في غزة.. السيجارة تقسم على ثلاثة أشخاص

السجائر

علاء الهجين – يجتمع ثلاثة شبان اعمارهم تجاوزت العشرين عاما بالقرب من احد متاجر بيع السجائر بحي الزيتون وسط مدينة غزة محاولين شراء ثلاث سجائر لكل واحد منهم سيجارة، ولكنهم  تراجعوا كونهم وجدوا اسعارها مرتفعة جدا حيث  تجاوز سعر السيجارة الواحدة الشيقل ونصف الشيقل.

وبعد دقائق من المكوث بالقرب من المتجر ذهب احدهم الى البائع وطلب ان يشتري سيجارة واحدة ليقسمها على ثلاثتهم “نظام التخميس” نتيجة الاوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها اهالي قطاع غزة.

ويلجأ بعض المدخنين مع ارتفاع الأسعار إلى “التبغ العربي” بسبب انخفاض سعره مقارنة بسعر علبة السجائر المستوردة الموجودة في السوق وعدم قدرتهم على الإقلاع عن التدخين، فيما باتت السيجارة الواحدة تتوزع على أكثر من مدخن.

ووصل سعر علبة السجائر” الرويال” الى 27 شيقلا وهو النوع الأكثر طلبا بين الشباب الغزي، الامر الذي ادى الى عدم قدرة غالبيتهم على شرائه.

وحسب هيئة مكافحة التدخين فان عدد المدخنين في غزة والضفة الغربية يبلغ 800 ألف، وأن 450 مليون دولار تنفق سنويا على التدخين وهذا المبلغ لا يشمل ما تنفقه وزارة الصحة على علاج أمراض المدخنين.

يوضح الشاب محمد الذي يقوم بتنصيص السيجارة مع أصدقائه ان سعر السجائر ارتفع بشكل جنوني وبات لا يستطيع شراء اكثر من سيجارتين باليوم الواحد خاصة انه متعطل عن العمل.

ويؤكد انه ليس الوحيد الذي لا يستطيع مجاراة غلاء السجائر ولكن معظم اصدقائه والشباب بجيله لا يستطيعون شراء الدخان، بسبب الغلاء وقلة الدخل، معربا عن أمله ان يعود سعره كما كان بالسابق.

جهاد محمد يقول انه كان يدخن علبة سجائر كاملة باليوم الواحد حين كان سعرها لا يتجاوز الـ 6 شواقل  وبدأ بتقليص التدخين مع ارتفاع اسعارها حتى بات لا يستطيع شراء الـ 5 سجائر باليوم الواحد.

ويؤكد انه يقوم بمشاركة اصدقائه بالسيجارة الواحدة واحيانا يكون عددهم ثلاثة افراد، مبينا ان الامر بات وكأنهم جالسون على أرجيلة يتناوب عليها مجموعة من الاشخاص.

ويوضح بائع السجائر مهند ان اقبال المواطنين على التدخين يتقلص باستمرار بالتزامن مع ارتفاع سعره بشكل جنوني، فالمدخنون لا يستطيعون شراء علبة سجائر كاملة بسبب اوضاعهم المعيشية السيئة التي يعانون منها منذ سنوات عديدة.

ويبين انه كان يبيع يوميا ما يقدر بـ 80 علبة سجائر عندما كان سعره مناسبا للجميع، اما في الوقت الحالي فانه لا يبيع اكثر من 20 علبة بنظام “النفل”.

ويؤكد ان سعر السيجارة وصل شيقلا ونصف الشيقل وهذا مبالغ فيه بشكل كبير، مطالبا الجهات المسؤولة بتخفيض سعره لأنهم هم من يتحملون الغلاء الذي طرأ عليه.

ويشهد سوق السجائر في القطاع ارتفاعا كبيرا في الأسعار، نتيجة فرض وزارة الاقتصاد في غزة مجموعة من الضرائب على علب السجائر والتبغ.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن