لماذا اعترفت السويد بدولة فلسطين ؟!

فلسطين

قررت السويد اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو الامر الذي يعتبر خطوة مهمة للتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

واشارت وزارة الخارجية السويدية في بيان بهذا الخصوص الى ان هذا القرار ياتي في وقت حرج، حيث “رأينا في العام الماضي كيف توقفت محادثات السلام، وكيف اعاق القرار الاسرائيلي ببناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية قرار حل الدولتين” موضحة ان الاعتراف بالدولة الفلسطينية اليوم “يعد مساهمة في بناء مستقبل افضل في المنطقة التي شهدت توقف للمفاوضات منذ مذة طويلة اضافة الى الدمار وخيبة الأمل”.

واشارت السويد الى مجموعة من الاسباب دفعتها لهذه الخطوة موضحة انها ومن خلال الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تريد:

اولاً: تقديم الدعم للفصائل الفلسطينية المعتدلة، التي سوف تقوم بادارة بناء الدولة الفلسطينية والتي سوف تعود الى طاولة المفاوضات.

ثانياً: نريد تسهيل الوصول الى اتفاق متساو بين الطرفين في المفاوضات القادمة، من اجل تمكين الفلسطينيين والاسرائيليين من العيش ضمن حدود معترف بها من قبل الطرفين، أي ضمن حدود العام 1976 وان تصبح القدس عاصمة للدولتين.

ثالثاً: نريد المشاركة في خلق المزيد من الأمل والايمان لدى الشباب الفلسطيني والاسرائيلي، حيث من الممكن ان يصبح هؤلاء اشخاصا متطرفين يؤمنون بعدم وجود بديل للعنف.

وقالت الحكومة السويدية انها تريد أن توصل من خلال هذا الاعتراف رسالة كتلك التي قالتها سابقاً لطفل فلسطيني (6 سنوات) من قطاع غزة وآخر إسرائيلي في ذات العمر، وكلاهما شهدا 3 حروب “ما زلنا نعتقد أنه يمكن التوصل لاتفاق سلام قائم على دولة فلسطينية تعيش إلى جانب دولة إسرائيلية بسلام وأمان وديمقراطية، متماسكة وقابلة للحياة”.

وتعتبر الحكومة السويدية ان معايير القانون الدولي بخصوص الاعتراف بالدولة الفلسطينية هي معايير عادلة.

واشارت الى ان هناك دولة فلسطينية، على الرغم من انها لا تملك حدوداً، إلا ان هناك ايضاً سكان وحكومة لديها القدرة على القيام بسيطرة داخلية وخارجية، اضافة الى ان المجتمع الدولي يثق بان الفلسطينيين قادرين على اقامة دولة فلسطينية وتحمل الواجبات تجاه هذه الدولة.

واوضحت ان هناك واقع حقيقي ان السلطة الفلسطينية غير قادرة على السيطرة الكاملة على الضفة الغربية وقطاع غزة، وبخصوص القطاع فانه بعد تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية واتفاق المصالحة بين حماس وفتح فان القدرة على السيطرة الداخلية هو امر قد تم تعزيزه.

يذكر ان السويد كانت قد اعترفت سابقا بدول مثل كرواتيا في العام 1992 وكوسوفو عام 2008 على الرغم من عدم سيطرتها على بعض المناطق الواقعة تحت سيطرتها. وهذا الذي يجب ان يحدث مع الفلسطينيين كما اشارت الخارجية السويدية في بيانها.

واوضحت ان دول الاتحاد الاوروبي كررت في العام 2008 استعدادها للاعتراف بالدولة الفلسطينية في الوقت المناسب و”نحن الآن على استعداد لقيادة هذه الخطوة، ولا ترى الحكومة السويدية ان هناك داع لتأخير هذا القرار ونأمل ان يكون هذا القرار قد اظهر للاخرين ان هذه هي الطريق الصحيحة”.

وقالت “سوف يلي الاعتراف بالدولة الفلسطينية تعزيز الجهود لدعم تطوير الديمقراطية وحقوق الانسان في فلسطين. وسوف نقوم بتقديم مطالب واضحة للفلسطينيين والاسرائيليين، والتي سوف تتضمن مكافحة الفساد واحترام الحقوق المدنية والسياسية وتعزيز دور المرأة ووقف العنف”.

ستعمل الآن الحكومة السويدية الى جانب الدولة الاوروبية والولايات المتحدة اضافة الى دول المنطقة والجهات الدولية من اجل دعم فتح ملف المفاوضات من جديد للوصول الى تسوية نهائية. ويجب التفاوض وفقاً لمبادئ القانون الدولي ومن اجل ضمان الحق الشرعي للفلسطينيين والاسرائيليين في تقرير مصيرهم والحصول على الآمان.

يعيش الفلسطينيين والاسرائيليين جنباً الى جنب منذ زمن بعيد. لكن المطلوب حالياً التعايش السلمي مع حدود آمنة ومعترف بها. وهذا الذي تهدف اليه السويد من خلال هذا الاعتراف.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن