتح وحماس وباقي الفصائل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن