لُعبة الكبار خرجت عن السيطرة

تمارا حداد
تمارا حداد

بقلم الكاتبة: تمارا حداد

أصاب فيروس كورونا بعض أنحاء جسد العالم وبلا شك أنه أثر على النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المنطقة عام 2020، وادى الى تباطؤ في أداء الاقتصاد العالمي وبشكل عام على مستوى أسعار النفط والغاز المسال والخدمات السياحية والتنقلات العالمية سواء ” الجوية والبرية والبحرية”.

ونتيجة التباطؤ الاقتصادي وعمليات التصنيع تم الاستغناء عن ابرز مواد الخام سواء النفطية او غيرها وبالتحديد مصافي النفط الصينية وفي مقدمتها” مؤسسة البترول الوطنية الصينية” حيث قلصت طاقة تكرير النفط بنحو 1.5 مليون برميل يوميا .

وأثر وجود فيروس كورونا على تدفقات الغاز المسال من الأسواق العالمية، مثل أستراليا وبعض منتجي الشرق الأوسط للسوق الصينية، وبالتالي من المرجح انخفاض أسعار النفط والغاز في العام الجاري نظرا للظروف العالمية وبالتالي خسارة شركات عظمى نتيجة انخفاض الشحنات الى الأسواق العالمية وبما فيها الصينية، واختلال أسواق الدول المصدرة للنفط التي كانت ترسله للصين.

لعبة مؤامرة كورونا سواء افتُعِلت من امريكا او الصين جاءت كقرصة أذن لكن هذه اللعبة خرجت عن السيطرة ولم تعد اللعبة قرصة أذن بل “وباء” دخل العالم وخسارته أكثر من فوائده، فالحرب البيولوجية أشد وطأة من الحروب العسكرية وهي جانب من جوانب الصراع عبر صناعة الفيروسات ضمن معامل حديثة غريبة لأغراض غير إنسانية بل لاهداف لها أبعاد سياسية وعقائدية استعمارية، ناهيك عن لعبة الإعلام المضللة .

الكمامات والتوظيف الاقتصادي:

بعد إعلان المنظمة العالمية عن خطورة الكورونا انتعشت صناعة الكمامات الطبية والقفازات وارتفع الطلب عليها الى درجة ” الهوس” في بعض الاحيان واحيان اخرى من اجل الوقاية، وكأن تلك الحروب البيولوجية هدفها نهضة مؤسسات عالمية بالمقابل انخفاض مستوى مؤسسات أخرى.

موضوع الكمامات مرتبط كلياً بإجراءات التوظيف الاقتصادي وبالتحديد نظام احتكار القلة في الاقتصاد الكلي والجزئي، بروز أزمة كورونا أدى الى إعادة تشغيل المصانع المصنعة للكمامات وبالتحديد بعد توقف استيرادها من الصين بعد انتشار الوباء.

لكن بالامكان حل اشكالية النقص في الكمامات كخيار بديل كما فعل الاردن باستعمال” الشماغ” للوقاية من كورونا، وبالامكان استعمال “الكوفية” الفلسطينية بديل عن الكمامة عند الحاجة.

كورونا والبُعد المجتمعي:

ازمة كورونا أثرت بشكل ملموس وغير ملموس على المجتمع وظهر ذلك من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بعض الفئات اخذت الموضوع بجدية، والبعض الاخر اخذ الموضوع باستهزاء، والبعض أخذ الموضوع بشكل واقعي حسب المعلومات والحقائق التي تصله.

برز من خلال المجتمعات بعض الأشخاص الذين يهدفون الى تفكيكه وزرع الخوف والرعب من خلال الإعلام وتضليل المعلومات حول انتشار الفيروس وعدم القدرة على السيطرة نتيجة قلة الامكانيات والاستعدادات، وهذا أمر سلبي بشكل عام على مناعة الانسان حيث ان الاخبار السيئة تضعف المناعة بشكل عام وهذا ما لوحظ بين اواسط المجتمع الفلسطيني ظهور أفراد لا يهمها إرسال رسالة الوقاية بل ارسال رسالة للتدمير والوصول الى الفزع على مستوى الرأي العام وبالتحديد من يحمل نظريات المؤامرة والتوجهات الفردية لأجندات شخصية التي تم تداولها على صفحات المواقع الاجتماعي.

تدابير في السياق المطلوب:

ازمة كورونا تختلف عن غيرها عن التحديات التي يعاني منها الوسط الفلسطيني نظرا لقلة الإمكانيات، لكن لجأت الحكومة الى اغلاق المدارس والجامعات ووقف الندوات والمؤتمرات على المستويات الخارجية والداخلية، ووضع أفراد تحت نظام الحجر الصحي، هذه الإجراءات أمام الحالة الفلسطينية أفضل طريقة للحد من انتشار الفيروس بدل من انتشاره ودخول مرحلة التخبط والعجز عن إدارة الأزمة الصحية بطريقة سليمة.

نجاح احتواء كورونا:

1. أول نجاح احتواء الفيروس سرعة الاستجابة والتي تأتي عن طريق خضوع جميع مرضى الالتهاب الرئوي، لاختبار فيروس كورونا، لتسهيل فرص الكشف عن حالات الإصابة.

2. فرض الحجر الصحي على كل من لازم وفود سياحية.

3. الاستمرار بعمليات التعقيم لدى المرافق العامة.

4. الالتزام بمبدأ الشفافية في نشر المعلومات، “فالخوف يمكن أن يضر أكثر من الفيروس نفسه”، ومهم تغيير لغة الخطاب عبر إرسال رسائل طمأنة للحد من الذعر.

5. تخصيص رقم مجاني ليكون بمثابة خط ساخن للمواطنين للإبلاغ عن الأعراض أو الحالات المشبوهة بها.

6. التأكيد على دور النظافة الشخصية وغسل اليدين وتجنب ملامسة الوجه قبل غسل اليدين في الوقاية من الإصابة.

7. توظيف الإجراءات القانونية تُجرّم نشر الشائعات وتتصدى لجشع التجار.

ختاماً:

من خلال الاعتراف المبكر بالأزمة، والإحاطات الإعلامية اليومية للجمهور، والرسائل الصحية البسيطة والدقيقة في الوقت المناسب؛ يمكن أن تتمكن الحكومات من طمأنة المواطنين، وأن تقدم نماذج ناجحة للاستجابة السريعة والفعالة لهذه الأزمة الصحية العالمية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن