لهذه الأسباب لن يصعد الاحتلال لدرجة المواجهة الكبيرة بغزة !

صحيفة عبرية: الوقت مناسب لإدارة الازمة في قطاع غزة بالتعاون مع حماس
صحيفة عبرية: الوقت مناسب لإدارة الازمة في قطاع غزة بالتعاون مع حماس

وصفت فصائل المقاومة الفلسطينية عملية زرع العبوة الناسفة على الشريط الحدودي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة،بأنها بطولية و تأتي في إطار الرد على توغلات العدو على الحدود الشرقية لقطاع غزة .

وأمام هذه العملية طرحت العديد من التساؤلات حول ردود فعل جيش الاحتلال التي أسفرت عن قصف عدة مواقع لفصائل المقاومة، و رأى العديد من المحللين السياسيين ، أن جيش الاحتلال لن يصعد لدرجة أن تفتح الأبواب أمام مواجهة كبيرة.

وحول إمكانية تصعيد الأوضاع في القطاع ، قال الكاتب و المحلل السياسي مصطفى الصواف في تدوينه له، :” إنه ليس من باب التخويف احتمالية اندلاع مواجهة تحمل ما نسبته 50% وهذا يتوقف على أمرين ، الأول ” إذا انفجار العبوة أدى إلى مقتل جنود صهاينة ، و الثاني : إذا الرد الصهيوني على عملية التفجير كان عنيفا وأدى إلى ارتقاء شهداء “.

و أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميا، مساء السبت، عن إصابة أربعة جنود إسرائيليين من “وحدة غولاني” بينهم إصابتان وصفت بالخطيرة في انفجار عبوة ناسفة في جيب عسكري خلال تفقده السياج الأمني قرب الحدود مع قطاع غزة،بينما أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء السبت، على مواقع تدريب تابعة للمقاومة الفلسطينية وأراضي زراعية بمناطق مختلفة في قطاع غزة

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة اشرف القدرة انه “لم تصل أي إصابات جراء سلسلة الاستهداف الصهيونية لمناطق متفرقة في قطاع غزة”، فيما اعلنت مصادر طبية في وقت لاحق عن اصابة شابين على الاقل اثر استهداف المدفعية الاسرائيلية مجموعة من الشبان اثناء محاولتهم التسلل الى الاراضي المحتلة عبر السياج الحدودي شرق رفح جنوب القطاع.

معادلة الردع على غزة

بينما رأت أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر الدكتورة عبير عبد الرحمن ثابت، أن عملية استهداف الدورية العسكرية الإسرائيلية في منطقة خانيونس والذي تطل على منطقة العين الثالثة مساء اليوم وان كانت تشكل كسر لاتفاق الهدنة عام 2014 ، فهي أيضا أوضح الصور لسقوط معادلة الردع على غزة .

وأضافت ثابت، أنه طبقا للمنطق استهدف التفجير جنودا مسلحين ولم يستهدف مدنيين فمن الصعب على إسرائيل تبرير أي عدوان عسكري يستهدف المدنيين في قطاع غزة خاصة أن إسرائيل قد تصرفت بنفس المنطق عندما استهدفت نفق سرايا القدس باعتباره عملا عسكريا معادى رغم أنه لم يستهدف القوات الإسرائيلية على الطرف الآخر منه.

وذكرت ثابت، “نحن اليوم أمام اختبار حقيقي بمدى قدرة إسرائيل على إيجاد نمط جديد للصراع المسلح تكون فيه حدود الجبهة الداخلية لكلا الطرفين محسوب بدقة لأن أي اختلال في هذا الميزان على طرفي الجبهة فهو ببساطة شرارة حرب رابعة ،وهذا آخر ما نحتاجه في هذا التوقيت السياسي في منطقة الشرق الأوسط .”

جاهزية المقاومة

هذا وحذرت الفصائل الفلسطينية ، “الاحتلال الإسرائيلي من مغبة الاستمرار في جرائمه،وأكدت أن عملية زرع العبوة في خانيونس رسالة مهمة تؤكد جاهزية المقاومة وحضورها في الدفاع عن شعبنا ، وحمل الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم الاحتلال تداعيات التصعيد على قطاع غزة.

وقالت كتائب المجاهدين في فلسطين :” إن التصعيد الإسرائيلي ضد غزة لن يثنينا عن حقنا في المقاومة والرد على جرائم الاحتلال والأيام بيننا سجال “.

بينما ذكر الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب في تعقيب له على عملية زرع العبوة، أن” أرض غزة ليست نزهة أو مزرعة للاحتلال، وبنادقها مشرعة وسواعد أبنائها تقذف الغضب في وجه الحصار والعدوان”.

و أكدت لجان المقاومة في فلسطين، بأن العملية البطولية شرق مدينة خان يونس تأتي في إطار الرد على توغلات “العدو الصهيوني” على الحدود الشرقية لقطاع غزة .

وأضافت لجان المقاومة بأن العملية البطولية شرق خان يونس والتي أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف “العدو الصهيوني” رسالة مهمة تؤكد جاهزية المقاومة وحضورها الفوري ويقظتها التامة في الدفاع عن أبناء شعبنا الفلسطيني والرد على الاعتداءات “الصهيونية” .

واعتبرت لجان المقاومة بأن أي حماقة “صهيونية “اتجاه قطاع غزة سترتد على “العدو الصهيوني” وأن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي وسيكون لها الحق في الرد لردع العدو عن تمادي في جرائمه وعدوانه.

من جهتها باركت كتائب شهداء الأقصى مجموعات الشهيد أيمن جودة العملية البطولية شرق خانيونس ومؤكدة على” أحقيتنا بالرد على جرائم “العدو الصهيوني”.

عدم تنفيذ ردود تتجاوز حد الانتقام

وفي تقدير للموقف من عبوة خان يونس التي انفجرت اليوم ، قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي:” إنه من المفيد تقديم ما جرى وفق ما يراه العدو وليس كما نقدره نحن، نظراً لأن الفعل المنتظر والمطلوب تقديره من العدو سيكون انعكاساً لموقفه مما جرى .

وذكر مرداوي أن الجيش هو صاحب نظرية التخفيف على القطاع خشية انفجار الأمور وتقريب نقطة الصدام والدخول في حرب رابعة، لذا سيحرص أن لا يؤدي الرد في الساعات القادمة لما آلت إليه الأمور، و هذا أول حدث خطير وفق معايير العدو يحدث في ظل وجود ليبرمان وزيراً للجيش ورئيساً للوزراء بالنيابة،لكن نتنياهو حدد طبيعة الرد ولَم يترك لليبرمان القرار.

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي، أن العدو يرى بالعبوة حدثاً خطيراً من حيث طبيعة العملية وحجم النتائج، وهي الأكثر خطورة من حرب ٢٠١٤ حتى اليوم على حدود الغلاف ، و المراسلون العسكريون بدؤوا بتمرير موقف الجيش من طبيعة الرد المنتظَر، الذين يتحدثون عن رد قوي.

وأشار مرداوي أنه في الغالب المستوى العسكري يفرمل جموح المستوى السياسي الذي دائماً نادى بالردود القوية التي لا تتناسب مع حجم الحدث، بينما هذه المرة الجيش ينادي بالرد القوي، و الاعتداء الإسرائيلي على هذه العملية سيأتي ولن يتأخر في الساعات القادمة، وسيكون مختلفاً عن الاعتداءات السابقة، ليس بالكم فقط وإنما بالنوع خاصة أن نتنياهو صرح أن الحدث خطير والرد سيأتي بما يتلائم مع الحدث .

مواصلا حديثه، “وعلى اختلاف الاعتداء المنتظر للأسف في كمه ونوعه سيعمل الجيش على عدم تنفيذ ردود تتجاوز حد الانتقام، وتفتح الأبواب أمام مواجهة كبيرة، و العبوة التي انفجرت اليوم أصابت مسيرة العودة قبل أن تصيب الجنود الصهاينة، ووجود وفد حركة حماس في القاهرة سيسهم في عدم انفجار الموضوع من خلال تدخل مصري مباشر وقوي لتفادي الانفجار .”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن