كم أنا حزين لأن السياسة الخارجية الفلسطينية الأن ضيعت البعد السياسي في النظر والأن تنظر لقدميها فقط وهي فرحة لقرار محكمة الجنايات الدولية الأخير

د. محمد الحداد
د. محمد الحداد

كم أنا حزين لأن السياسة الخارجية الفلسطينية الأن ضيعت البعد السياسي في النظر والأن تنظر لقدميها فقط وهي فرحة لقرار محكمة الجنايات الدولية الأخير

قرار محكمة الجنايات الدولية ICC بالموافقة على فتح تحقيق لكل قضايا النزاع في الأراضي الفلسطينية مع إسرائيل وهو يوم عظيم للفلسطينيين وللأسف نحن كدولة فلسطينية نتكلم عن احتلال وهذه مشكلة خطيرة في مفهوم التعاطي مع الانتهاكات وخصوصا المستوطنات في فلسطين.

حيث تنظر المحكمة الجنائية بأن القرار هو نزاع بين الطرفين وعملية التحقيق في الأمر خرج عن إطار الهدف المطلوب ولم يعتبر القرار بمثابة فتح تحقيق لجرائم حرب ضد الاحتلال الإسرائيلي بل مجرد نزاع فلذا قرار المحكمة بفتح تحقيق فقد مصداقيته وبهذا لن يتم تحقيق العدالة وللاسف ان وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية طبلت ورقصت لهذا القرار دون ان تفهم خطورته وعدم عدالته تجاه القضايا الاستراتيجية لدولة فلسطين وخصوصا قضية المستوطنات.

ولكن ليعلم الجميع الحقيقة أن سبب هذا القرار هو توجه الدول الاوربية لفرملة سياسة ترامب العنيفة تجاه أوروبا وآخرها الاعتراف بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية مما سيقضي على حل الدولتين ويجهض تحقيق السلام برمته والذي سيسبب تداعيات خطيرة تجاه أوروبا حيث السياسة الترامبية ستولد العنف والحرب مخلفة وراءها آلاف اللاجئين الفلسطينيين والتي ستشكل كاهلا ثقيلا على أمن أوروبا .

والدليل على ذلك أن المحكمة ستصدر قريبا قرار آخر بفتح تحقيق مع كل التنظيمات الفلسطينية واعتبار إطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة هو جرائم حرب مما يعني ستصبح المقاومة الفلسطينية هي إرهاب مطلوب ملاحقته وهذا سيجعل موقف الاحتلال الإسرائيلي قوي جدا في فرض قوانين اللعبة على المحكمة وحسب ما يريد .

بل هناك قرارات اوروبية للتأكيد على السياسة الجديدة لأوروبا وليس حبا في الشعب الفلسطيني ولكن من أجل تقويض السياسة الترامبية الأمريكية من خلال عدة توجهات قوية مثلا :

١. سيتم صدور قرار من محكمة العدل الدولية بعدم قانونية المستوطنات مما يفشل القرار الأمريكي الأخير بشرعنة وقانونية المستوطنات داخل أراضي الضفة الغربية.

٢. اعتراف بعض الدول الأوروبية بدولة فلسطين في الأمم المتحدة وعلى رأس هذه الدول ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورج وايرلندا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي.

٣. التقدم في مؤتمر دولي لدعم خيار حل الدولتين لفرض واقع جديد على إسرائيل.

في العموم السياسة الحديدية الترامبية الأمريكية مع دول أوروبا أجبرت اوروبا على اتخاذ سياسة أوروبية ذكية للتصدي لها وفرض واقع جديد من خلال تحالفات عالمية جديدة حفاظا على أمن أوروبا في المقام الأولى وستكون القضية الفلسطينية إحدى الأدوات لهذه السياسة الأوربية الذكية.

مع ذلك التحولات الاستراتيجية للتحالف العالمي يشير إلى أى تحالف أوروبي أمريكي قوي جدا بعد الانتهاء من سياسة ترامب الحديدية لتخلق واقعا جديدا وصعبا كونه سيكون منحاز 100% مع الاحتلال الإسرائيلي وسيعصف بالقضية الفلسطينية والتي ستكون أشبه بالوجبة الدسمة التي سينهال عليها أمريكا وأوروبا لإلتهامها.

ومع ذلك نؤكد أن قوة الله هي الحكم في إدارة هذا الصراع وسيحفظ الله فلسطين لأنه وعد بذلك ولن يخلف الله وعده.

الكاتب: د/ محمد الحداد
٢٠ / ١٢ / ٢٠١٩م
عضو الجالية الفلسطينية

عضو قيادة وممثل تجمع الشخصيات الفلسطينية المستقلة بالمملكة العربية السعودية

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن