لماذا تنتهج إسرائيل الغموض في هجماتها الخارجية؟

لماذا تنتهج إسرائيل الغموض في هجماتها الخارجية؟
لماذا تنتهج إسرائيل الغموض في هجماتها الخارجية؟

سلط تقرير عبري الضوء على الأسباب الحقيقية لامتناع إسرائيل في معظم الأحيان إعلان مسؤوليتها عن الهجمات التي تقوم بها ضد إيران وأطراف خارجية أخرى بما فيها رغبتها في تجنب الجنون الإعلامي الداخلي الذي يمكن أن يشعل حربا شاملة.

ورأى تقرير منشور في صحيفة (إسرائيل اليوم) العبري أمس الاثنين أن امتناع إيران أو حليفها حزب الله الشيعي اللبناني عن الرد ليس بسبب سياسة الغموض التي تنتهجها إسرائيل في عملياتها الخارجية بل في إدراكهما للقدرات الإسرائيلية المتفوقة.

واشنطن ترحب بقرار السودان إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل

الاحتلال يجبر مقدسيا على هدم منزله ويعتقل 5 شبان بالبلدة القديمة

وأوضح التقرير الذي جاء بعنوان “هل بدأت إسرائيل في تقويض سياسة الغموض؟” أنه يجب الاعتراف بأن سياسة إسرائيل على مدى العقود القليلة الماضية كانت قادرة على تأخير تطلعات إيران النووية بشكل كبير ، فضلا عن منع طهران من ترسيخ نفسها عسكريا في سوريا إن لم توقفها تماما.

وقال التقرير الذي كتبه البروفيسور ايال زيسر، المحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب: “الآن هناك حجة جديدة وهي أن الحكومة تقوض سياسة الغموض الخاصة بها من خلال التباهي بعملياتها ضد إيران، وبالتالي حث طهران على الرد”.

وأضاف: “قد يكون الغموض موجودا في وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي تعمل في ظل قيود يفرضها الرقيب العسكري، أو بالنسبة لأولئك الذين لم يتعلموا بعد كيفية القراءة بين السطور.. لكن مفهوم الغموض لم يكن موجودا أبدا في طهران أو بيروت أو دمشق”.

٢٠٠٠ مسؤول إسرائيلي يوجهون رسالة تحذير لبايدن تتعلق بهذا الشأن

نتنياهو يهدد إيران: يحظر علينا البقاء غير مبالين تجاه من يسعون للقضاء علينا

واعتبر الكاتب أن حقيقة الأمر هي أنه مَهما حدث، فإن الإيرانيين والسوريين يوجهون أصابع الاتهام إلى إسرائيل “ليس من أجل لا شيء بل بسبب الأمريكيين الذين كثيرا ما يسربون معلومات لوسائل الإعلام عن تورط إسرائيل في ضربات في المنطقة، لدرء التهديد للقوات الأمريكية المنتشرة في الشرق الأوسط”.

ولفت الكاتب إلى أن أسباب إسرائيل للتقليل من أهمية عملياتها في العمق وراء خطوط العدو واضحة وهي أنها ليس لديها مصلحة في “اللعب في أي جنون إعلامي يمكن أن يوجه العدو إلى نقاط الضعف الخاصة به أمام قدرات إسرائيل”.

ورأى أن من الأسباب الأخرى على الأرجح هي الرغبة في تجنب حشر السوريين أو الإيرانيين في الزاوية وبالتالي إجبارهم على الرد.

وتابع: “مع ذلك، فإن هذه الاعتبارات، التي كانت ضرورية عندما كانت إسرائيل تحارب وجود الشر قبل عقدين من الزمن، ربما لم تعد ذات صلة بالنظر إلى أن الكثير من الحملة العسكرية والجهد العسكري والاستخباراتي الإسرائيلي الإستراتيجي المستمر لتعطيل قوة المحور الإيراني الشيعي في جميع أنحاء الشرق الأوسط لم يعد سريا”.

واعرب الكاتب عن رأيه بأن الغموض مهم جدا -أيضا- من وجهة نظر دبلوماسية من خلال تجنيب إسرائيل النقد الدولي والإدانات في الهيئات العالمية، لافتا إلى أن تحمل المسؤولية عن أي حادث يمكن أن يؤدي إلى أكثر من تصعيد في الخطاب.

وقال: “ومع ذلك ، لم يكن الغموض الإسرائيلي هو الذي منع الرئيس السوري بشار الأسد من الانتقام بعد الضربة التي استهدفت مفاعله النووي عام 2007.. كما لم يكن الغموض هو السبب في ثني زعيم حزب الله حسن نصر الله عن الرد على اغتيال قائده الأعلى عماد مغنية عام 2008 رغم أن كلا الحادثين نسبا إلى إسرائيل”.

وأضاف: “ما أوقفهم في ذلك الوقت وأوقف إيران في الوقت الحاضر هو الردع الذي تمتلكه إسرائيل وتفوقها العملياتي والاستخباراتي؛ ما يحد من قدرة العدو على الرد.. لهذا السبب بالتحديد، فإن المزاعم الأخيرة في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الحكومة تستفز تصعيدا غير ضروري تجاه إيران بعيدة كل البعد عن الصحة”.

وختم قائلا: “من ناحية أخرى، تراقب طهران وبيروت الوضع بدقة أثناء تقدير ميزان القوى.. وهم في الحقيقة يفهمون الخطوط الحمراء لإسرائيل ويحاولون عدم تجاوزها”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن