قراءة سريعة فيما يتعلق بزيارة الرئيس إلى الرياض

نضال العرابيد
نضال العرابيد

بقلم : نضال العرابيد

مغادرة الرئيس أبومازن لمؤتمر شرم الشيخ في مصر متوجهاً للعاصمة السعودية الرياض لم يكن حدثاً عادياً في ضل إجراءات ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان في فرض توجهاته الإصلاحية والأمنية والتي تحمل إسم الخطة 2030 وكذلك ما يسعى له من تحديد دول وقوى وحركات المعسكر العربي المناهض للتمدد الفارسي وقمع أحلام طهران ومساعيها التوسعية والصفوية التصفوية وما تحاول من خلاله من تصدير ما يسمى بالثورة الخمانئية إلى المنطقة العربية برمتها، بحيث أصبح في المنطقة أحزاب وحركات إسلامية لديها قناعات أو أفكار مشتركة مع الخامنئية ومنها من إعتنق الأفكار الخامنئية ومنها من يحاول نسج علاقات مع نظام ولاية الفقيه محاولاً وضع قدم في معسكر طهران والقدم الأخرى في المعسكر المناهض في حال اضطره الأمر وهذا برأي يزعج ولي العهد الشاب أكثر من والده الملك ولا ينسجم مع فلسفته وفكره وأكاد أجزم بأن ولي العهد لديه فلسفة خاصة يطمح من خلالها بتحديد وإعادة رسم ملامح سياسة المملكة وتحالفاتها القادمة .

لذلك أعتقد أن زيارة الرئيس أبو مازن مهمة جداً بالنسبة للنظام الملكي في السعودية، وأعتقد أن الزيارة قد بحثت وتبحث صفقة القرن في المنطقة والتي تعتبر القضية الفلسطينية جزءاً مهماً بل وركيزة أساسية من ركائز هذه الصفقة في حال تمت، وأعتقد أن هناك مطالب من قبل الملك وولي العهد قد طلبت أو تم تباحثها مع الرئيس وقد تكاد تكون صعبة كون الأمر يتخطى العلاقة بمنظمة التحرير الفلسطينية أو بالسلطة الوطنية الفلسطينية أو بحركة فتح فالأمر متعلق بتنظيمات خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية كالقوي الإسلامية ممثلة بكلٍ من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وما شاهدناه من قوي أخرى ظهرت على الساحة الفلسطينية تتبنى الفكر الشيعي مثل حركة الصابرين وجناحها العسكري المسمى بسرايا الرسول الأعظم وإرتباطاتها بالنظام في طهران، لذلك قد يكون أحد أهم المطالب الرئيسية من أبو مازن السيطرة على هذه القوي بإستيعابها بأي طريقة داخل البيت الفلسطيني والضغط عليها ليس من أجل تجميد علاقتها فحسب وإنما من أجل قطع علاقاتها بالكامل مع النظام الإيراني، وكذلك قد يكون ثم بحث إغلاق الجمعيات الأهلية التي تتلقى دعماً خارجياً مرتبطاً بطهران أو حزب الله اللبناني، ولذلك الأمور
غاية في الأهمية و أتوقع أن تلقى الزيارة بظلاها علي مسير المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية وستكون المحدد الأقوى لتلك المصالحة في الأيام القليلة المقبلة لذا ندعو الله بالخير لشعبنا ولأمتنا العربية والإسلامية .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن