ما هي حقيقة فيديو الـ30 ثانية لأسرى الاحتلال لدي المقاومة؟

ما هي حقيقة فيديو الـ30 ثانية لأسرى الاحتلال لدي المقاومة؟

في ظل تزاحم الأخبار في قطاع غزة، يجب أن يكون لدى الجميع انتباه في ما يتم ترويجه من قبل الاحتلال الإسرائيلي عبر الإعلام الموجه وبالونات الأخبار التي يريد من خلالها الوصول إلى معلومات حول مصير جنوده الأسرى لدي المقاومة في قطاع غزة .

فصائل المقاومة من المعروف عنها مصداقيتها، وإن قالت أوفت كما صفقة وفاء الأحرار وكذلك معادلة القصف بالقصف، ويمكن التدليل على مما يروجه الإعلام الإسرائيلي واستغلاله لأدواته الموجهة من العملاء وتسريب الأخبار، من خلال ما قاله مؤخرا الناطق باسم الجيش الإسرائيلي اللواء رونين منليس: “بأن إسرائيل خاضت حرباً على الوعي ضد غزة، واستعانت بخبراء في الإعلام، وبعشرات العملاء من داخل غزة لتحذير الناس من المشاركة في مسيرات العودة، وتخويفهم، وتسفيه المشاركين، والتأكيد على عدم جدوى المشاركة”.

هذا يدل على أهمية المعلومة وكيف تدار وتوزع، وللأسف هناك من ينساق ورائها بكل سهولة، مما يسبب الضرر الكبير لغيره، ونلمس ذلك من خلال ما يتم ترويجه إعلاميا حول ربط الإفراج عن أسرى الاحتلال مقابل تسيهلات وإغراءات إنسانية لغزة، فالمقاومة ليس ساذجة لتقدم فيديو 30 ثانية مقابل رصيف مائي وتسهيلات اقتصادية.

إبرام صفقة تبادل أسرى

وما تم ترويجه مؤخرا حول مغريات اقتصادية دون أن يكون هناك حديث من المقاومة لا يمكن الوثوق به كثيرا، ويجب أن تكون الكلمة والمصداقية العليا ونثق بمقاومتنا وليس بتسريبات الاحتلال.

وما تم تداوله هو ما كشفت صحيفة “معاريف” العبرية، أن السفير القطري محمد العمادي، اجتمع مع قيادة حركة حماس وقدم لها عرضين مقترحا لإقامة ميناء بحري في قبرص يخدم قطاع غزة، وأيضا إبرام صفقة تبادل أسرى ما بين حماس وإسرائيل.

وأشارت الصحيفة، أن الوساطة القطرية، حملت شروطا استباقية وضعتها إسرائيل لإبرام الصفقة، يتصدرها “عدم الموافقة على أي شروط حمساوية لإبرام الصفقة، وعدم إطلاق سراح 46 فلسطينيًا من غزة، اعتقلتهم إسرائيل بعد انجاز صفقة شاليط”.

وأكدت الصحيفة أن صفقة التبادل لن تجري على غرار صفقة شاليط، ولن يكون هناك التزام إسرائيلي بهدنة طويلة المدى مع حماس، ولن تكترث إسرائيل بتردي الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، طالما لم تبرم صفقة لتسليم حماس جثث الجنود الإسرائيليين المحتجزين لديها.

الإعلام الإسرائيلي يحترف الكذب

لذا يجب أن نحذر من ما يروجه إعلام الاحتلال حول مزاعم التسهيلات، وحول أهمية ذلك قال الكاتب والمحلل السياسي ذوالفقار سويرجو، لا يجب أن نصدق أي شيء يأتي من إسرائيل.

إبقاء الوضع على ما هو عليه هو أحسن الخيارات وأقلها تكلفة وأكثرها أمننا بالنسبة لهم وكل ما يقال هو للمراوغة وتضييع الوقت على حساب حياتنا اليومية فلن يأتي من هؤلاء لا ميناء و لا مطار و لا رخاء بل يتمنون و يخططون لموتنا كل صباح.

وأضاف سويرجو، وعليه فان الاستمرار في المراهنة على الوهم سينهك الحالة الفلسطينية في الاتجاهين السياسي والمعيشي وقد يستمر لسنوات و نحن نراوح مكاننا بل و ندفع الثمن بالتقسيط المريح دون أي خصومات .

مواصلا حديثه، “وتبقى الخيارات المجنونة هي الأكثر عقلانية في زمن فقد الجميع عقله، ليبرمان وميلادينوف وغوتريش وكوشنر و غرانبيلات و الإعلام الصهيوني يحترف الكذب ،و نحن أصبحنا آذان لا رؤوس لها”.

وفيما يتعلق بملف الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال، وما يتم تسريبه إعلاميا قال سويرجو: “في حالة أن الموضوع أصبح جديا فإطلاق سراح الأسرى أهم من كل شيء، ورفع المعاناة عن الناس هدف ملح و لكن دون التورط بدفع أي ثمن سياسي، و أنا أثق بالمقاومة ومن دفع ويدفع ضريبة الدم لا يمكن إلا أن يكون خير أمين على قضيتنا.

في إسرائيل هناك معارضة أمنية لهذه التسهلات، ونلمس ذلك من خلال ما ذكرته صحيفة معاريف، بأن ما يسمى بجهاز الأمن العام “الشاباك” يعارض بناء ميناء في قطاع غزة، وهذا يتعارض مع الترويج بان بمزاعم تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل رصيف بحري.

جعبة المقاومة الفلسطينية تعج بالمفاجئات

كتائب القسام وفصائل المقاومة لم يعلنوا شيء عن هذه الشروط، ونلمس جدية فصائل المقاومة وعدم تسريبها شيء من خلال ما تم نشره، على موقع كتائب القسام والذي وجه رسالة للمحتل الإسرائيلي قال فيها “أن ما ينبغي أن يعيه العدو جيداَ: أن غزة القرن العشرين غدت من الماضي السحيق. والذي ينتظر العدو، -أي عدو- يعتدي على غزة سوف يفوق كل خيالٍ إنسانيٍ مبدع، فلينفق العدو بقدر ما يستطيع من الأموال على إقامة الجدران والأسوار وعلى الوسائل التكنولوجية الكثيرة المختلفة والعجيبة، لكن: يجدر أن يكون أمرٌ واحدٌ شديد الوضوح: جعبة المقاومة الفلسطينية تعج بالمفاجئات، أصغرها ستبقي العدو مذهولاً فاغراً فاه دهراً، وإذا انتهى وقف إطلاق النار وبدأ العمل فإن الجميع. أقول الجميع. بدءاً برأس الأفعى وانتهاء بذيلها لن يحظوا برؤية الأعياد” .

وفيما يتعلق بدور السفير القطري قال الكاتب والباحث السياسي ناصر اسماعيل اليافاوي: “إن رسائل العمادي لحماس غير مطمئنة، وبات واضحا ذلك الدور الذي يقوم به السفير القطري العمادي، كوسيط بين دولة الاحتلال وغزة، ونحن ليس بصدد تحايل الدور المناط به”.

وأوضح اليافاوي، ولكن ما يهمنا العرض المقدم لحماس بعد زيارته الأخيرة إلى القطاع والذي يشمل “أمور مالية ومنها (تغطية رواتب موظفي الضفة والقطاع وإغلاق كافة الذمم المالية في محاكم غزة و الإفراج عن محرري صفقة شاليط الذين اعاد الاحتلال اعتقالهم بضمانات دولية بعد اعتقالهم مرة أخرى، كذلك البدء في مفاوضات من أجل إنشاء الممر مائي المزعوم، كل ذلك مقابل تسجيل فيديو مصور مدته 30 ثانية يوضح حالة الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة أن كانوا أحياء أو قتلى”.

مواصلا حديثه، “ومن خلال متابعتنا وقراءتنا لواقع الحكومة اليمينية الصهيونية، وحسب خبرات سابقة، ندرك انه لا أمان لهم ولا صدقوا يوما بتعهداتهم، وان المعروض يدخل في ضمن الوعود والمماطلة والتسويف، واعتبار غزة كجمعية للأيتام أو مبرة رحمة تننظر من يتصدق عليها، وكلمة البدء في مفاوضات ومع من؟ مع حكومة نتنياهو الأمر يحتاج إلى ثلاثين سنة أخرى، وفي حال قدمت حماس معلومات ولو بثلاثين ثانية، هنا ستتبنى إسرائيل الكثير على هذه المعلومات وهي من ستحدد طبيعة الصفقة ونوعها وحجمها”.

وشدد اليافاوي على أهمية أن تنجز المقاومة الصفقة رزمة واحدة، لأن آلاف من الرجال خلف القضبان يحلمون بمعانقة نساىم الحرية، وتأكدوا انكم تفاوضون امكر قوم تاريخيا، وأخيرا يجب أن نعي أن تحل القضية وغيرها من القضايا بعقل جمعي فلسطيني ولبس برؤية متفردة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن