“قناة بن غوريون” خطوة إضافية لإسرائيل الكبرى

"قناة بن غوريون" خطوة إضافية لإسرائيل الكبرى

لم يعد حلم إسرائيل الكبرى أن تتمدد جغرافياً من النيل الى الفرات، فهذه المساحة الشاسعة تحتاج الى عدد وفير من الناس لا مجال لدولة إسرائيل أن توفرها لأسباب عدة أبرزها معدل الإنجاب المنخفض لدى يهود إسرائيل في مقابل نمو كبير في أعداد الإسرائيليين العرب، والرغبة في الهجرة لدى اليهود الذين وفدوا الى إسرائيل ولم يجدوا الأمان النفسي والاجتماعي بعدما صنفوا بحسب البلدان الوافدين منها وعُوملوا وفق هذه التصنيفات ما اشعرهم كمواطنين من درجة ثانية.

إذا تبدلت النظرة الى إسرائيل الكبرى ولو كان المتشددون منهم لا يسقطون الحلم الجغرافي لدولة إسرائيل الكبرى، وبات الحلم بالسيطرة الاقتصادية والمالية على دول المنطقة سواء بالتطبيع معها والانفتاح بدخول اقتصاداتها بطريقة شرعية، قد تفيد الطرفين، ولو بنسب مختلفة. أو أن يتم الدخول الى هذه الدول عبر اختلاق الفتن والحروب والصراعات، وتشهد الدول التي ترعاها إيران هذه التفككات والصراعات من اليمن الى العراق وسوريا ولبنان، ما يجعلها عرضة لكل أنواع الاختراقات وخسارة اقتصاداتها، بل وقوعها في العجز وتحت وطأة الديون، بما يجعلها رهينة رغبات وقرارات دولية. وقد أتى إفلاس لبنان في هذا الإطار، خصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت الذي حوّل الأنظار الى ميناء حيفا الذي من المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في المنطقة بعد إنجاز تطويره من قبل شركات صينية دخلت على الخط.

وفي آخر الفصول، إعلان إسرائيل بدء العمل في “قناة بن غوريون” القناة البديلة لقناة السويس التي أقفلت لأيام مسببة تعطيلاً في حركة التجارة العالمية استدعت التفكير في بدائل ممكنة في حال تكرار حوادث إقفال للقناة المصرية.

وكانت تقارير إسرائيلية ذكرت قبل سنتين أن السلطات تخطط لإنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وأوضح مهندسون إسرائيليون أنه بإنشاء قناة تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط تصبح منافسة لقناة السويس، حيث أن المسافة بين إيلات والبحر المتوسط ليست بعيدة، وتشبه تماماً المسافة التي أخذتها قناة السويس لوصل البحر الأحمر مع البحر الأبيض المتوسط. وستقوم إسرائيل بخفض المسافة التي تجتازها السفن في قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط.

وبخلاف قناة السويس التي تنظم السير في اتجاه واحد مداورة للسفن، فإن إسرائيل ستتقدم عليها بحفر قناتين مستقلتين، واحدة من البحر الأحمر إلى المتوسط، والثانية من المتوسط إلى البحر الأحمر، فلا تتأخر أي سفينة في حين تمضي السفن في السويس أسبوعين كي تجتاز القناة. وتنوي إسرائيل إقامة مدن صغيره وفنادق ومطاعم ونوادي سهر ليلية على القناة التي ستشقُّها والتي سيبدأ العمل بها في غضون شهرين.

وسيحتاج المشروع مدة خمس سنوات لإنجازه وسيعمل فيه 300 ألف مستخدم من مهندسين وفنيين في جميع المجالات، يأتون من كوريا ومن دول آسيوية، ومن دول عربية ليبقى منهم عدد يتجاوز الـ 30 الفاً لتشغيل القناه وستكلف القناة إسرائيل نحو 16 ملياراً، وتعتقد إسرائيل أن مدخولها سيكون 6 مليارات في السنة وما فوق ستنقص من مدخول مصر من قناة السويس الذي يبلغ نحو 10 مليارات دولار في السنة.

وستتفق إسرائيل مع 3 مصارف أميركية لإقراضها 16 مليار دولار بفائدة 1 في المئة على مدى 30 سنة. وهكذا تكون إسرائيل قد بنت القناة من قروض أميركية بفائدة بسيطة، بينما هي تستفيد بقيمة 6 مليارات وأكثر في السنة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن