كيف نجح نتنياهو في تعزيز قوة الليكود؟

كيف نجح نتنياهو في تعزيز قوة الليكود؟

الوطن اليوم – وكالات

في فترة لم تتجاوز الأشهر الخمسة، وعلى الرغم من اتهامه بالفساد ومثوله أمام المحكمة بعد أسبوعين، تمكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، من رفع تمثيل حزبه، الليكود، بـ4 مقاعد برلمانية على أقل تقدير. كيف نجح نتنياهو بذلك؟

وعلى الرغم من عدم صدور النتائج النهائية لانتخابات الكنيست الثالثة خلال أقل من عام، إلا أن حزب الليكود يتصدر المشهد، بتمثيل وصل إلى 36 مقعدًا، علما بأن الحزب حل ثانيًا في انتخابات الكنيست الـ22، ولم يتجاوز عدد مقاعده الـ32. وتوضح المعطيات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية أن الليكود نجح باستقطاب 175 ألف صوت إضافية عن تلك التي حصل عليها في الانتخابات الأخيرة، وذلك دون حساب المغلفات المزدوجة.

يظهر تحليل المعطيات التي صدرت عن لجنة الانتخابات المركزية، أن زيادة قوة الليكود لم تأت نتيجة انتقال الأصوات بين المعسكر الذي يتزعمه بيني غانتس ومعسكر نتنياهو، وإنما نتيجة نجاح نتنياهو بدفع العديد من أنصار الليكود الذين لم يشاركوا في جولة الانتخابات الأخيرة، إلى الخروج للتصويت.

كما تظهر البيانات أن العديد من أنصار الأحزاب ذات الأيديولوجيا اليمينية والأجندة الاجتماعية، مثل “كولانو” برئاسة موشيه كاحلون، و”غيشير” برئاسة أورلي ليفي أبيكاسيس، والذين وصفهم موقع “هآرتس” بـ”أنصار اليمين اللين”، انتقلوا عمليا من دعمهم لغانتس في الانتخابات الأخيرة، لدعم نتنياهو.

ورصد المشرف على استطلاع العينات الانتخابية في هيئة البث الإسرائيلية (كان)، بعض الظواهر التي قد توضح الأسباب التي أدت إلى تصاعد قوة الليكود، أبرزها تعزيز قوة الليكود في المناطق التي تعتبر معاقل للحزب مقارنة بالانتخابات الأخيرة.

حيث يظهر من النتائج المرحلية ارتفاع قوة الليكود في بيسان مثلا، والتي تعتبر مركز ثقل انتخابي لليكود، فيما حافظت قائمة “كاحول لافان” على قوتها في المدينة، كما تشير معطيات نتائج الانتخاب في بئر السبع إلى نفس الظاهرة، والتي تتمثل بتصاعد قوة الليكود، فيما حافظ “كاحول لافان” على قوته.

والظاهرة الثانية تمثلت بارتفاع قوة الليكود في المناطق التي كانت توصف بـ”مناطق التعادل”، حيث يظهر من النتائج المرحلية أن الليكود نجح في استقطاب المزيد من الأصوات في المدن والبلدات التي شهدت تنافسا حادا بين الليكود و”كاحول لافان” في الانتخابات الأخيرة، ورصدت “كان” مدينة بيتاح تيكفا وروحوفوت وريشون ليتسيون، مثالا على هذه الظاهرة.

والجواب على السؤال من أين حصل الليكود على ناخبيه الجدد؟ يتمثل بتسجيل المناطق التي توصف بمعاقل الليكود، حيث تشكل قاعدة انتخابية مهمة له، ارتفاعا في نسبة التصويت يقدر بنحو 1.5%، لذلك يمكن التوقع أن أنصار الليكود الذين عزفوا عن المشاركة في انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي، هم من حسموا المشهد لصالح الليكود.

وفي “مناطق التعادل”، حيث لم تسجل زيادة نوعية في نسبة التصويت، ترجح التقديرات أن زيادة قوة الليكود جاءت في أعقاب انتقال أنصار الأحزاب ذات الأيديولوجيا اليمينية والأجندة الاجتماعية، مثل “كولانو” برئاسة كاحلون، و”غيشير” برئاسة أبيكاسيس، الذين كانوا قد انتقلوا لدعم “كاحول لافان”، وحتى أنصار “يسرائيل بيتينو” بزعامة أفيغدور ليبرمان، لدعم ليكود نتنياهو في هذه الجولة.

وأشار موقع “هآرتس” إلى أن الليكود سعى خلال هذه الجولة الانتخابية إلى زيادة نسبة التصويت في المناطق ذات الطبقة الاجتماعية المتدنية، ولكن في هذه المناطق عمليا، كانت هناك زيادة طفيفة في نسبة التصويت.

وشدد المصدر على أن التغيير الكبير الذي حققه الليكود كان في أوساط أنصار “اليمين اللين” والذين تم تصنيفهم في المقر الانتخابي المركزي لليكود على أنهم “خريجو الكليات”: العائلات الشابة ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي المتدني إلى المعتدل من سكان المدن الكبيرة، الذين يرغبون في تحسين مستويات معيشتهم ولكنهم يشعرون أنه من الصعب عليهم إتمام الشهر في ظل معاشاتهم المنخفضة.

عمل نتنياهو باستمرار على إقناع هذا الجمهور بالتصويت لصالحه، لكن طوال الحملة الانتخابية واجه حائطًا سدا بينه وبينهم، غير أن هذا الحائط بدأ ينهار تدريجيًا قبل أسبوع واحد فقط من يوم الانتخابات. تعامل الليكود مع هؤلاء الناخبين على أنهم ليسوا ممن يقدر “إنجازات نتنياهو الأمنية” و”غير معنيين بأجندة سياسية”، وما يحركهم عمليا هو البرنامج الاقتصادي وأسلوب الإدارة.

ولفت الموقع إلى أن الليكود نجح أخيرا باستقطابهم عبر الوعود الاقتصادية التي قدمها وعرضها رئيس بلدية الاحتلال السابق في القدس، نير بركات، بالإضافة إلى الهجمة الشرسة من قبل الليكود على غانتس وتشويه صورته لدى هذه الفئة من الناخبين، عبر التشكيك بقدرته على الإدارة واتخاذ القرارات وإبراز شخصيته المتلعثمة والمترددة.

كما أن البيانات التي جمعتها حملة الليكود، أظهرت أن “خريجي الكليات” هؤلاء، يعتبرون أن التعاون مع النواب العرب والقائمة المشتركة خطًا أحمر، وذلك ما يفسر التحريض العنصري الذي مارسه نتنياهو في حملته ضد العرب ونواب المشتركة، وعرضه الكثيف لصور تجمع نواب عن المشتركة وبيني غانتس، كما عملت حملة الليكود على نشر الشعار القائل إن “غانتس سيسعى لتشكيل حكومة مع العرب”.

كما أن تراجع قوة حزب الكاهاني إيتمار بين غفير، “عوتسما يهوديت”، في المستوطنات، كان لصالح الليكود، وفقًا لما تظهره النتائج المرحلية، علما بأن “عوتسما يهوديت” فشل هذه المرة كما في المرة السابقة بتجاوز نسبة الحسم، غير أنه في هذه الجولة حصل على 0.42% من أصوات الناخبين، رغم أنه كان قد حصل على 1.88% من الأصوات في الانتخابات الأخيرة. وبينت المعطيات انتقال المستوطنات الأكثر تطرفًا وعنصرية من دعم “عوتسما يهوديت” لصالح الليكود، وذلك على إثر تلويح نتنياهو بتطبيق “صفقة القرن” الأميركية المزعومة، وضم المستوطنات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن