قراءة في خطاب الرئيس المصري.. هل يمهد لتغيير قادم؟

منال حسونة – فارس كعابنة

تداولت الاوساط السياسية على المستويين الفلسطيني والاسرائيلي باهتمام كبير ما جاء في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مساء امس، التي تحدث فيها لاول مرة بشكل صريح عن ضرورة لعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

السيسي ربط في كلمته، ما اسماه “دفئ السلام” مع اسرائيل، بإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

وسرعان ما توالت التصريحات المرحبة بما جاء في كلمة السيسي، كان على رأسها ترحيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي الجانب التحليلي انقسمت الاراء بين من اعتبر ان الكلمة جاءت لخدمة هدف حزبي اسرائيلي وتركت اثرا على المعادلة الاسرائيلية الداخلية، ومن اعتبره خطاب يوحي لدور مصر فاعل في القضية الفلسطينية.

وقال المحلل السياسي خليل شاهين، إن تقديرات الاسرائيليين في هذا الخطاب تتجه الى ان الخطاب سيؤثر على التفاعلات الداخلية الجارية في اسرائيل لتشكيل “حكومة وحدة” قادرة على التعاطي مع المستجدات السياسية.

وأوضح ان هذه التفاعلات تتجلى بمحاولة نتنياهو ضم حزب العمل بقيادة “هيرتسوغ” للحكومة والتغلب على الاصوات الرافضة للانضمام لا سيما تلك التي في داخل الحزب ذاته.

يأتي ذلك في حين اتهمت أقطاب من حزب العمل من بينهم زعيمته السابقة “شيلي يحيموفيتش” الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالتآمر مع “نتنياهو” و”هرتسوغ” وتنسيق خطابه الأخير، ليخدم غاية الاثنين بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وذلك على حساب ما اسموه “مبادئ حزب العمل”.

على الجانب الفلسطيني يرى المحللون إن خطاب السيسي يمهد لاستعادة الدور المصري في ايجاد حل للقضية الفلسطينية، لكن التساؤل عن طبيعة تأثير هذا الدور.

وقال استاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الامريكية، أيمن يوسف، إن خطاب السيسي جاء في إطار إحياء الدور المصري في هذا الملف، كون القضية الفلسطينية  قضية قومية وقضية أمن وطني لمصر، بعد تراجع دورها، منذ 2011، بسبب الظروف التي مرت بها.

وأشار إلى أن الخطاب جاء كمحاولة واضحة لارسال رسائل الى القوى الاقليمية خاصة تركيا وايران، بأن مصر ما تزال تتمسك في هذا الملف وتلعب دور محوري، كما حاول ان يوصل هذه الرسائل إلى خارج الاقليم خاصة الاطراف الفاعلة في الشرق الاوسط، امريكا والاتحاد الاوروبي وفرنسا على بان مصر هي صاحبة دور فاعل في القضية.

واعتبر يوسف الخطاب رسالة واضحة لنتنياهو بأن لا تقدم على صعيد العملية السلمية، والتطبيع مع اسرائيل بشكل كامل الا اذا كان هناك حلحلة واضحة للقضية الفلسطينية.

لكن تبرز رؤية اخرى بأن الوضع سيبقى قاتما في ظل الرفض الاسرائيلي للمبادرة الفرنسية، وعدم امكانية تطبيقها.

وقال شاهين، ان الفلسطينيين يدركون بأن الافق يبدو مغلقا مع حكومة نتنياهو، لذا لم يشهد خطاب السيسي تفاعلا على الجانب الفلسطيني كما الجانب الاسرائيلي.

وأضاف ان حدود الدور المصري في القضية ستبقى محدودة بسبب الموقف الاسرائيلي وعدم وجود اي وزير اسرائيلي يؤمن بحل الدولتين، كذلك غياب مواقف دولية داعمة.

واشار الى ان اهم ما جاء في كلمة السيسي في الجانب الفلسطيني، هو اشارته الى ضرورة استكمال المصالحة الفلسطينية، متوقعا دور مصري فاعل في ملف المصالحة ويمكن ان يحقق نتائج.

وقال السيسي في خطابه، “يمكن لحد أن يقول إن السلام (مع إسرائيل) ليس دافئا لكنني أقول … إنه سيتحقق سلام أكثر دفئا لو قدرنا على حل المسألة الخاصة بأشقائنا الفلسطينيين.. لو قدرنا على حل المسألة وأعطينا أملا للفلسطينيين في إقامة دولة بضمانات لكلا الدولتين”.

وأضاف السيسي في كلمة نقلها التلفزيون الرسمي على هامش افتتاح مشروعات خاصة بالكهرباء: “لو قدرنا على عمل هذا الأمر سنعبر مرحلة صعبة جدا. هذه المرحلة مكتوبة في التاريخ بأسلوب قاسي ومؤلم .. سنقضي على إحباط ويأس حقيقي”…”هناك مبادرة عربية وفرنسية وجهود أمريكية ولجنة رباعية تهدف جميعا لحل القضية الفلسطينية. ونحن في مصر مستعدون لبذل كل الجهود التي تساعد في إيجاد حل لهذه المشكلة”…”لو قدرنا أن نحقق كلنا مع بعض حل هذه المسألة وإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين ستكتب صفحة أخرى جديدة يمكن أن تزيد عما أنجز من معاهدة السلام (بين مصر وإسرائيل)”.

وعبر السيسي عن أمله في أن تسمح القيادة الإسرائيلية بإذاعة خطابه هذا في إسرائيل “مرة واثنتين.. هناك فرصة حقيقية (للسلام) رغم ما تمر به المنطقة من ظروف”.راية الاعلامية

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن