ما هي أطول رحلة في تاريخ البشرية، يتبادر هذا السؤال إلى أذهان الكثيرين، ومن المعروف أن أطول رحلة عرفها البشر مرتبطة بالدين الإسلامي على وجه الخصوص، ولهذا من الضروري معرفة هذه الرحلة، وسوف يقدم لنا موقع مقالاتي هذا المقال للإجابة عن سؤالنا ومعرفة المزيد عن هذه الرحلة الدينية.

ما هي أطول رحلة في تاريخ البشرية ؟

يعبر مفهوم الرحلة عن القيام بحزم الأمتعة والذهاب بعيدًا عن مكان العيش، وقد اختلفت تفاصيل هذا المفهوم من زمن إلى آخر، حيث أنه اختلفت الوسائل التي استخدمها الإنسان خلال قيامه بالرحلة، وقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأطول رحلة، من الأرض نحو السماء، وهي رحلة مخصصة للنبي عليه الصلاة والسلام حيث لا يمكن للإنسان القيام بها، فهي معجزة من عند الله سبحانه وتعالى للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأطول رحلة قام بها الإنسان على وجه الأرض هي:

رحلة الإسراء والمعراج

إن رحلة الإسراء والمعراج هي معجزة من معجزات النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بعد معجزة القرآن الكريم، حصلت هذه المعجزة في 27 رجب قبل الهجرة، الإسراء هو الجزء الأول من هذه الرحلة، أما المعراج وهو الجزء الآخر والأخير، حيث انتقل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأمر من الله تعالى من المسجد الحرام الموجود في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس، ثم بعد ذلك عرج النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض إلى السماء حيث قابل الأنبياء الأشراف في الجنة، ثم قابل الله تعالى، وحينها أمر الله تعالى البشر بالقيام بالصلاة.

• أوقاف قلقيلة تنظم حفلا لإحياء ذكري الإسراء والمعراج

سبب الإسراء والمعراج

لقد أمر الله تعالى النبي محمد عليه الصلاة والسلام بالقيام بتلك الرحلة في عام الحزن الذي مر على النبي، وهو العام الذي شهد وفاة زوجته خديجة وهي رفيقة دربه وأم أولاده ومؤنسته، وعمه أبو طالب الذي كان يسانده ويحميه، وفي هذا الوقت الصعب، كانت حياة النبي عليه الصلاة والسلام صعبة وحزنه شديد، وتزامن ذلك مع رفض أهل مكة لرسالة النبي بعد أن كانوا يلقبونه بالصادق الأمين، وأيضًا سافر النبي إلى الطائف لإتمام نشر رسالته ولكنهم قابلوه بالرفض، وبعثوا أبنائهم لرميه بالحجارة حتى غادر الطائف، بعد كل ذلك أمر الله تعالى أن يسافر النبي في تلك الرحلة بوحي من جبريل عليه السلام.

حادثة الإسراء

روي أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان نائمًا في مكة المكرمة، فجاء جبريل عليه السلام ودخل إليه، فأخذه إلى الحجر عند الكعبة، فشق له صدره وغسل له قلبَه بماء زَمزَم، فملأ قلب النبي بالإيمان والراحة، أحضر جبريل دابة تسمى البراق، وحمل فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم وذهب به إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس، فيقال أسرى به إلى الأقصى، وخلال هذه الرحلة أوقف جبريل عليه السلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عدة نقاط، منها المدينة المنورة، ثم جبل سيناء، ثم بيت لحم، وأخيرًا قبر موسى عليه السلام.

حادثة المعراج

عندما وصل النبي محمد عليه الصلاة والسلام إلى القدس، قادَهُ جبريل عليه السلام إلى المسجد الأقصى، حيث كان في انتظاره الأنبياء، وأمّ النبي محمد بهم في صلاتهم، ثم بعد ذلك أمر الله تعالى النبي محمد أن يصعد إلى السماء وهذا من خلال درج يسمى المرقط، وخلال صعوده السماء قابل أولًا آدم عليه السلام، وفي السماء الثانية كان هناك النبيين يحيى وعيسى عليهما السلام، أما في السماء الثالثة فكان يوسف عليه السلام، ووجد في السماء الرابعة النبي إدريس، ثم في السماء الخامسة وجد هارون شقيق النبي موسى، ووجد النبي موسى في السماء السادسة، وفي السماء السابعة رأى محمد صلى الله عليه وسلم النبي إبراهيم عليه السلام، وفي نهاية الرحلة، تواجد النبي في حضرة الله تعالى ثم عاد إلى المنزل.

نهاية رحلة الإسراء والمعراج

بعد نهاية هذه الرحلة عاد النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله وروى لأهله ما رأى، حيث وصف لهم المسجد الأقصى من الداخل، ووصف القوافل التي تسير باتجاه مكة، ولكن بعضهم سخر من هذه الرحلة ولم يصدق رواية النبي أنه سافر بها في ليلة واحدة وأنه صعد للسماء وقابل الأنبياء والله تعالى، ولكن البعض الآخر ممن هم على تصديق تام لما يقوله أفضل الخلق، فقد زاد ورعهم وإيمانهم، وتعجبوا لهذه الرحلة المليئة بالمعجزات، والتي خص الله تعالى بها نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.

فرض الصلاة في معراج النبي

خلال رحلة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في حادثة الإسراء والمعراج، وحينما كان في السماء يقابل وجه الله، أمر الله تعالى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين بالقيام بفرض الصلاة، حيث تم توضيح شروطها وأركانها وكيفية القيام بها، وحينها أمر الله تعالى بالقيام بخمسين صلاة في كل يومٍ وليلته، ولكن بعد ذلك حاول النبي عليه الصلاة والسلام التخفيف من عبء وصعوبة ذلك على المسلمين، فخفف الله تعالى الخمسين إلى خمس صلوات فقط، وحدد عدد الركعات لكل صلاة وحدد وقتها.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي تم به الإجابة عن السؤال المطروح ما هي أطول رحلة في تاريخ البشرية، وتم الحديث عن أبرز الأحداث التي تخص تلك الرحلة وعن سببها وعن فرض الصلاة فيها.