مصر تتجه لاعتماد “التنمية بديلا عن المعالجة الامنية” مع غزة

مصر تتجه لاعتماد

أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة فتح البرلمانية والقيادي في الحركة، أشرف جمعة، أن مصر تشعر بقلق كبير لتدهور الواقع الاقتصادي والإنساني في قطاع غزة، إلى حد ممكن أن ينعكس سلبًا على مصالحها وأمنها من البوابة الشمالية الشرقية.

وشدد جمعة، في سياق كلمة له خلال “مؤتمر تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية، وانعكاسها على قطاع غزة”، الذي بدأ أعماله بالأمس وانتهى اليوم ، بتنظيم من أكاديمية الإدارة والسياسة العليا في غزة، على أن مصر تعتبر غزة جزءً من منظومة الأمن القومي المصري، وهذا من أحد الإشارات التي التقطناها في مؤتمرات “العين السخنة”

ولفت إلى أن القلق المصري من تدهور الأوضاع في غزة، يدفع مصر للتحرك بسرعة وبشكلٍ مُتكامل مع الموقف السياسي الذي لم يتغير بالأساس من عناصر المشهد السياسي الفلسطيني المُنقسم؛ وهي الخطوط الحمراء التي التزمت بها السياسة المصرية منذ الانقسام، قبل نحو 11عامًا.

وجدد جمعة تأكيده على أن مصر تريد الانطلاق بسرعة وجدية بقاطرة التغيير، لكن ضمن منظومة إقليمية وغطاء دولي وعربي تحت عنوان “التنمية بديلاً عن المعالجة الأمنية”، على أن تشمل التفاصيل كُلاً من غزة وشمال سيناء.

وحول التساؤلات المطروحة، لماذا لا تفتح مصر المعبر بشكلٍ مباشر، قال : “لا تستطيع الأخيرة القيام بهذا لوحدها، إلا حين إنهاء الانقسام، لأنه لا يمكن إنكار وجود السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا وجود حركة حماس في غزة، وأطراف إقليمية أخرى”.

ونوه جمعة إلى أن مصر تُدرك أن جميع الأطراف الفلسطينية الفاعلة على الأرض دون استثناء يمكن أن تلعب دورًا في المشاركة السياسية والاقتصادية التنموية في غزة، لكن مع مرونة المحافظة على المظهر السياسي العام المُتعلق والمُعلن عنه مع الأطراف الداخلية والخارجية.

وشدد على أن مصر سوف تمنح الوقت الكافي للأطراف في غزة للمشاركة في الأليات والتصورات المعقولة لإدارة الأزمة الإنسانية والاقتصادية، ومساهمة مصر بما لا يخل في التزاماتها واتفاقياتها مع الأخرين، وفي نفس التوقيت أن تكون مستعدة لبدائل وأليات أخرى مُتفق عليها مع أطراف خارجية، في حال عجزت أطرافنا تحقيق تصورات وإبداعات كافية.

ونوه إلى أن مصر ضد أي تقسيم لوحدة الوطن، ولا تعترف إلا بوحدة الوطن الفلسطيني المعروفة؛ كما لم يسجل بتاتًا على مصر جيشًا وشعبًا أن لوِث أيديهم بدماء الفلسطينيين، لكن كانت هناك روابط من الدم شهدت عليها الحروب مع الاحتلال الإسرائيلي.

وتابع مُشددًا “مصر كدولة كبيرة لا تعترف إلا بالمرجعيات والشرعيات، وهي ضد التدخل في الشأن الفلسطيني، ومع القرار الوطني المُستقل، حتى تصل رسالة واضحة للجميع؛ كما أن الشعب المصري على مر التاريخ العلاقة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ذات بعد تاريخي مُتجذر، ويعتبر فلسطين كل فلسطين جزء من أمنه القومي، بالتالي دائمًا كانت وستبقى الحاضنة والأم والشقيقة الكُبرى”.

وأشار جمعة إلى أنهم في حركة فتح يؤكدون أن مصر هي من حضنت الثورة الفلسطينية، وجعلت منها لها دورًا على الطاولة الإقليمية والدولية؛ مُضيفًا “مرت في السماء الصافية بين الفلسطينيين والأشقاء المصريين غيوم مُلبدة يجب أن تُزال، ما ظهر على الإعلام هو سبب الغيوم المُلبدة ونأمل أن تُزال”.

وواصل حديثه “لكن الأهم السؤال الذي يطرح نفسه، بعدما حدث، والانفراجة التي نشعر بها، ما هو المطلوب كفلسطينيين تجاه مصر والعكس؟ والسؤال الذي أردت أن أقوله ليس تعزيز العلاقات المصرية الفلسطينية لأنها أصلا موجودة ولم تتأثر بسحب وغيوم، فالأصل أن نقول تمتين وتجذير تلك العلاقة لأنها واحدة”.

ولفت جمعة إلى أن كثير من المُخلصين أمثال : “النائب محمد دحلان، والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح، والقيادي البارز في حركة حماس موسى أبو مرزوق وكثير من القيادات، حاولت إرسال رسالة واضحة للقيادة المصرية بأن مصر هي “الحاضنة، والأم، وراعية اتفاق المصالحة، وهي التي يجب عليها، أن تدعو لحوار وطني شامل”؛ حتى كان الوصول لمؤتمرات العين السخنة.

واضاف “هناك توصيات قدمت من إعلاميين ورجال أعمال ومخاتير وجميع الشرائح التي شاركت بمؤتمرات العين السخن، بعودة مصر لرعاية اتفاق المصالحة، لأن الوحدة الوطنية جزء مهم ويجب علينا كإعلاميين التركيز على هذا الجانب، والتركيز على دعوة مصر لحوار وطني شامل، وأن تقوم بفتح معبر رفح أطول مدة مُمكنة، بحيث لايكون فتحه استثناء وتكون منطقة تجارية حرة، وتستمر الوفود بين غزة ومصر من كافة الشرائح” وختم بالقول “نأمل أن تكون التوصيات محل تقدير، أهم شيء التقطنا كرة الأمل ونحن في حراك إيجابي وتستمر حتى تحقيق الأهداف المنشودة.”

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن