لوموند: بشار الأسد خبير في دبلوماسية الزلازل وتحسين علاقاته مع السعودية ستفتح له طريق التطبيع العربي على مصراعيه

لوموند: بشار الأسد خبير في دبلوماسية الزلازل وتحسين علاقاته مع السعودية ستفتح له طريق التطبيع العربي على مصراعيه
لوموند: بشار الأسد خبير في دبلوماسية الزلازل وتحسين علاقاته مع السعودية ستفتح له طريق التطبيع العربي على مصراعيه

“بشار الأسد.. خبير في دبلوماسية الزلازل”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إنه بعد الزلزال الذي ضرب سوريا، يستغل رئيس النظام تضامن القادة العرب لإعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري.

فقد خفف رأس النظام من عزلته الدبلوماسية بفضل الزلزال الذي أودى بحياة 5900 سوري، يوم السادس من فبراير الماضي. استطاع بشار الأسد الاستفادة من المأساة للمضي قدما على طريق التطبيع.

ووصفت الصحيفة بشار الأسد بـ “بسيد الفوضى.. الديكتاتور المبدع في دبلوماسية الزلازل”.

وصفت “لوموند” بشار الأسد بـ”بسيد الفوضى.. الديكتاتور المبدع في دبلوماسية الزلازل”.

تلقى الأسد رسائل تضامن من القادة العرب، الذين اتصلوا به هاتفيا، وأرسلوا دبلوماسييهم إلى دمشق. من بين الدول الشقيقة السابقة التي استبعدت سوريا من الجامعة العربية، ظل بعضها حليفا، مثل الجزائر والعراق ولبنان، وعاد البعض الآخر رسميا إلى التواصل مع النظام المنبوذ، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والأردن، وأخرى بشكل سري مثل مصر.

لكن، الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية، الداعم الرئيسي للمعارضة، والعقبة أمام إعادة دمج الأسد في الحظيرة العربية، قد استجابت أيضا، مع إرسال أطنان من المساعدات إلى دمشق.

سارع الأسد إلى المطالبة برفع العقوبات الغربية، التي وصفها بأنها العقبة الرئيسية أمام الاستجابة الإنسانية، تشير الصحيفة، مضيفة أن هذه العقوبات لم تمنع أبدا تدفق المساعدات إلى دمشق عبر وكالات الأمم المتحدة، ومن تحويلها جزئيا من قبل النظام.

وكسب بشار الأسد مع ذلك قضيته، حيث علقت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات التي فرضاها على النظام السوري لمدة ستة أشهر.

كان الأسد يود أن يظل مسيطرا على الاستجابة الإنسانية حتى في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه معارضته المسلحة المدعومة من تركيا. وهو يعمل، مع راعيه الروسي، على تفكيك آلية الأمم المتحدة التي تسمح بإرسال المساعدات من تركيا واستبدالها بآلية تمر عبر دمشق.

لكن معارضيه يرفضون، لأسباب مفهومة، تقول “لوموند”، مشيرة إلى أن المساعدات لم تصل تقريبا منذ أيام إلى مناطق المعارضة الأكثر تضررا في البلاد.

وجدت الأمم المتحدة أنه من الضروري الحصول على إذن من حكومة النظام في دمشق، أو تفويض من مجلس الأمن، لزيادة عدد المعابر التي تمر عبرها المساعدات.

وقد توجه مسؤولو الأمم المتحدة إلى دمشق لمطالبة الأسد بالموافقة، وتركوه حرا في تقرير مصير السوريين الذين فروا من قصفه، على الرغم من أنه لا شيء يتطلب ذلك، في رأي خبراء في القانون الإنساني. بعد ثمانية أيام كان من الممكن أن تكون حاسمة للإغاثة، أقرّ الديكتاتور السوري بفتح نقطتي عبور إضافيتين مع تركيا لمدة ثلاثة أشهر.

واعتبرت “لوموند” أن اصطفاف نظام دمشق مع إيران، ورفضه تقديم أي تنازلات للتوصل إلى حل سياسي، والتهديد بفرض عقوبات من واشنطن، كل ذلك أدى إلى إبطاء المحاولات. فهناك رغبة من دول المنطقة في طي صفحة الصراع السوري. وقد فهموا أن الدكتاتور لن يترك السلطة، وأن استراتيجية العزلة تعزز اعتماد دمشق على الخصم الشيعي.

أدى وضع سوريا إلى انهيار اقتصادها وتقويض اقتصاد جيرانها. وجعل نظام الأسد من الكبتاغون، مادة الأمفيتامين سهلة الإنتاج، مشروعا مربحا يغمر المنطقة. وأصبح 6 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار كبش فداء لأزماتهم.

كما اعتبرت “لوموند” أن يد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الممدودة للمصالحة مع بشار الأسد نهاية عام2022 ، رغم أنها ما تزال معلقة، وضعت التطبيع مع النظام السوري على جدول الأعمال. وتم إرسال رسالة واضحة مع زيارة الدولة التي قام بها الأسد إلى عمان في20 فبراير، وهي دولة معروفة بدورها كوسيط في الأزمات الإقليمية.

توجه مسؤولو الأمم المتحدة إلى دمشق لمطالبة الأسد بالموافقة على مرور مساعدات إنسانية، وتركوه حرا في تقرير مصير السوريين الذين فروا من قصفه.

وقالت “لوموند” إن كل الأنظار الآن على الرياض التي تظهر بوادر تهدئة، مشيرة إلى أنه خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، ​​منتصف فبراير الماضي، أشار رئيس الدبلوماسية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود إلى الإجماع الإقليمي لصالح التقارب مع دمشق، وضرورة الحوار حول المساعدات الإنسانية ومحنة اللاجئين.

لم تعد السعودية تطالب برحيل الأسد، لكنها تستمر في التمسك بمقاطعتها الدبلوماسية. ومن ثم فقد استخدمت حق النقض ضد دعوة النظام لحضور قمة جامعة الدول العربية التي عقدت في الجزائر، في شهر نوفمبر الماضي.

فهل تتم دعوة بشار الأسد للقمة المقبلة في الرياض؟ تتساءل “لوموند”، معتبرة أنه إذا تمكّن من تحسين علاقاته مع السعودية، فإن الطريق إلى التطبيع العربي سيكون مفتوحًا على مصراعيه.

لم تطأ قدم أي ممثل سعودي دمشق. ومثلما تطالب إسرائيل بحل القضية الفلسطينية قبل أن تسير على خطى العواصم العربية التي قطعت تقاربها مع الدولة اليهودية، فإن المملكة تضع شروطها على بشار الأسد. الطريق إلى المصالحة يمكن أن يكون طويلاً إذا جعل فتح مفاوضات جادة مع المعارضة، والابتعاد عن طهران شرطا أساسيا، تقول “لوموند”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن