يعتبر التدخين آفة العصر، وابتلاءً عظيماً يعصف بمجتمعنا ومن فيه، وأصبح يعاني منه الصغار أيضاً، بدورهم كمدخنين سلبيين ليس لهم من الأمر شيء سوى استنشاق ذلك الدخان اللعين رغما عنهم.

وأصبح المجتمع مجرد مستنقع للأمراض التي يسببها التدخين من سرطانات، وضغط دم، وتصلب شرايين، وكذلك التكلفة المادية وهدر للأموال، وفيما يلي عرض لأضرار التدخين، وكيفية الإقلاع عنه.

مكونات السجائر

يضم دخان السجائر ما يفوق 4700 من المركبات الكيميائية المضرة لجسم الإنسان وصحته، فهي تحتوي على سبيل المثال على الزرنيخ ومادة الرصاص، ومادة القطران ومادة النيكوتين، ومادة البنز وبيرين، وقد بينت الدراسات والأبحاث أن 60 مادة من هذه المواد مسببة للسرطان.

أسباب التدخين

– عدم وعي الشخص بأضرار التدخين، فربما يقبل على التدخين في جهل منه بالأضرار التي ستحدث لصحته هو ومن حوله حيث سيتحولون لمدخنين سلبيين.
– ربما يقدم الشباب والمراهقون على التدخين بالتبعية بسبب اتخاذ أحد الأشخاص المدخنين بمثابة قدوة لهم واتباعه في كل تصرفاته والتي يتضمنها التدخين.
– يرى البعض أن التدخين وسيلة جيدة لكي يواجهوا بها الضغوط النفسية والاجتماعية المختلفة التي يواجهونها.
– ويستعين البعض الآخر بالتدخين لقتل الفراغ الذي يواجههم في حياتهم اليومية.
– حيل شركات التدخين في الإعلان عن منتجاتها، فهي يغيب عنها الإعلان عن خطورة منتجاتها على الصحة.

أنواع التدخين

التدخين الاسترخائي: يتعلق بإحساس المدخن بالسعادة والاسترخاء وقت التدخين.
التدخين النفسي: ويتعلق بنفسية المدخن و رغبته بأن يبرز بعض صفاته أمام الناس مثل “الرجولة” وعادة يحدث عندما يكون بصحبة الآخرين.
التدخين المنشط: وهو متعلق بفترات العمل سواء كان عملا بدنيا أو ذهنيا.
التدخين المسكن: وله علاقة بتخفيف الشعور بالضغط النفسي من نفسية الشخص المدخن.
التدخين الإدماني: وهو متعلق باحتياج الجسم الضروري للمواد الموجودة في سجائر التدخين كالنيكوتين ولا يكون الهدف منه الشعور بالسعادة أو أي شعور مختلف أخر.
التدخين الإحساسي: وله علاقة بشعور المدخن وإحساسه بأنه ممتلئ بالحيوية والانتعاش عند التدخين.

أضرار التدخين

أضرار التدخين على الجهاز العصبي المركزي

من أهم مكونات التبغ هو مخدر يسمى النيكوتين وهو مادة منبهة تؤثر على عمل الجهاز العصبي المركزي، ويعتبر النيكوتين المسؤول الأول والمباشر عن إدمان الشخص المدخن للتدخين وهو يدخل للجسم مباشرة عبر الرئتين، ويتم امتصاصه بواسطة الدم الذي يكون بدوره غني بالأكسجين الذي يقوم بحمله إلى القلب، ثم يُضخ إلى الأوعية الدموية حتى يصل إلى الدماغ، فيشعر المدخن بالمتعة لحظة دخول النيكوتين إلى الجهاز العصبي، ولكن في حالة تلاشيه يشعر المدخن بعدة أعراض منها العصبية، ألم في الرأس، دوار، قلق، اكتئاب، أرق، زيادة في الشهية، مشاكل في التركيز.

تأثير التدخين على الجهاز التنفسي

عندما يستنشق المدخن المواد الضارة التي بالسيجارة فإنها تدخل إلى الرئتين مباشرة، وقد تضر الرئتين مع مرور الوقت وتؤثر عليها، وقد تظهر مضاعفات على المدخن مثل انتفاخ الرئتين، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، سرطان الرئة.

ونظرا لأضرار التدخين الكثيرة، فمن الضروري أن يقلع المدخن عن التدخين مما قد يكون سببا في الاحتقان المؤقت وعدم الشعور بالراحة لفترة طويلة في الجهاز التنفسي، والرئتين والمجاري الهوائية، ويكون هذا دليلا على بداية التعافي، مع إفراز المخاط أيضا.

تأثير التدخين على أنظمة القلب والأوعية الدموية

يتسبب التدخين في الإضرار بجميع أنظمة القلب بأكملها والأوعية الدموية، حيث يتسبب النيكوتين في أن تصبح الأوعية الدموية أكثر ضيقا مما يعيق تدفق الدم على المدى البعيد، وقد يُحدث ذلك تلفا في الأوعية على المدى البعيد وهذا سببا في مرض يسمى الشريان المحيطي، ويعتبر مرضا من مضاعفات تصلب الشرايين.

تأثير التدخين على الجهاز الهضمي

لا يترك التدخين أي جهاز داخل الجسم دون أن يؤثر عليه، حيث يزيد خطر الإصابة بمرض السرطان بالفم والحنجرة، والمريء، وينطبق ذلك أيضا على المدخنين السلبيين، كما يكون المدخن عرضه للإصابة بمرض السكري كذلك.

تأثير التدخين على الجهاز التناسلي

النيكوتين يؤثر على تدفق الدم إلى المناطق التناسلية لكل من الرجال والنساء، ويؤثر بشكل مختلف على الجنسين من حيث أن الرجال يتأثر أداؤهم الجنسي، أما النساء يمكن أن يؤدي بهم إلى مرحلة عدم الرضا الجنسي من خلال عدم القدرة على الوصول إلى النشوة الجنسية.

كيفية الإقلاع عن التدخين

بالتأكيد إن محاولات الإقلاع عن التدخين ليست بالأمر الهين أبدا، ولكن فيما يلي طرق لمحاولة الإقلاع عن التدخين دون انتكاسة:

1- التوقف عن التدخين

أول خطوة في العلاج هي الابتعاد عن التدخين ولكن لا بد من وجود سبب لذلك، ويحتاج الأمر إلى جلسة مع النفس لتحديد أسباب التوقف عن التدخين ليكون ذلك حافزا أمام العين للتشجيع النفسي على الاستمرار، ولا يُغفل طلب الدعم العائلي ومن الأصدقاء أو دائرة المحيطين عموما.

2- تجنب العوامل المحفزة على التدخين

يراعى تجنب أي عوامل قد تكون مشجعة على التدخين على سبيل المثال يُفضل التخلص من السجائر، والطفاية، والولاعة، والابتعاد عن الأصدقاء أو الأماكن التي قد تشجع على التدخين، تنظيف المنزل والسيارة من آثار السجائر، تجنب المواقف العصبية التي اعتادت أن تكون دافعا للتدخين.

3- التعامل مع أعراض الانسحاب

تظهر أعراض الانسحاب لمادة النيكوتين في الظهور بعد ساعة من تدخين آخر سيجارة وتصل إلى ذروتها في خلال 2-3 أيام من التوقف وتكون عبارة عن قلق وعصبية، صعوبة في التركيز، أرق، زيارة الشهية، ارتعاش في الأطراف، سعال، انخفاض في معدل ضربات القلب، ويتم في تلك المرحلة استخدام أدوية مضاد للاكتئاب ليساعد على تخفيف أعراض الانسحاب إلى جانب أدوية أخرى لسد مستقبلات النيكوتين في المخ.

4- استخدام بدائل النيكوتين

يمكن الاستعانة ببدائل تعطي نفس مفعول التدخين ولكن بنسبة أقل مثل (العلكة، وبخاخة الأنف، أقراص الاستحلاب) بدائل النيكوتين والتي يتم تناولها لفترات قصيرة تحت إشراف طبي.

5- استبدال السلوك الإدماني بسلوك آخر

يحتاج العقل إلى أن يتعود على سلوك صحي جديد لذلك وجب إشغال اليدين والفم بشيء آخر بديل للسجائر مثل الجزر ، أو الخيار، أو العلكة، ويمكن غسل الأسنان وشرب الماء بعد كل وجبة ، ولا تُغفل التمارين الرياضية التي تزيد من إفراز هرمون الدوبامين مما يعطي إحساسا بالسعادة والنشاط.

6- علاج الأسباب التي تدفع للتدخين

هناك أسباب تؤدي دائما للتدخين، وذلك لحل المشكلة وللإقلاع عن التدخين يُنصح بمعرفة سبب المشكلة لمعرفة حلها، فأيا كان سببها من الأسباب الوارد ذكرها سابقا بالمقال، الشعور بالفراغ، أو حتى القدوة المدخنة، أو غيره وجب علاج هذه الأسباب لسهولة الخروج من مشكلة التدخين دون انتكاسة مرة أخرى.

7- تدوين فوائد التدخين مقابل أضراره

إن محاولة تدوين فوائد التدخين التي ليس لها وجود قد تفيد في محاولة التذكير أنها عادة سيئة ومضرة ولها العديد من الأضرار وفي المقابل ليس لها أي فوائد.

8- مكافأة النفس

يُنصح بمكافأة النفس كل فترة على إنجاز الابتعاد عن التدخين لفترة لتشجيع النفس على المواصلة.

يقلل التدخين من فرصة المدخن في الحياة وينقص من سنوات عمره، وقد تعرفنا في المقال عن أضرار التدخين وكيف يقلل من عمر المدخن ومن كفاءة وعمر كل جهاز داخل جسمه، وأيضا كيفية الإقلاع عن التدخين في 8 طرق بدون انتكاسة.