مشاريع تحلية مياه البحرهل تشكل حلا لأزمة المياه بغزة

روع     تركي لتحلية مياه البحر في غزة

يعاني قطاع غزة من أزمة مياه حادة تزداد يوما بعد يوم، نتيجة شح الموارد المائية وتلوث الخزانات الجوفية التي وصلت الى نسبة 97%، في ظل قلة الحلول الجذرية والعملية للحد من أثرها المتفاقم. محطات تحلية مياه البحر أصبحت أحد الخيارات المتاحة لدى سلطة المياه لسد العجز المائي في القطاع وتقليل نسبة التلوث التي تعاني منها الموارد المائية.

الاتحاد الأوروبي وبإشراف اليونسيف قام بتمويل مشروع إنشاء محطة تحلية مياه البحر جنوب دير البلح عام 2013 على مرحلتين، تقدر المرحلة الأولى بـ9 ملايين يورو، لتوزع المياه المحلاة على منطقتي تل السلطان في رفح وحي الأمل في المنطقة الغربية بخانيونس.

وأكد مدير محطة تحلية المياه كمال أبو معمر أن مياه البحر المعالجة تحتوي على مجموعة أملاح مذابة تصل إلى 220ملجم/لتر بعد أن كانت 40 ألف ملجم/لتر، والتي تجعل المياه صالحة للشرب تبعا للمواصفات العالمية للمياه، موضحا أنها سوف تخلط بمياه آبار جيدة لتصل مجموعة الأملاح المذابة إلى 550 ملجم/لتر. وتقوم محطة تحلية المياه بعملها عن طريق سحب مياه البحر بواسطة آبار على الشاطئ لتدخل مرحلة فلترة لرفع وحجز الشوائب والمواد العالقة بفلاتر رملية.

ويضيف أبو معمر: توجد خزانات تحتوي على مضخات لسحب المياه وتضخها في فلتر يعمل بضغط عالي ينزع الأملاح من بعض المياه الحلوة وتضخ إلى المنطقتين في رفح وخانيونس. ويبلغ إنتاج المحطة في مرحلتها الأولى 6 آلاف كوب يوميا في الحالة الطبيعية، أي ما يعادل 40 ألف كوب أسبوعيا، وبفعل الانقطاع المتكرر للكهرباء وتشغيل المحطة بحسب الوقود المتوفر، تقلصت الكمية إلى 4 آلاف كوب أسبوعيا.

وبخصوص المرحلة الثانية، قال أبو معمر: ستبلغ القدرة الإنتاجية عام 2020 إلى 14 ألف كوب يوميا أي ما يقارب 20 ألف كوب يوميا في المرحلتين لتغطي معظم محافظتي رفح وخانيونس. ومن المفترض أن تخدم المحطة 75 ألف شخص، إلا أن عدم تشغيلها بشكل مستمر بفعل أزمة الكهرباء في القطاع، قللت من هذه النسبة ليتم ضخ المياه مرة واحدة أسبوعيا لكلا المنطقتين بالتناوب.

وأكد أن اليونسيف شرعت في بناء محطة طاقة شمسية على مساحة 5 دونمات، ستعمل مطلع العام المقبل، لتشغيل 50% من قدرة محطة التحلية، في حال استمرت أزمة الكهرباء في القطاع. وبين أبو معمر أن هذه المياه ستكون الحل الأمثل لمشكلة المياه الجوفية المتوقع نفاذها في أي وقت، لوجود العناصر الصحية المطلوبة وكلورتها في حال وجود ملوثات.

وتواجه محطة تحلية مياه البحر صعوبات في إدخال المعدات التقنية اللازمة للصيانة بفعل اجراءات الإحتلال والإغلاق المستمر للمعابر التي تؤثر على عملها وقدرتها الإنتاجية.

ردود فعل المواطنين انتقدت الكمية التي كان يجب أن يتم تزويدهم بها، حيث كانت الدعاية تفيد المواطن بأن المحطة ستعمل بكافة طاقتها وستصل للسكان بشكل مستمر إلى درجة أن المياه المعالجة ستغنيهم عن مياه البلدية، وهذا ما لم تصل اليه مصلحة مياه بلديات الساحل، مطالبين بالوصول للهدف المطلوب.

وطمأن أبو معمر المواطنين حول استخدام المياه المُحلاة في الشرب بأنها آمنة ومفيدة لجسم الإنسان، داعيا إلى تغيير وجهة نظرهم القائلة بأنه كلما زادت المياه عذوبة كلما كانت أفضل، وإحلالها بديلا عن مياه الشاحنات غير الصحية لاحتوائها على مياه منزوعة الأملاح.

فيما ذكر مختصون في مصلحة مياه بلديات الساحل بغزة، أن مشروع محطة تحلية مياه البحر جنوب دير البلح يخفف بشكل كبير من الأزمة المائية في محافظتي رفح وخانيونس، ما يضمن وصول مياه نقية وعذبة صالحة للاستخدام والشرب على حد سواء للمواطنين.

وللتقليل من نسبة تلوث المياه الجوفية، دعا المختصون الى استكمال مشاريع معالجة الصرف الحي وتحلية المياه التي من شأنها أن تخفف من استنزاف الخزان الجوفي ووصول المياه العادمة إليه.

وأقامت مؤسسة بيت الصحافة حملة بعنوان “مياه غزة” يوم السبت 30 سبتمبر، بهدف تسليط الضوء على واقع المياه الكارثي في قطاع غزة وذلك بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل.

يشار الى أن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قد زار محطة تحلية مياه البحر، الأمر الذي يدلل على أهميته، داعيا الى استمرار دعم قطاع المياه لاستكمال المرحلة الثانية من محطة التحلية المركزية في قطاع غزة.

كما دعا الحمد الله الى حل أزمة مياه قطاع غزة بالطرق المتاحة وتحسين الوضع القائم. ويوجد ثلاث محطان تحلية مياه في قطاع غزة إضافة الى ما يقارب 48 محطة تحلية صغيرة ومحدودة الحجم موزعة على جميع محافظات قطاع غزة.

 

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن