ماذا تريد الولايات المتحدة من “حزب الله”؟

ماذا تريد الولايات المتحدة من

بات من المكرر القول إن الضغوط الأميركية على “حزب الله” تهدف الى دفعه للجلوس على طاولة المفاوضات بهدف تقديم التنازلات في الملفات الحساسة والإشكالية التي تهم الولايات المتحدة الأميركية، لكن ما هي هذه الملفات؟

أولا، ملف ترسيم الحدود، اذ ترغب الولايات المتحدة الأميركية بأن يتم الاتفاق على صيغة لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تكون لمصلحة الأخير ويكون له الحق فيها بجزء من البلوك رقم ٩، وهذه المفاوضات التي يقودها اليوم الرئيس نبيه بري تحتاج إلى موافقة من “حزب الله” من اجل تحقيق خرق كبير فيها والوصول الى نتيجة مرضية اميركياً، وهذا غير متوافر حتى اللحظة.

ثانياً، هو نفوذ “حزب الله” الخارجي او تمدده الإقليمي، اذ أن الحزب اثبت أنه قوة نوعية قادرة على تبديل المعادلات الميدانية في الإقليم، وعلى التأثير على جزء أساسي من المعارك والحروب المصيرية، كما أن تمدد الحزب الإقليمي الذي تضعه واشنطن شرطاً أساسيا وغاية محورية لها يشمل أيضا الموضوع السياسي، اذ يلعب الحزب أوراقا ميدانية بالتوازي مع حراكه السياسي وتأثيره على القوى الإقليمية وتحديداً في العراق واليمن وسوريا.

ثالثاً، تسعى واشنطن الى تخيير “حزب الله” بين ما يسميه البعض الدولة والدويلة، إذ على الحزب أن يختار اما أن يكون ميليشيا مسلحة او أن يكون جزءاً أساسيا من السلطة اللبنانية، مع العلم أن الأميركيين مرتابون بشكل لافت من وجود “حزب الله” في السلطة ويسعون عبر عدة طرق وأساليب الى إعادة عقارب الساعة الى ما قبل انتخابات عام ٢٠١٨، وهذا ما يؤمنه لهم ضرب حلفاء الحزب شعبياً واعلامياً لعدم تمكينه من الفوز معهم في أي انتخابات مقبلة.

رابعاً، الصواريخ الدقيقة: تعتبر الصواريخ الدقيقة اهم انجاز نوعي معلن لـ”حزب الله” واخطر سلاح معلن يمتلكه الحزب على إسرائيل، وهو قادر على تغيير معادلات عسكرية، لذلك تعمل واشنطن عبر أساليب الضغط الديبلوماسي والسياسي على دفع “حزب الله” إلى تسليم هذا النوع من السلاح، كذلك تحاول القيام عبر الدعم الإسرائيلي بحراك عسكري وامني لضرب هذه المنظومة الصاروخية في سوريا وربما لاحقاً في لبنان.

خامساً: حرية الحركة جنوب الليطاني، ومن هنا يأتي الحراك السياسي الداعي الى زيادة صلاحيات “اليونيفيل”، إذ تعمل واشنطن على الحد من هامش حركة “حزب الله” جنوب الليطاني ما سيشكل مدخلاً كبيراً لتنفيذ غارات جوية إسرائيلية في لبنان من دون أن يتمكن الحزب من الرد بطريقة مؤلمة ومباشرة على الاحتلال الإسرائيلي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن